21-فبراير-2024
المستنفرات في بورتسودان

المستنفرات في معسكر فلامنغو التابع للجيش في البحر الأحمر (سونا)

في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل لم تتردد عشرات النساء من الالتحاق بـ"معسكرات التجنيد" منذ آب/أغسطس الماضي، فيما لم يُعلن بعد عما إذا كن قد يتوجهن إلى ساحات القتال سيما في العاصمة الخرطوم التي تبعد نحو (400) كيلومتر عن هذه الولاية.

على الرغم من عدم توسع انخراط النساء في التجنيد في صفوف الجيش، لكن هناك مخاوف قد تدفعهن للاستعداد للدفاع عن أنفسهن

"المجندات" أثناء فترات الحرب فكرة انطلقت في تسعينات القرن الماضي عندما اشتدت الحرب بين القوات المسلحة وقوات الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق في جنوب السودان الذي انفصل لاحقًا بموجب استفتاء في العام 2011.

في ذلك الوقت ومع صعود خطاب الحركة الإسلامية "الحزب الحاكم" في السودان في تسعينات القرن الماضي أطلق على كتائب عسكرية خاصة بالنساء "أخوات نسيبة".

وعلى الرغم من عدم توسع انخراط النساء في التجنيد في صفوف الجيش، لكن هناك مخاوف قد تدفعهن للاستعداد للدفاع عن أنفسهن في ظل التقارير التي تتحدث عن وقوع عنف جنسي بحق النساء طال مئات السيدات خلال الحرب بين الجيش والدعم السريع.

وكانت القوات المسلحة أعلنت تدريب (830) امرأة في بورتسودان على ضرب النار، وذلك ضمن دورة الرماية التي أعدها الجيش السوداني بمنطقة فلامنغو العسكرية بولاية البحر الأحمر.

وحسب وكالة السودان للأنباء تمثل الدفعة الجديدة من المستنفرات معسكر المرأة الثاني بمحلية بورتسودان ضمن المرحلة الثانية للاستنفار الشعبي الذي أطلقته القوات المسلحة لتدريب المواطنين والمواطنات على حمل السلاح للمشاركة في المجهود الحربي الذي يقوده الجيش في معركته ضد قوات الدعم السريع.

وتقول نهلة حسن الباحثة في مجال فض النزاعات في أفريقيا، لـ"الترا سودان"، إن انخراط النساء في صفوف التجنيد العسكري يأتي لأسباب متفاوتة منها حماية النفس خاصة مع تمدد الحرب إلى الولايات ومناطق لم تكن ضمن خارطة الحروب في السودان لسنوات طويلة. إلى جانب الانتماء السياسي الذي يحتم عليهن إظهار المساندة للجيش باعتباره ممثلًا للمؤسسة العسكرية الوطنية حسب طريقة التفكير لدى بعضهن.

وتضيف: "في الغالب لا يتم إرسال المجندات إلى الخطوط الأمامية؛ ربما يقمن بالأعمال اللوجستية في القتال مثل التمريض أو تجهيز الطعام أو الأعمال الإدارية، لأن الأمور لم تصل إلى مرحلة الدفاع بالبندقية للمنخرطات في التجنيد".

وتشترط نهلة حسن وجود مراكز تدريب قتالية قادرة على إعداد مجندات محترفات في الدفاع عن النفس واستخدام السلاح وجميع أنواع القوة المطلوبة في مواجهة المخاطر، أي أن يكن بمستوى المجندات في الجيوش التي تستوعب النساء حول العالم. وترى حسن أن التجنيد التقليدي للنساء من منطلقات سياسية أو شعبوية لن يكون مفيدًا لهن.

فيما يقول الباحث في الثقافة السودانية السر سيد، لـ"الترا سودان"، إن مشاركة النساء في معسكرات التجنيد خلال الحرب تأتي لأسباب متعددة، من بينها منطلقات ذات أبعاد شخصية للاستعداد للدفاع عن أنفسهن عندما يتعرضن إلى الخطر بسبب الحرب، خاصة مع انتشار ظاهرة نهب المقتنيات الخاصة بالنساء وتعرضهن إلى العنف والعنف الجنسي.

باحث في الثقافة السودانية: شكل الخطاب والمعلومات التي تتواتر لدى النساء في مناطق قريبة من دائرة الحرب يجعلهن يطلبن على الأقل التدريب لحماية أنفسهن

وأضاف: "مشاركة النساء في معسكرات التجنيد في بعض المناطق قد تكون ذات أبعاد "حداثوية"، مثل الحديث عن المساواة بين الجنسين، وبالتالي يحق لهن الانخراط في المهن العسكرية أسوة بالرجال".

ويرى السر سيد أن شكل الخطاب والمعلومات التي تتواتر لدى النساء في مناطق قريبة من دائرة الحرب يجعلهن يطلبن على الأقل التدريب لحماية أنفسهن اذا تمددت رقعة الحرب".