08-يونيو-2024
جنود من قوات الدعم السريع

قوات الدعم السريع

كشف مصدر لـ الترا سودان عن تهديدات أطلقتها قوات الدعم السريع لمواطني قرية الدناقلة شرق مدينة ود مدني.  وقال المصدر إنه "بعد إطلاق نار كثيف في الهواء خيّرت الدعم السريع وعبر مكبرات الصوت في المساجد على مدار يوم أمس واليوم سكان القرية إما بتجنيد أبنائهم ضمن صفوف الدعم السريع، أو إخلاء القرية فورًا، مهددة كل من يخالف هذه القرارات  بالقتل.

أكد المصدر أن منطقة الدناقلة شرق مدينة ود مدني لا تزال مأهولة بأعداد كبيرة من السكان

وتشير تقديرات أولية كانت قد نشرتها "نداء الجزيرة" إلى مقتل أكثر من (200) شخص جراء استخدام قوات الدعم السريع للأسلحة الثقيلة في الهجوم على ود النورة، وجدير بالذكر أن حادثة مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة، والتي وقعت في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري، لاقت ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية العالمية والمجتمع الدولي.

وتواصلت الهجمات على قرى الجزيرة منذ أن اجتاحت قوات الدعم السريع الولاية في كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم، وتأتي الهجمات على ود النورة ضمن سلسلة من الانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع في قرى ولاية الجزيرة. وتقع قرية ود النورة مع نهايات امتداد مشروع الجزيرة وبداية حدود ولاية النيل الأبيض، حيث تبعد من جنوب شرق القطينة ما يقارب الـ (40) كيلومترًا، وترتبط تجاريًا مع العاصمة الخرطوم.

وتقول تقارير إن أعداد القتلى من المدنيين على يد منسوبي الدعم السريع قد تجاوزت الألف قتيل، وسط حركة نزوح كبيرة تشهدها القرى والمدن الواقعة تحت قبضة هذه القوات.

ويحذر مراقبون من تكرار حادثة ود النورة في قرى ومدن أخرى تدخلها قوات الدعم السريع، والتي لم تقف عن الانتهاكات منذ بداية الحرب بينها وبين القوات المسلحة، ولم تسلم العديد من المناطق من انتهاكاتها في حق المدنيين بحسب تقارير موثوقة، مع خلق حالة من الخوف والذعر لدى المواطنين من بطش قوات الدعم السريع. 

وقالت وسائل إعلام أميركية إن قوات الدعم السريع جندت قسريًا مئات الرجال وعشرات الأطفال في ولاية الجزيرة، وكشف تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن” الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع وضعت المدنيين أمام خيار الانضمام إلى قواتها أو الموت جوعًا.

ونقل التقرير عن شهود عيان أن قوات الدعم السريع تستخدم الغذاء كسلاح، وتمنع الإمدادات عمدًا لإجبار الرجال والفتيان على الانضمام إلى صفوفها. ونجحت قوات الدعم السريع في التجنيد القسري لنحو (700) رجل و(65) طفلًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في ولاية الجزيرة وحدها،وفقاً لـ"سي إن إن".

وفي ذات السياق، يرى الناشط السياسي فتح الرحمن أن الانتهاكات في حق المدنيين لن تتوقف مع استمرار الحرب التي دخلت في عامها الثاني، والخاسر الوحيد هو المواطن. وقال فتح الرحمن لـ"الترا سودان" الحل الوحيد لإيقاف نزيف الدم في ولاية الجزيرة أو في الولايات الأخرى هو الجنوح للسلام. 

وأضاف، استهداف المدنيين هو سلوك مارسته قوات الدعم السريع منذ اليوم الأول، ولن تتوقف إلا عندما يصل الطرفان إلى اتفاق، وقال إن أمد الحرب يعمق من الجراحات ويجعل نزيف الدم وسط المواطنين يسيل بغزارة. 

وأكمل قائلًا: قرية الدناقلة شرق مدني ستكون واحدة من المجازر التي سترتكبها قوات الدعم السريع في المناطق التي تسيطر عليها، وأشار إلى أن قرى الجزيرة لم تسلم من النهب والخطف وإهانة الرجال، بجانب تجويع المواطنين الذين فضلوا البقاء على النزوح. 

وقال أليكس دي وال، الخبير في شؤون القرن الإفريقي والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، بشأن ما اسماه “أزمة الجوع الكارثية التي أحدثها الصراع، من يسيطر على ولاية الجزيرة، فهو يسيطر على إنتاج الغذاء في البلاد. وأشار إلى العواقب الوخيمة لتجنيد قوات الدعم السريع للمزارعين والتجار كمقاتلين وسط أزمة الجوع.

ووجدت مجزرة ود النورة ردود أفعال واسعة على الصعيدين الدولي والمحلي، وأدانت وزارة الخارجية الأميركية بـشدة الهجمات التي وقعت في الخامس من حزيران/يونيو على بلدة ود النورة في ولاية الجزيرة.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال في بيان صحفي أمس ، إن الولايات المتحدة تطالب بوقف فوري لهذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع، وأضاف أن على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية ضمان حماية المدنيين ومنع أي انتهاكات أخرى، مشيرًا إلى التزامات الطرفين في إعلان جدة.

أشارت الخارجية الأميركية إلى أنه من الضروري أن تتوقف جميع الهجمات على المدنيين في السودان على الفور، مشددة على أن النزاع المسلح في السودان لن يحقق أي نصر عسكري

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنه من الضروري أن تتوقف جميع الهجمات على المدنيين في السودان على الفور، مشددة على أن النزاع المسلح في السودان لن يحقق أي نصر عسكري، بل يتسبب فقط في خسائر إنسانية مروعة، تتجلى في مقتل وتشريد الملايين وسوء التغذية والاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي.

وقالت لجان مقاومة ود مدني في تعليقها على مجزرة ود النورة، في بيان نشرته قبل يومين، إن “قرية ود النورة شهدت إبادة جماعية، بعد هجوم مليشيا الدعم السريع عليها مرتين وقتل ما قد يصل إلى (100) شخص”.

ووصفت ما حدث في القرية بـ “ الجريمة مكتملة الأركان” والتي قامت بها قوات الدعم السريع، فيما لا يزال الجيش “متصلبًا داخل محلية المناقل”. ونشرت لجان مقاومة مدني صباح الأربعاء، تحذيرًا من الحصار المحكم الذي فرضته قوات الدعم السريع على ود النورة مع إطلاق وابل من الذخائر في محاولة لاقتحام البلدة.

وقالت إن قوات الدعم السريع نهبت قرية “ود النورة” التي شهدت نزوح جميع النساء والأطفال منها نحو مدينة المناقل، مستنكرة عدم استجابة الجيش لاستنجادات الأهالي الذين استغاثوا به.