قالت لجان مقاومة حجر عسل بولاية نهر النيل شمال البلاد إن تصريحات قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو بشأن استهداف الحواضن الاجتماعية في قندتو، وحجر العسل، والبسابير، وقري تعتبر مقدمة لحرب أهلية في السودان.
حذرت لجان مقاومة حجر العسل من انتقال الحرب إلى صراع أهلي على خلفية تصريحات حميدتي
وأشارت لجان مقاومة حجر العسل بولاية نهر النيل، اليوم الخميس، إلى أن التهديدات التي أطلقها قائد الدعم السريع في خطابه مساء الأربعاء باستهداف حجر العسل، والبسابير، وقندتو، وقري، باعتبارها حواضن اجتماعية لأعضاء الحركة الإسلامية، على حد تعبيره، في حال استهدفت قوات الجيش حواضنهم الاجتماعية، تعتبر نذير شؤم وبداية لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وإشعالًا لنار الفتنة، والقبلية، والجهوية.
وحذرت لجان مقاومة حجر العسل بولاية نهر النيل جميع الأطراف المتحاربة من هذا المسلك المدمر، وطالبتهم باللجوء إلى صوت الحكمة والعقل، وتجنيب البلاد مزيدًا من الخراب، والدمار، والتشتت، واللجوء، والنزوح.
وتقع منطقة حجر العسل في ولاية نهر النيل، وسيطرت عليها قوات الدعم السريع خلال الفترة بين آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين لحماية ظهر مصفاة الجيلي من شمال البلاد. ورغم استعادة الجيش للبلدة الشهر الماضي، إلا أنه خسرها مجددًا بسبب تقدم قوات حميدتي إلى البلدة مرة أخرى للحماية من الهجوم على المصفاة النفطية في منطقة الجيلي بالخرطوم بحري.
وقال سكان البلدة إن قوات الدعم السريع مارست حملات انتقامية عقب سيطرتها مجددًا على بلدة حجر العسل، ومارست التنكيل بحق المدنيين العزل.
وكان حميدتي اتهم، في خطاب بثه مساء الأربعاء، 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024، الطيران الحربي التابع للجيش بقصف مناطق في دارفور بحجة أنها حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع بتحريض من أشخاص وصفهم بـ"المجرمين". وقال إنه لن يلجأ إلى هذا المسلك بتوجيه ضربات عسكرية إلى الحواضن الاجتماعية للجيش شمال البلاد.
وقفز هذا الخطاب لأول مرة إلى مشهد الحرب في السودان منذ (18) شهرًا، ويربط المراقبون بين التراجع الميداني لقوات الدعم السريع وبين شعور قائدها بالخذلان.
جاء خطاب حميدتي بالتزامن مع توسع ميداني للجيش في سنار، والخرطوم، وبحري، وإقليم دارفور، وتحولت قواته إلى خانة الدفاع بدلًا من مهاجمة القرى والمدن والحاميات العسكرية كما اعتادت العام الماضي.
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب، اعترف حميدتي بخسارة منطقة لصالح الجيش، وفي هذا الصدد توعد بجمع مليون جندي لبدء عمليات عسكرية جديدة، وشدد على إنهاء الإجازات التي مُنحت إلى المقاتلين، والعودة فورًا إلى الوحدات القتالية.
في المفاوضات التي جرت في جنيف، رغم تلبية الدعوة التي قدمها الميسرون الأميركيون، والسعوديون، والسويسريون، رفض وفد الدعم السريع تقديم تنازلات. وفي ذلك الوقت لم تكن العمليات العسكرية كما هي عليه الآن، فيما قاطع الجيش المفاوضات لأنه شعر بضعف موقفه الميداني.
وألمح حميدتي إلى نقل الحرب إلى مناطق جديدة خلال خطابه الذي بثه. وفي ذات الوقت، فإن الجيش غير من المعادلة على الأرض، وفق مراقبين عسكريين. كما أقر جنرال الدعم السريع بحصول القوات المسلحة على مساعدات عسكرية نوعية مكنتها من إحداث الفرق على الأرض.
يتقدم الجيش في الخرطوم بحري، ووسط العاصمة، وإقليم دارفور، وسنار، وينوي توسيع الرقعة الحربية نحو ولاية الجزيرة وشمال كردفان خلال الفترة المقبلة. فيما تحشد قوات الدعم السريع مقاتليها من بعض المناطق في الجزيرة إلى قلب الخرطوم للدفاع عنها، وهي تعتقد أن خسارة العاصمة تعني خسارة مركز الثقل السياسي.