قال وزير الزراعة والغابات، الدكتور أبوبكر البشرى، اليوم الجمعة، لا توجد مشكلة في الغذاء في السودان، مؤكدًا أن المشكلة تنحصر في كيفية إيصال المواد الغذائية للمواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع.
استعرض الوزير الموقف الزراعي في السودان من خلال تقارير
وبحسب منصة "الناطق الرسمي" الحكومية، أعلن الوزير في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء الصحة والإعلام والخارجية و العون الإنساني في مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة للبلاد، أن وزارته تخطط لزراعة (35) مليون فدان في الموسم الصيفي المقبل. مشيرًا إلى اكتمال الاستعداد للموسم الزراعي بتوفير (12) ألف طن من التقاوى مقدمة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، إلى جانب بعض الجهات الأخرى، بالإضافة إيصال الوقود للولايات، مؤكدًا حرص المواطنين على الاستمرار في الزراعة رغم الحرب، على حد قوله.
وجدير بالذكر أن وزارة الخارجية السودانية اتهمت في وقت سابق قوات الدعم السريع بتعمدها في تعطيل النشاط الزراعي في مناطق إنتاج الغذاء في السودان وترويع المزارعين من أجل إحداث مجاعة في البلاد، مشيرة إلى أن الدعم السريع تخطط لإفراغ مناطق الإنتاج من أهلها واستبدالهم بعناصر تابعة لها.
وأفادت الخارجية بتعطل الإنتاج في أجزاء من مشروع الجزيرة لأول مرة منذ مئة عام، بجانب تهديد الموسم الزراعي في ولايتي سنار والنيل الأزرق ومشروع الرهد جراء هجمات قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن هذه القوات تنفذ مخططًا يرمي لتجويع وإفقار الشعب السوداني، بحسب ما أوردت.
وفي السياق، استعرض الوزير الموقف الزراعي في السودان من خلال تقارير صدرت بشأن المسح المتعلق بموقف إنتاج المحاصيل الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشيرًا إلى أن التقرير أوضح أن إنتاج السودان من الذرة بلغ (3.3) مليون طن، فيما يبلغ الاحتياج الفعلي من الذرة للبلاد (3.9) مليون طن، بالرغم من أن المسح لم يشمل ولايات دارفور، وقال إنه سيتم تغطية العجز من المخزون الاستراتيجي.
وأفاد الوزير بزراعة (17) مليون فدان من الذرة العام الماضي، منوهًا إلى موافقة الحكومة على إيصال المساعدات للمواطنين العالقين في مناطق النزاع وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية، وفند كافة التقارير التي تتحدث عن (775) ألف مواطن على حافة المجاعة.
وقال وزير الزراعة والغابات إنه تم إدخال زراعة الذرة والدخن بالولاية الشمالية ونهر النيل لأول مرة، مشيرًا إلى وضع التحوطات والتدابير اللازمة المتعلقة بتوفير التقاوي وزيادة المساحة المزروعة إلى (23) ألف فدان بكل من ولايات النيل الأزرق وسنار والقضارف وكسلا والنيل الأبيض.
وكانت وكالات أممية حذرت من مجاعة وشيكة في السودان بسبب طول أمد الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي أكمل (15) شهرًا، وتشير تقارير إلى أن نصف السكان في السودان تقريبًا، أي ما يعادل (25) مليون شخص يهددهم خطر المجاعة خاصة مع بداية موسم الأمطار، وعقدت الأمم المتحدثة محادثات غير مباشرة بين الجيش والدعم السريع في جنيف حول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ووصف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة المحادثات بـ "الخطوة الأولية المشجعة".