خرج آلاف المتظاهرين اليوم في الخرطوم رفضًا للانقلاب العسكري، ورددوا هتافات مناوئة للعسكريين وطالبوا بتنحي الجيش عن السلطة حيث تحرك المحتجون من محطة باشدار إلى شارع القصر في موكب تخلى عن مساره من أمدرمان إلى الخرطوم.
وتجمع الآلاف في تقاطع "باشدار"، وهو موكب غير معلن في مسارات منظمي الاحتجاجات، حيث حددت مقر البرلمان في أمدرمان وجهة للمتظاهرين من الخرطوم لكن الصعوبات الميدانية بحسب المحتجين حالت دون ذلك.
أعلن أطباء مقتل متظاهر برصاصة في العنق
ويتظاهر السودانيون منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر رفضًا لما أسموه بـ"الانقلاب العسكري"، عقب اتخاذ قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إجراءات عسكرية أطاحت بالحكومة المدنية التي كان يقودها عبدالله حمدوك.
وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل أكثر من (75) من المتظاهرين بحسب إحصائيات لجنة الأطباء المركزية "لجنة طبية ميدانية"، فيما تقول السلطات إنها أوقفت نظاميين اتهموا باستخدام القوة ضد المتظاهريين.
وتحرك المحتجون اليوم الاثنين من "تقاطع باشدار"، عبر الشوارع الرئيسية وصولًا إلى محطة شروني للحافلات جنوبي السوق العربي، حيث مقار القصر الجمهوري ومجلس الوزراء وشمالًا قيادة الجيش.
وسارعت القوات الأمنية إلى إغلاق الشارع من محطة شروني قبالة "معمل ستاك المركزي للدم"، وأطلقت وابلًا من الغاز المسيل الدموع واضطر المتظاهرون إلى العودة لتقاطع رئيسي في حي الخرطوم 3.
فيما انخرط محتجون في الصفوف الأمامية في التصدي لعبوات الغاز واليوم على غير المعتاد كانت الاحتجاجات في النصف الثاني لمحطة شروني، فيما تقدمت القوات الأمنية إلى منتصف المسافة.
ويقول المتظاهرون إن الاحتجاجات مستمرة إلى حين تحقيق الحكم المدني بينما يحاول سياسيون إبرام اتفاق مع الجيش تُنهي الأزمة الحالية، ويُعيد الانتقال كما كان قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر.
ويقول معاوية الذي يشارك في الاحتجاجات بانتظام في حديث لـ"الترا سودان"، نحن هنا لاستعادة الحكم المدني نريد خروج الجيش من السياسة والانصراف إلى مهامه الأساسية لن نمل من الخروج حتى ولو بصورة يومية.
اقرأ/ي أيضًا: وفد من الاتحاد الأفريقي لمناقشة الأزمة في السودان
ويعتقد معاوية (31 عامًا) أن الشهور الأخيرة أثبتت صعوبة إدارة الحكم بواسطة مجموعات عسكرية متحالفة ويقصد "الجيش والدعم السريع والحركات الموقعة على اتفاق السلام".
متظاهر: الاحتجاجات لن تتوقف إلا بتحقيق الحكم المدني
فيما يحذر مازن أحمد (33 عامًا) من أن استمرار الوضع الراهن قائلًا إنه "يؤدي إلى تفكيك البلاد لأن الاحتجاجات لن تتوقف إلا بتحقيق الحكم المدني"، ويرى أن "تنسيقيات لجان المقاومة بحاجة إلى التقدم قليلًا، وتنويع وسائل الحراك السلمي حتى يتم الضغط على العسكريين".
وواصل المتظاهرون في عبور التقاطع الرئيسي إلى شارع القصر قرب محطة شروني للحافلات وسط الخرطوم، فيما ألقت القوات الأمنية بالقنابل الصوتية وعبوات الغاز حتى حلول الظلام بينما حددت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم الخامسة مساء بالتوقيت المحلي لإنهاء الاحتجاجات.
وجراء إصرار المتظاهرين على عبور شارع القصر اضطر المحتجون إلى التصدي لعبوات الغاز، وأدت عملية الكر والفر بين رجال الأمن والمتظاهرين إلى إصابة العشرات ونُقلوا إلى المستشفى بواسطة الدراجات النارية وفي وقت لاحق أعلنت لجنة أطباء المركزية مقتل أحد المتظاهرين برصاص في العنق.
وفي هذا اليوم الذي صادف عيد الحب لم يتخلى المحتجون عن الاحتفال على الرغم من الاحتجاجات، وشوهد العديد وهم يحملون الورود الطبيعية التي قطفت من الحدائق إلى جانب "المجسمات" التي عادة ما يتم تبادلها.
وتقول إيمان (23 عامًا)، والتي تشارك في التظاهرات، إن "التظاهر لا يمنع الاحتفال بعيد الحب وأن الحب يجب أن يكون للوطن أولًا، لأننا إذا لم نجد وطنًا نحب فيه من نحب لن نجد الوطن ولا الحب".
وفي الخطوط الأمامية استخدمت مدرعة للشرطة المياه الملونة لرش المتظاهرين، حتى تحولت الأرضية إلى اللون الأحمر وطالت حتى ملابس المحتجين.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أعلن في مقابلة مع التلفزيون الحكومي السبت أنه يحقق بنفسه في الانتهاكات التي تحدث للمتظاهرين وأوقف نظاميين استخدموا القوة لتفريق التظاهرات.
أربعة أشهر من الاحتجاجات الرافضة لهيمنة العسكريين على السلطة كما يقول قادة الحراك السلمي بينما تلف الأزمة الاقتصادية الحبل حول عنق السودانيين جراء تعطل الحياة الاقتصادية والسياسية في هذا البلد الفقير.
اقرأ/ي أيضًا
"أنقذوا الأطفال": 5 ملايين طفل يواجهون انعدام الغذاء في السودان
الحكومة توقع عقدًا لتشييد محطة كهرباء في نيالا لإنتاج 100 ميغاواط