لاتزال تدفقات النازحين مستمرة من مناطق شرق وشمال ولاية الجزيرة، إلى ولايتي القضارف وكسلا، ويعمل متطوعون على استقبال وتوفير مراكز الإيواء، فيما سارعت بعض المنظمات إلى تقديم المساعدات العاجلة.
لا يزال الوقت مبكرًا لمعرفة مصير عشرات الآلاف من المفقودين بسبب هجوم الدعم السريع
في محلية حلفا الجديدة بولاية كسلا التي تضم عشرات القرى والسوق الرئيسي، وصل آلاف النازحين من شرق وشمال الجزيرة، مع ارتفاع الانتهاكات بحق المدنيين بواسطة قوات الدعم السريع.
فيما يروي القادمون إلى المناطق الآمنة، قصص عائلات بأكملها فرت من المنازل مع هجمات الدعم السريع، وتفرقت بهم السبل إلى المجهول. لا أحد يدري في بعض الحالات أين فارقت الأم طفلها الصغير.وشهدت مناطق شمال وشرق الجزيرة مجازر دموية، تقف خلفها قوات الدعم السريع، التي هاجمت عشرات القرى بعنف غير مسبوق، حسب تقارير لجان المقاومة في ودمدني والحصاحيصا.
أثارت موجة الانتهاكات التي وثقت عبر مقاطع فيديو، نشرها الجنود أنفسهم على الشبكات الاجتماعية، حالة من الاستياء والسخط بين السودانيين، وهم يشاهدون تعذيب المسنين وقتل الأسرى.وفي محلية حلفا الجديدة، حيث وصل النازحون من الجزيرة، جرى تخصيص مراكز إيواء بتحويل بعض المدارس والمؤسسات الحكومية إلى مراكز لإيواء الفارين من موجات العنف.
وتقع محلية حلفا الجديدة على حدود مشتركة في منطقة البطانة، مع شرق وشمال الجزيرة، ولا يزال الوقت مبكرًا لمعرفة مصير المدنيين، ممن لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم بسبب الحصار العسكري.
وقالت آلاء العاملة الطوعية في محلية حلفا الجديدة لـ"الترا سودان"، إن المتطوعين يعملون على مدار الساعة لاستقبال النازحين، مشيرة إلى وصول شاحنتين تحملان العشرات في القرية (6) ريفي نهر عطبرة، في مدينة حلفا الجديدة. وأفادت باقتراحهم توزيع النازحين على القرى، نتيجة قلة الخيارات داخل أحياء المدينة.
وأوضحت أن هناك مأساة فيما يتعلق بالمفقودين أثناء النزوح. وخلال الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين في قرى شمال وشرق الجزيرة، فرت عائلات بأكملها. وأشارت أنه تعرض عليهم بين الحين والآخر صورًا أو قوائم أسماء، عما إذا كانوا وصلوا إلى مراكز الإيواء في حلفا الجديدة، وذكرت أنه عندما تكون إجابتهم بالنفي، يشعرون بخيبة أمل من أنهم لم يقدموا أجوبة شافية.
تهدد الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع شمال وشرق الجزيرة، نحو (400) ألف شخص بالتهجير القسري، والقتل والنزوح والاغتصاب للنساء والفتيات، مع غياب أي حلول في الأفق، بشأن تقدم الجيش إلى هذه المناطق وفق فاعلين في رصد الانتهاكات.
ولم يمض وقت طويل على وقوع مجازر مماثلة في ولاية الجزيرة، التي شهدت مذبحة دامية في حزيران/يونيو 2024، بقرية ود النورة جنوبي الولاية، راح ضحيتها نحو (133) شخص. وأدانت الأمم المتحدة ودول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية المجزرة في ذلك الوقت.