بثت حسابات موالية للجيش السوداني، مقاطع فيديو تظهر آثار معارك ضارية في أم درمان قالت إنها تدور منذ فجر اليوم الثلاثاء وحتى الآن. وتحاول القوات المسلحة السيطرة على مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي وقعت في يد قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.
أكد رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق، العميد إبراهيم الحوري أن المعركة في نهاياتها
ونشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على (فيسبوك)، مجموعة من الصور والمقاطع التي تظهر تدمير عدد كبير من سيارات قوات الدعم السريع القتالية في محور الإذاعة والتلفزيون، وفي محيط منطقة الملازمين في أم درمان بالعاصمة القومية الخرطوم.
واستمرت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محور أم درمان في اليوم الأول وصباح اليوم الثاني من رمضان، وذلك على الرغم من القرار الأممي بفرض هدنة خلال الشهر الكريم في السودان، وهي الهدنة التي اشترط الجيش خروج الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية لتنفيذها.
وأكد رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق، العميد إبراهيم الحوري عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن المعركة في نهاياتها، وبث مجموعة من المقاطع والصور التي تظهر استلام الجيش لعدد من السيارات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع في أم درمان.
وقالت القوات المسلحة، صباح اليوم الثلاثاء الموافق الثاني من شهر رمضان، إنها تمكنت من إحباط ما وصفتها بأنها "محاولة يائسة من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية [الدعم السريع] للهروب من الطوق الذي تفرضه عليها قواتنا بمحيط منطقة الملازمين والإذاعة"، حد قولها.
وأوضح بيان باسم مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، أنه تم القضاء على معظم قوة الدعم السريع التي حاولت الهروب من منطقة الإذاعة والتلفزيون. ودمرت القوات المسلحة واستلمت معظم معدات وآليات قوة الدعم السريع.
وأشار مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية إلى أنه قد تم تدمير مجموعة أخرى حاولت إسناد قوة الدعم السريع التي انسحبت تجاه الغرب من محيط منطقة الإذاعة والتلفزيون.
من جانبه، أكد مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبدالله في منشور على موقع التواصل الاجتماعي (إكس) سيطرة الجيش على مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فيما لم تعلن القوات المسلحة ذلك بشكل رسمي بعد.
وفي التغريدة التي قام بمسحها بعد وقت قصير، قال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، عمران عبدالله، إن قيادة قوات الدعم السريع التزمت بالقرار الأممي الذي طالب بهدنة في شهر رمضان في السودان، ولكن من أسماها بـ"كتائب المؤتمر الوطني الإرهابية تنصلت عن هذا العهد والالتزام الأخلاقي وغدرت بقوات الدعم السريع وهاجمتها في محور الإذاعة على الرغم من التزامها مسبقًا بوقف إطلاق النار"، بحسب تعبيره.
وأضاف عمران عبدالله عبر حسابه على (إكس): "بذلك تكون قوات الدعم السريع قد خسرت الإذاعة ولم تخسر المعركة برمتها وفي المقابل كسبت احترامها أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي والإقليمي من خلال الالتزام بالهدنة الإنسانية"، حد قوله.
وتضم مباني الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، معتقلات للدعم السريع بحسب شهادات وتقارير، بجانب أرشيف الإذاعة والتلفزيون الذي يقترب من المائة عام ويعد ضمن الإرث السوداني الذي لا يقدر بثمن.
وكانت نقابة الصحفيين السودانيين قد حذرت في وقت سابق، من "تدمير أو إتلاف أرشيف يقترب عمرة من المئة عام"، وقالت إن قوات الدعم السريع أقدمتْ منذ شهور على تحويل مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلات، الأمر الذي يزيدُ من خطورة تدمير الأرشيف الذي وصفته بأنه "يمثل إرثًا سياسيًا، وثقافيًا، واجتماعيًا، للأمة السودانية جمعاء".
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت ترحيبها بالهدنة الإنسانية المقترحة، وأعلنت استعدادها للحوار حول آليات مراقبة متوافق عليها لضمان تنفيذها وتحقيق الأهداف الإنسانية المطلوبة.
وفشلت جميع الوساطات بين طرفي الحرب في السودان في تحقيق هدنة مستدامة في مناطق الاشتباكات، وذلك على الرغم من الضغط الإقليمي والدولي.