اتهم تجمع الصيادلة المهنيين قوات الدعم السريع بقصف الأحياء السكنية بالتزامن مع تحليق طيران الجيش السوداني.
ونشبت الحرب بين الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص حتى الآن، ونزوح ثلاثة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا إلى دول الجوار.
لم تلفح دعوات أممية في حماية المدنيين من المعارك الحربية
ولم تلفح دعوات أممية ودولية في حماية المدنيين من المعارك الحربية، ويشكو المواطنون في العاصمة السودانية من سقوط مقذوفات داخل المنازل وعلى الأسطح مخلفة دمارًا هائلًا.
وكانت قوات الدعم السريع قد اتهمت القوات المسلحة بقصف المدنيين في العاصمة الخرطوم، فيما نفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الاتهامات بقصف الطيران الحربي للمدنيين، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان له في التاسع من الشهر الجاري: "أوضحنا أكثر من مرة أن المليشيا درجت على قصف المناطق السكنية بالمدفعية والصواريخ متزامنًا مع تحليق طائراتنا محاولة إلصاق تهمة استهداف القوات المسلحة للمواطنين زورًا وبهتانًا" - حد قوله.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة "الغارة الجوية في أم درمان بالسودان" السبت المنصرم، حيث أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن (22) شخصًا وجرح آخرين.
وقال تجمع الصيادلة المهنيين في بيان صحفي اطلع عليه "الترا سودان"، إن شهادات المواطنين أكدت في مختلف مناطق العاصمة الخرطوم سيما في الكلاكلة وسوبا الحلة والدروشاب والسلمة، أن ميليشيا الدعم السريع تقوم بقصف الأحياء السكنية بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي التابع للجيش - بحسب تعبيره.
واستدل البيان بشهادة الدكتور والمفكر محمد جلال هاشم الذي أصيب في حي الكلاكلة جنوب العاصمة نتيجة سقوط مقذوف صاروخي ونقل إلى المستشفى حيث اضطر الأطباء إلى بتر إحدى ساقيه.
وأشار تجمع الصيادلة المهنيين في بيانه إلى أن أفعال قوات الدعم السريع تهدف إلى إلحاق الضرر بالمدنيين وتجريم القوات المسلحة في سلوك يظهر عدم الاكتراث بممتلكات وحياة المواطنين.
وأدان البيان الفعل الذي وصفه بـ"اللاإنساني" وقال إن هذه الأفعال جزء من جرائم المليشيا التي ترتكبها في الخرطوم ومدن سودانية عدة أثناء حربها التي أشعلتها عقب فشل انقلابها في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وطالب البيان المجتمع الدولي بإدانة أفعال قوات الدعم السريع والإصغاء إلى مطلب الشعب السوداني بتصنيفها كميليشيا إرهابية.
وقال إن هذه الأفعال مستمرة من قبل الدعم السريع في ظل "تستر أعوانها" مستندين على جهل المواطن بطبيعة المقذوفات الحربية سواء كانت أرض-أرض أو أرض-جو لتحديد مصدرها.
وأضاف: "تعتمد الدعم السريع على الربط البسيط والمباشر من المواطنين بين أصوات الطيران والمقذوفات التي أصابتهم وهذا لن يخفي شنيع جرائمهم التي ستكشفها الشهادات وبقايا مقذوفاتهم".
وشدد البيان على أن قوات الدعم السريع سندفع ثمن جرائمها في المحاكم على يد قضاء عادل ونزيه في سودان ما بعد الحرب الذي سيخلو من قادة المليشيا وكل من فرط في أمن البلاد القومي - على حد قول البيان.
وتعتمد قوات الدعم السريع على مدافع أرضية لصد هجمات الطيران الحربي التابع للجيش، إذ أن هذه القوات تفتقر لسلاح الطيران على الرغم من امتلاكها لبعض المسيرات التي شنت عبرها عدة هجمات في أنحاء العاصمة.
وتحدثت تقارير إعلامية عن امتلاك الجيش لمسيرات "البيرقدار" التركية والتي لديها خاصية الارتقاء لآلاف الأمتار والإفلات من المضادات الأرضية وتنفيذ ضربات جوية ساحقة.
وقبيل اندلاع الحرب تعمدت قوات الدعم السريع الحصول على مضادات أرضية ذات الفوهات الثنائية والرباعية، ولكن هناك تقارير عسكرية عن نقص في هذه المعدات في الأسابيع الأخيرة نتيجة الضربات الجوية التي دمرتها.