في شباط/ فبراير الماضي وفي مستشفى مدينة ود مدني بوسط السودان، اكتشفت المغنية السودانية منى مجدي سليم إصابتها بسرطان "الثدي" في المرحلة الثانية. وأجرت منى عمليةً لاستئصال الورم بمستشفى نور يوسف الطبي بمدني، وقررت مواصلة العلاج في مصر بعد أن حدد لها الأطباء ثماني جلسات.
مرافق الفنانة لـ"الترا سودان": الوضع الصحي للفنانة مطمئن ومنى مجدي التي أعرف ستنتصر على المرض
وبحسب محمد سراج الذي يرافق منى في رحلة استشفائها بمصر، فإن الأخيرة أكملت أربع جلسات وتدخل الجلسة الخامسة يوم السبت المقبل. وقال سراج في تصريحاتٍ لـ"الترا سودان" إن الوضع الصحي للفنانة "مطمئن"، موضحًا أنها "تمضي نحو التعافي" كما أنها تبدو في "روح معنوية ونفسية جيدة". وأردف: "منى مجدي التي أعرف ستنتصر على المرض".
وتمثل منى التي ولدت في مصر في العام 1987 جيلًا من الفنانين السودانيين الصاعدين. تربت بين القاهرة ومدني، وسافرت مع أسرتها إلى القاهرة بعد سنتها الخامسة في مرحلة الأساس، وواصلت دراستها بالقاهرة حتى المرحلة الثانوية، ثم عادت إلى الخرطوم لتدرس بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.
وسبق أن أعلنت منى عن إصابتها بالسرطان عبر صفحتها بفيسبوك قائلةً: "انضممت لكثير من نساء بلادي المصابات بداء سرطان الثدي المحاربات، القويات، القادرات.. بكل الإيمان أتقبل ابتلاء ربي وقدر الله وما شاء فعل.. رجاء محبة لكل النساء عليكم بالكشف المبكر والحمد لله والشكر لله على كل حال".
وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة، إلا أن مختصين يشيرون إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في السودان مع ضعف في الرعاية الصحية المقدمة ما يضطر الكثير من المصابين إلى البحث عن العلاج في الخارج.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورةً حديثةً لمنى مجدي، ظهرت فيها وهي حليقة الرأس نتاج لمضاعفات المرض، وأعربوا -من خلال تداول الصورة- عن دعمهم للفنانة في معركتها ضد داء السرطان.
وأعادت صورة منى المتداولة إلى الأذهان صورةً سبق وأن نشرتها الإعلامية السودانية لمياء متوكل أثناء فترة علاجها من الإصابة بذات المرض.
لمياء سبق أن نشرت قصة إصابتها وشفائها المفرح من المرض الخبيث في أحد مستشفيات القاهرة - كشفت لمعجبيها عن لحظات عصيبة ومن ضمنها لحظة تساقط الشعر.
ولكن في قصة منى مجدي، فإن حلق شعر الرأس كان قرارها الشخصي، وذلك بعد بدأ في التساقط في أعقاب الجلسة الثانية. وبحسب محمد سراج المرافق لها، فإن مني تبدو متصالحة مع "الخطوة تمامًا".
وبدا المخرج السوداني الطيب صديق الذي زامل مجدي في كورال معهد الموسيقى في حديثه لـ"الترا سودان" - بدا واثقًا من انتصار منى على السرطان. ويذكر صديق مواقف إنسانية لمنى كان شاهدًا عليها، منها رؤيتها وهي تحل مشاكل الناس وتدفع رسوم دراسية لطلاب ومصاريف علاج لمرضى. ويقول: "إنسانة بهذا الخير يحيطها لطف الله وستخرج من معركتها منتصرة".
ولم تكن معركة المغنية في كورال الموسيقى والمشاركة في البرنامج الأشهر "أغاني وأغاني" مع السرطان أول مشروع مقاومة تخوضه، فقد سبق أن واجهت تحديات من شرطة النظام العام في فترة سابقة، حين تم القبض عليها ومحاكمتها بتهمة "ارتداء زي فاضح".
منى مجدي سليم ابنة القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي خاض معارك المقاومة ضد نظام الإنقاذ تقول عن نفسها إنها "سياسية ومن أسرة من السياسيين"
واشتهرت منى مجدي بحضورها الثوري في المواكب، وهي من دعاة الحرية والسلام والعدالة. ولطالما طالبت بتوفير سبل العيش الكريم للمواطن. وظلت تناهض النظام البائد حتى اقتلاعه من السلطة، كما أنها تتميز بالجرأة والشجاعة والمواقف الواضحة تجاه قضايا الوطن، وهي ذات الأسلحة التي تخوض بها معركتها الآن مع داء السرطان.