حذر المرصد السناري لحقوق الإنسان من مجاعة في ولاية سنار جراء فشل الموسم الزراعي عقب هجمات قوات الدعم السريع التي عطلت العمليات الزراعية ونهبت مدخلات الإنتاج.
وتعتبر سنار من أهم الولايات الزراعية في السودان، ويعتمد اقتصاد الولاية بشكل كلي على الزراعة بشقيها المطري والمروي. المرصد السنار لحقوق الإنسان قال إن أكثر من (85%) من سكان الولاية يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل.
استهدفت هذه القوات الوابورات والوقود والأسمدة والآليات والمخزون الإستراتيجي
تسببت هجمات الدعم السريع على الولاية وسيطرتها على عاصمتها، مدينة سنجة، والعديد من المناطق المحيطة في موجة نزوح وصفت بأنها الأكبر خلال الحرب الحالية، حيث فر أكثر من (200) ألف مواطن خلال أيام إلى ولايات القضارف وكسلا والنيل الأزرق.
استهداف ممنهج
المرصد السناري لحقوق الإنسان قال إن اجتياح قوات الدعم السريع لعاصمة الولاية ومحلية الدالي والمزموم ومحلية أبوحجار ومحلية الدندر، ومناطق كثيرة شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا حتى حدود محلية سنار، أتى مع بداية العمليات التحضيرية للموسم الزراعي الصيفي 2024. وأضاف: "إن هذه السيطرة التي تشير الإفادات وعمليات التحقق إلى أنها ممنهجة وجريمة مكتملة الأركان، على إثرها نزحت أعداد كبيرة من المزارعين خارج الولاية، كما رصدت عمليات نهب واسعة لمدخلات الإنتاج الزراعي".
بحسب المرصد استهدفت هذه القوات الوابورات والوقود والأسمدة والآليات والمخزون الإستراتيجي. وزاد: "هذه الجرائم حكمت على الموسم الزراعي في ولاية سنار بالفشل والانهيار، والذي بدوره ستترتب عليه أثار كارثية ستمتد لكل السودان".
تقدر مساحة الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بولاية سنار بأكثر من ثلاثة ملايين من الفدانات بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الزراعة، ويقدر إنتاج الذرة فيها بحوالي (13) مليون . إضافة للمحاصيل النقدية الأخرى التي شمل التركيز عليها كمحاصيل أساسية.
وحسب إفادات وثقها المرصد السناري لبعض المزارعين فقد قاموا بالفعل بعمليات التحضير الزراعي لمساحات شاسعة رغم الاضطرابات الأمنية قبل سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة الولاية وأجزاء كبيرة من المناطق المحيطة.
المرصد السناري: قوات الدعم السريع وصلت لمناطق الإنتاج الزراعي شرقًا وغربًا وجنوبًا، وقامت بنهب كل شيء
وقام فريق المرصد السناري لحقوق الإنسان بتوثيق إفادات وعمليات بحث كان محورها المباشر المزارعين الذين أكدوا أن قوات الدعم السريع وصلت لمناطق الإنتاج الزراعي شرقًا وغربًا وجنوبًا، و"قامت بنهب كل شيء من مناطق الإنتاج "الكنابي" والمخازن"، حد قوله.
مجاعة تشمل جميع الأراضي السودانية
ودق المرصد السناري لحقوق الإنسان ناقوس الخطر من كارثة غذائية وشيكة الحدوث، و مجاعة تلوح في الأفق، لتمتد تأثيراتها سريعًا لبقية مدن السودان. ودعا "طرفي الحرب" لتدارك الأمر في أسرع وقت ممكن.
وأدان المرصد عمليات النهب الممنهج الواسعة التي طالت الآلاف من الآليات الزراعية المختلفة، والوقود وكافة مدخلات الإنتاج الزراعي للمزارعين من قبل قوات الدعم السريع.
وحمل قوات الدعم السريع كافة التبعات، معتبرًا هذه القوات المتسبب الرئيسي في فشل الموسم الزراعي بولاية سنار.
انهيار اقتصادي
التحذيرات تأتي في ظل ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الغذائية في جميع أنحاء البلاد، لا سيما المناطق التي تشهد عمليات عسكرية نشطة وسيطرة لقوات الدعم السريع.
غرفة طوارئ السوكي: انعدام بعض السلع الاستهلاكية وأدوية الأمراض المزمنة
كما يشهد الجنيه السوداني انهيارات مستمرة أمام العملات الصعبة، حيث يقول متعاملون في المدن الآمنة إن سعر الدولار الأميركي يقترب من ثلاثة آلاف جنيه، الأمر الذي يؤثر على أسعار السلع الاستهلاكية والوقود.
في الوقت ذاته، نشرت غرفة طوارئ السوكي بولاية سنار مؤكدة انعدام سلعة السكر بالمدينة، إضافة لانعدام بعض السلع الاستهلاكية الأخرى، وأدوية الأمراض المزمنة.
منظمات إنسانية ووكالات حذرت بالفعل من المجاعة في البلاد، حيث تسببت الحرب في نزوح أكثر من (10) ملايين، معظمهم من الأطفال والأسر التي فقدت مصادر دخلها في رحلة النزوح المحفوفة بالمخاطر.