28-نوفمبر-2020

أرشيفية (InfoMigrants)

وصل المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي القادم من مقر المفوضية بمدينة جنيف السويسرية إلى السودان وغادر إلى ولاية القضارف متوجهًا إلى قرية أم راكوبة التي تضم أول مخيم لإيواء الفارين من الحرب التي تدور في إقليم تيغراي، حيث يشن الجيش الإثيوبي المركزي هجمات عسكرية منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

التحرك الدبلوماسي الدولي لإنهاء الحرب في إثيوبيا يشوبه فتور كبير

وبدأ المجتمع الدولي التحرك الإنساني في أزمة تيغراي فيما بدى التحرك الدبلوماسي بطيئًا على غير العادة بينما يعتزم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الاعتماد على الحل العسكري لدخول عاصمة إقليم تيغراي وهي مدنية "مكلي" وأغلق الجيش الإثيوبي الحدود مع السودان من إقليم تيغراي لمنع الفرار إلى المناطق الحدودية مع السودان.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل المهدي.. نهاية حقبة في تاريخ السودان

وتأتي زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين إلى ولاية القضارف التي تضم اثنين من مخيمات النزوح للفارين من الحرب الإثيوبية لتقييم الاحتياجات الإنسانية خاصة مع توقعات بنزوح (200) ألف شخص خلال الأشهر القادمة.

وتتزامن زيارة المفوض السامي أيضًا مع تدخلات أوروبية في ملف الاحتياجات الإنسانية للاجئين عقب محادثة هاتفية أجرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك نهاية الأسبوع تطرقت المحادثة بشكل كبير بحسب ما علم "الترا سودان" إلى الأزمة الإثيوبية وبحث احتياجات الخرطوم لإيواء الفارين من الحرب من إقليم تيغراي على حدود البلاد الشرقية.

ولم تقتصر المباحثات الأوروبية السودانية على ميركل فقط بل سارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لبحث احتياجات السودان فيما يختص بتوفير الإيواء للفارين من الحرب الإثيوبية التي تستعر كلما تمددت الأيام بلا تدخل دولي لنزع فتيل الأزمة.

والقاسم المشترك بين المحادثات التي تلقتها الخرطوم من قادة أوروبا أنهم قلقون من تدفقات كبيرة اللاجئين الإثيوبيين وبالتالي يسعون للحصول على ضمانات قوية من الخرطوم باستضافة النازحين في المخيمات التي توفرها على أراضيها على أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتوفير التمويل اللازم.

ولتنفيذ مخيمات اللجوء للفارين من الحرب الإثيوبية تعهد قادة الاتحاد الأوروبي بإرسال وفد أوروبي لتقييم الوضع الإنساني خلال يومين وتقديم تصورات عن التمويل المالي لمساعدة الخرطوم ووكالات الأمم المتحدة لإيواء الفارين من إقليم تيغراي.

أوروبا تخشى من تسلل اللاجئين إلى أراضيها وتريد تهيئة أوضاع مخيماتهم على الأراضي السودانية

عمليًا تستضيف الخرطوم عشرات الآلاف من اللاجئين من إرتيريا وإثيوبيا منذ سنوات ولديها خبرة طويلة في التعامل مع هذه الملفات لكن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في السودان تخشى دول أوروبا من تسلل أعداد كبير من اللاجئين إلى أراضيها انطلاقًا من الأراضي السودانية.

 هذه المخاوف جعلت قادة فرنسا وألمانيا يتحركون مع الخرطوم لتوفير التمويل للعمليات الإنسانية لـ(43) ألف لاجئ إثيوبي في ثلاث ولايات سودانية وهي كسلا، القضارف والنيل الأزرق بعد أن فروا إليها من إقليم تيغراي خلال (23) يومًا هو عمر الحرب التي بدأها آبي أحمد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

اقرأ/ي أيضًا:

ويقول الباحث في العلاقات الإثيوبية السودانية حسن العالم لـ"الترا سودان" إن التحرك الأوروبي في هذا الوقت يأتي لإيجاد مخرج للأزمة السودانية في ظل صعوبة إيقاف الحرب الإثيوبية لأن أوروبا تخشى من تدفقات كبيرة للاجئين سيما مع الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السودان.

وأضاف العالم: "أوروبا قلقة من الحرب الإثيوبية فهي غير مستعدة لاستقبال تدفقات اللاجئين على أراضيها لأن السودان معروف بأنه نقطة عبور لآلاف اللاجئين في السنوات الأخيرة، ومع تواصل الحرب وتدفقات اللاجئين تتوقع تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا بالتالي هي تريد ضمان توفر إيوائهم في مخيمات داخل الأراضي السودانية على الحدود".

يزيد هروب مقاتلين من إقليم تيغراي إلى الأراض السودانية من احتمالات انتقال الحرب الإثيوبية إلى السودان

تتزايد الشكوك حول قدرة السودان على أن يصبح ملاذًا أمنًا للاجئين الإثيوبيين، خصوصًا مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعانيها منذ سنوات، إلى جانب سيولة الأوضاع السياسية وهشاشة الشراكة في الحكومة الانتقالية، والتدخلات الإقليمية، إلى جانب ملف مفاوضات سد النهضة العالق، وتضارب مصالح أطرافه، إذ ليس من المستبعد أن تصبح الأراض السودانية الحدودية مسرحًا جديدًا للحرب الإثيوبية، خصوصًا مع فرار بعض مقاتلي إقليم تيغراي والجيش الفيدرالي وسط الفارين المدنيين، إذ يصبح احتمال انتقال الحرب الإثيوبية إلى الأراض السودانية، رهينًا بعدم رغبة مقالتي تيغراي الفارين إلى السودان من اتخاذ اراضيه منصة للانطلاق وتنفيذ هجمات على الجيش الإثيوبي.

اقرأ/ي أيضًا

الصحة تدشن الحملة القومية للاستجابة لشلل الأطفال

شركة تتبع لـ"وجدي ميرغني" تفصل موظفًا بسبب منشور على "فيسبوك"