23-ديسمبر-2021

الموكب النسوي للتصدي للانتهاكات الجسدية و الاغتصاب من قبل الاجهزة الامنيه في السودان

فُجع الشعب السوداني والأوساط النسوية بحادثة اغتصاب (13) فتاة وامرأة إبان مواكب 19 تشرين الاول/ديسمبر، بينما أصدرت جهات ومؤسسات عدة بيانات تدين العنف الممارس ضد النساء أثناء الاحتجاجات السلمية. ويتخوف ناشطون في مجال حقوق الإنسان من تكرار الانتهاكات، في حال لم تتوفر آليات واضحة لحماية النساء أثناء الاحتجاجات. 

ونظمت نساء لجان مقاومة الأربعين والفيل والموردة والعرضة بمدينة أم درمان، نهار اليوم الخميس، موكبًا نسويًا للمطالبة بوقف الانتهاكات الجسدية والاغتصاب ومحاسبة الجناة. ووفقًا لمشاركات في الموكب، فإن نقطة التجمع شارع الشهيد عبدالعظيم، ويسير الموكب من صينية التجاني الماحي إلى محطة سنادة بشارع الشهيد عبدالعظيم.

ناشطة نسوية: الاغتصاب سلاح لتخويف الفتيات من المشاركة الفاعلة بالحراك بعد خروج المرأة من منطقة الزغرودة

ظاهرة جديدة

وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمى إسحق، في إفادة لـ"الترا سودان" إن الوحدة رصدت حالتي اغتصاب بجانب الاعتداءات الجنسية، ويجري التبليغ عن بقية الحالات.

اقرأ/ي أيضًا:  إدانات واسعة لحالات الاغتصاب في فض احتجاجات الخرطوم

وقالت إحدى المنظمات للموكب النسوي للتصدي للاعتداءات الجنسية والناشطة النسوية، ندى الصلحي، إن تعرض النساء لحوادث التحرش والاعتداء الجسدي، يشعرهن بعدم الأمان والراحة، بالإضافة لشعور الانكسار الداخلي، ويعيد الفتاة خطوات إلى الوراء.

وتجد الصلحي صعوبة في وصف آثار الاغتصاب على المرأة، ووصفته بقولها "أصعب من الموت"، وتابعت حديثها بأن المرأة تتعرض للموت أكثر من مرة حال تعرضت للاغتصاب. وعللت قولها بأن الموت الأول يقع أثناء الحادثة، وما يصحبها من عنف وانتهاك جسدي من فرد أو مجموعة على جسد الفتاة، والموت الثاني كلما مرت ذكرى الحادثة، أما الثالث فالاغتصاب يسلب المرأة حلمها وطموحها بعيش حياة سوية. كما تقول ندى الصلحي.

هل يمكن تطوير أدوات لحماية النساء مستقبلا من الاعتداءات بالمواكب؟ 

ترى الصلحي إن ظاهرة التحرش والاغتصاب بالمواكب تعد حديثة نسبيًا، وأكدت على حديثها بأن المواكب والاحتجاجات كانت بالماضي، وفقًا لنساء، أكثر أمنًا من الأسواق والمواصلات العامة. 

وأكملت الصلحي حديثها "يقصد بالأحداث الأخيرة تخويف الفتيات من المشاركة الفاعلة بالحراك، بعد خروج المرأة من منطقة الزغرودة، وتطوير الآداء بالمواكب، عبر مشاركتها بالفرق الموسيقية وتنظيم المسيرات".

ووصفت الصلحي حوادث التحرش والاغتصاب بالعمل الممنهج والمؤسسي لضرب الثورة، تقول إن ثمة شباب متهورون مدسوسين داخل المواكب، يعملون على خلخلة النظام.

الموكب النسوي للتصدي للاعتداءات الجسدية 

صوت النساء

وتداول نشطاء صورًا من مواكب سابقة، تظهر وقوف الفتيات بجانب الرجال جنبًا إلى جنب، وتقديم كل طرف العون للآخر. فلماذا ظهر سلاح الاغتصاب بالمواكب الأخيرة؟

تجيب القانونية سامية أرقاوي بأن الهدف من إشهار سلاح الاغتصاب هو كسر النساء وذويهن، وعادت بنا سامية إلى أزمنة الممارسات الوحشية في منطقة دارفور أبان فترة الحرب، بقولها "للنساء صوت، وما حدث يتردد صداه عالميًا، ولا توجد قوة قادرة على إيقاف صوت النساء".

اقرأ/ي أيضًا:  "حارسات": اغتصاب فتيات في فض مليونية 19 ديسمبر نقل النموذج المصري إلى السودان

ومضت أرقاوي قائلة، جريمة الاغتصاب المادة (149) يعاقب عليها القانون الجنائي السوداني. وحملت القانونية أرقاوي القوات الأمنية والحكومة الحالية مسؤولية ما حدث بمواكب 19 كانون الأول/ديسمبر، وقالت لـ"الترا سودان" إن الجرائم المرتكبة إبان فض الاعتصام وجرائم القتل والاغتصاب، لم يخرج بموجبها حتى الآن تقرير جنائي أو قانوني.

وتجدر الإشارة إلى أن كثير من المواكب الثورية بالأحياء وغيرها تخرج للشارع، في ظل عدم استخراج تصاديق قانونية أو وجود قانون خاص بالتظاهر في السودان. 

وفي هذا الصدد تشير أرقاوي بأن حماية المواكب تقع على عاتق القوات الأمنية والشرطة بموجب أحكام القانون، واصفة ما تمر به البلاد بالحالة الثورية، التي تتطلب من الأجهزة الأمنية حماية الاحتجاجات.

منظمة للموكب النسوي: حوادث الاغتصاب وأد للثورة وكسر للنساء

النساء كأدوات حرب

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، إن المكتب المشترك لحقوق الإنسان في السودان تلقى ادعاءات بتعرض (13) امرأة وفتاة للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي، فيما تعرضت النساء اللائي كن يحاولن الفرار من المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري إلى التحرش الجنسي من قبل قوات الأمن.

فكيف رصدت حالات الاغتصاب أثناء مواكب 19 كانون الأول/ديسمبر؟ وكيف تنظر لها النساء السودانيات؟ في المساحة التالية نتلمس الإجابات.

بحسب ما تروي عضوة مقاومة تنسيقية العباسية آمنة الخليفة، إن الروايات حول قضية اغتصاب النساء بموكب 19 كانون الأول/ديسمبر استندت على أقوال الشهود وقت وقوع الحوادث. وتستطرد بالشرح: "إن الشهود اسعفوا المعتدى عليهن، أثناء إسعاف بقية المصابين"، وذكرت بأن إحدى السيدات كان يتم الاعتداء عليها من مجموعة، ولم يتمكن الشهود من التدخل إلى نهاية الحادثة، بالإضافة -والحديث لآمنة- استندت حوادث الاغتصاب على حالات النساء اللاتي أسعفن للمستشفى، وأخذ أقوالهن.

وترى آمنة إن حوادث الاغتصاب والاعتداءات الجسدية على النساء، سبق وحدثت بساحة اعتصام القيادة العامة، تقول لـ"الترا سودان" إن الاغتصاب لم يتم في أماكن مغلقة. وبينت آمنة إن العديد من الأجسام والمبادرات النسوية والحقوقية تواصلوا مع (13) فتاة معتدى عليهن، لتقديم الدعم الطبي والنفسي. وقالت إن حوادث الاغتصاب بالمواكب الأخيرة تعيد للأذهان مشاهد فض اعتصام القيادة، وما تعرضت له النساء من انتهاكات.

اقرأ/ي أيضًا:  مفوضية حقوق الإنسان تعرب عن بالغ قلقها إزاء مزاعم الاغتصاب في احتجاجات الخرطوم

ومضت آمنة بالقول، إن نساء المركز والخرطوم بدأن بالشعور بالصراع الدائر في مناطق الهامش، كمنطقة دارفور والنيل الأزرق وكردفان أبان فترة الحرب. وعلقت على القضية بقولها: "استخدمت النساء كأدوات حرب"، وبينت أن حوادث التحرش والاغتصاب والاعتداء الجسدي، أسلحة تستخدم لقمع النساء، ومنع وتقليل مشاركتهن في مجريات الثورة، "يتم النظر لنا نحن النساء كمحاولات لوأد الثورة وكسر المرأة". وختمت آمنة حديثها لـ"الترا سودان" بإن ما يحدث لن ينجو منه أحد. وشرحت مقولتها بأن الناجين من المواكب وفض الاعتصام، لم ينجون من الجراح التي أصابت رفيقاتهن.

هزت قضية اغتصاب (19) فتاة وسيدة في مواكب 19 تشرين الاول/ديسمبر المجموعات النسوية بالإضافة إلى عموم الشعب السوداني بمختلف أطيافه وتوجهاته

وهزت قضية اغتصاب (13) فتاة وسيدة في مواكب 19 تشرين الاول/ديسمبر المجموعات النسوية، بالإضافة إلى عموم الشعب السوداني بمختلف أطيافه وتوجهاته، لأن القضية تمس شرف الشعب السوداني جميعًا، فما هي الاحتياطات التي سيتخذها القائمون على دعوة موكب 25 تشرين الأول/ديسمبر من أجل توفير أقصى حماية ممكنة للنساء المشاركات في الاحتجاجات؟

اقرأ/ي أيضا

حمدوك يصر على الاستقالة رغم دعوات من مقربين للبقاء في منصبه

المرأة السودانية في 2021.. رصيد ثوري كبير ومحطات مهمة