اشتعلت مناوشات كلامية بين روسيا وبريطانيا في الخرطوم، وذلك على خلفية اتهامات روسية للسفارة البريطانية في السودان، بتجييش السودانيين المتخرجين في أوكرانيا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.
روسيا في السودان: ليس هنالك دخان بلا نار
القصة ابتدأت بمشاركة حساب روسيا في السودان التابع للسفارة الروسية، تغريدة قال فيها إن وسائل إعلام محلية قد نقلت للرأي العام السوداني محاولات للسفارة البريطانية للتواصل مع سودانيين تخرجوا في الجامعات الأوكرانية، لبدء حملة معلومات مضللة ضد روسيا في الخرطوم - حد قوله.
اتهامات روسية نارية
وقال الحساب الناطق باسم السفارة الروسية في الخرطوم، إنه وفقًا لصحفيين -لم يسمهم- فإن دبلوماسيين بريطانيين عرضوا مقابلًا ماديًا وضمانات أمنية لمتظاهرين محتملين في السودان ضد الغزو الروسي.
وأضافت السفارة الروسية: "بالتأكيد ليس هنالك دخان بلا نار"، ومضت بالقول: "هذه المعلومات المنشورة تؤكد مرة أخرى أن هيستيريا لندن الكارهة لروسيا، لا تجد استجابة من أصدقائنا السودانيين" - حد وصفها.
— Russia in Sudan (@Rus_Emb_Sudan) March 5, 2023
وشددت السفارة الروسية في الخرطوم في تغريدتها، على أن هذه الأساليب التي وصفتها بـ"القذرة"، التي اتهمت بها السفارة البريطانية، تشهد على "ضعف" و"عدم احترام" السفارة البريطانية لقيم العمل الدبلوماسي وأعرافه.
رد بريطاني بارد
من جانبه شارك السفير البريطاني في الخرطوم جايلز ليفر، تغريدة السفارة الروسية في الخرطوم، واصفًا ما ورد فيها بأنها "أكاذيب صارخة"، معلنًا ثقته في أن الشعب السوداني "أذكى من أن ينخدع بمحاولات روسيا لنشر الأخبار الكاذبة"، والتي وصفها بأنها "مثيرة للشفقة" و"مضحكة" - وفق وصفه.
Blatant lies. I am confident that the Sudanese public is too smart to be fooled by Russia’s pathetic and laughable attempts at fake news. The REAL story remains Russian’s illegal, unprovoked and barbaric invasion of Ukraine, and the untold suffering it has caused. https://t.co/zUi1u4iSvt
— Giles Lever (@GilesLeverUK) March 6, 2023
وأضاف السفير البريطاني في تغريدته: "ما تزال القصة الحقيقية هي الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر والهمجي لأوكرانيا، والمعاناة التي لا توصف التي سببها" - بحسب تعبيره.
مواقف متباينة في السودان
وشهدت العلاقات السودانية الروسية تقاربًا كبيرًا عقب انقلاب المكون العسكري وحل الحكومة الانتقالية في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، حيث دعمت روسيا إجراءات قائد الجيش وضغطت على مجلس الأمن الدولي قائلة إن ما حدث في السودان حينها "ليس انقلابًا عسكريًا"، فيما تنخرط المملكة المتحدة في اللجنة الرباعية الدولية ومجموعة الترويكا النشطة في تسهيل العملية السياسية في السودان، والمعنية بإعادة الفترة الانتقالية في السودان وفق اتفاق بين العسكريين والمدنيين.