جددت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهاماتها لدولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف خلف قوات الدعم السريع التي تشن حربًا ضد الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل من العام الماضي. المنظمة المعنية بحقوق الإنسان هاجمت في تقرير حديث لها الرابطة الأميركية لكرة السلة (NBA) بشأن شراكتها مع وزارة الثقافة والسياحة الإماراتية، وقالت إن هذه الأنشطة تعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع تُعرف بـ"غسيل السمعة"، تهدف إلى صرف الانتباه عن الانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها الإمارات داخليًا وخارجيًا.
هيومن رايتس ووتش: استضافة الإمارات لمباريات "إن بي إيه" لكرة السلة يهدف لحرف النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان العديدة التي ترتكبها في الداخل والخارج، بما فيها مزاعم تزويدها لقوات الدعم السريع المنتهكة بالأسلحة في السودان
هيومن رايتس ووتش وصفت وقوف الإمارات خلف قوات الدعم السريع في السودان بأنه من أبرز الانتهاكات المنسوبة لهذه الدولة الخليجية، وقال التقرير إن قوات الدعم السريع ترتكب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية في مدينة الجنينة بإقليم دارفور.
المنظمة الدولية أشارت إلى الاتهامات بشأن إنشاء الإمارات جسرًا جويًا لنقل إمدادات إلى قوات الدعم السريع عبر جمهورية تشاد، وهو نشاط وصفته الحكومة الإماراتية بأنه ذو "طابع إنساني"، بينما تفيد تقارير مستقلة باستخدامه لأغراض عسكرية. وتأتي هذه الادعاءات في سياق سياسات إماراتية مثيرة للجدل، تشمل عدم التسامح مع المعارضة داخليًا، والتورط في انتهاكات واسعة النطاق في السودان واليمن، وفقًا للتقرير الذي اطلع عليه "الترا سودان".
استضافة #الإمارات لمباريات "إن بي إيه" لكرة السلة يهدف لحرف النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان العديدة التي ترتكبها في الداخل والخارج....بما فيها مزاعم تزويدها لقوات الدعم السريع المنتهكة بالأسلحة في #السودانhttps://t.co/a2wxWJI3Vk pic.twitter.com/wOkuMVoSt2
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 20, 2024
وقالت هيومن رايتس ووتش إن الرابطة الأميركية لكرة السلة "إن بي إيه" التزمت الصمت حيال الانتهاكات الإماراتية. وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن هذا النهج يتعارض مع "المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان" التي تُلزم الشركات، بما فيها الرابطة، بتبنّي سياسات واضحة لمنع المساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان. واعتبرت المنظمة أن استمرار الشراكة مع الإمارات دون مراجعة دقيقة يُعد تقاعسًا عن أداء الواجب الأخلاقي واحترام المعايير الحقوقية الدولية.
وأضاف التقرير: "الـ إن بي إيه مسؤولة عن احترام حقوق الإنسان خلال جميع معاملاتها بموجب "المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان" الأممية. يشمل ذلك تبنّي سياسات محددة وإجراء العناية الواجبة لتحديد المخاطر التي قد تساهم في الإضرار بحقوق الإنسان، بما يشمل تلميع صورة الدول التي تمارس الانتهاكات الحقوقية".
أشارت عديد التقارير المحلية والدولية إلى الدور الإماراتي في الحرب السودانية ووقوفها خلف قوات الدعم السريع التي ترتكب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي واسعة النطاق واستهداف المدنيين والقتل الجماعي على أساس الهوية، وغيرها من الجرائم التي ترقى للإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية في السودان.