30-يونيو-2020

مقرن النيلين في الخرطوم (aramcoworld)

قال إبراهيم الجريفاوي، العضو المؤسس لجماعة عمل الثقافية، إن الدعوة التي أطلقتها جماعة عمل للكتابة والتوثيق لنهر النيل باتت أكثر الحاحًا مع إرهاصات البدء في عملية ملء سد النهضة الإثيوبي في تموز/يوليو المقبل.

جماعة عمل: سيتغيّر النيل الأزرق الذي نعرفه إلى الأبد 

وكانت الجماعة قد أطلقت في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، دعوةً للمبدعين والباحثين والمهتمين، ضمن مشروعها "سدود النيل مخاوف وآمال" للتوثيق لنهر النيل في عددٍ من المحاور والمواضيع، نسبةً لمخاوف أعلنتها الجماعة جرّاء عزم إثيوبيا بدء تشغيل سد النهضة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد اثنين وعشرين عامًا... الورد ينبتُ في العيلفون مجددًا

وأوضح الجريفاوي في حديثٍ لـ"ألترا سودان"، إن الدعوة وجدت استجابة من عدد من الكتاب الذين مدوا الجماعة بمساهماتهم ودراساتهم حول سد النهضة باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي دعا الجماعة لتشكيل فريق من المترجمين المتطوعين للعمل في هذا المشروع التوثيقي. 

وأشارت الجماعة، التي يرجع تأسيسها إلى العام 2012، في دعوتها التي أطلقتها في وقتٍ سابق، إلى أن الدعوة تجيء في وقتٍ تسعى فيه إثيوبيا لبناء أكبر سد أفريقي، مما يشكل تهديدًا للسودان أسوةً بما حدث عند بناء السد العالي في مصر، حينما غرقت مدينة حلفا القديمة بالكامل، مع خسارة السودان أراضٍ زراعية خصبة لا تقدر بثمن.

وقالت الجماعة في دعوتها للمساهمين: "سيتغير النيل الأزرق الذي نعرفه إلى الأبد، فيضاناته، انحساراته، المشاريع التي نبتت حوله، حيوات القرى المنتشرة على ضفافه؛ كل شيء سيتحول تحوّلًا كاملًا في النصف الثاني من هذا العام، وسيشمل هذا التغيير كامل ضفتي نهر النيل".

ملصق الدعوة
ملصق الدعوة

وأطلقت "عمل الثقافية" الدعوة للمهتمين والناشطين والمبدعين بالمساهمة عبر كتابة أوراق متخصصة أو عبر محاضرات تبث على موقع "يوتيوب" في عددٍ من المحاور، وهي: علاقات السودان السياسية، الثقافية، والاجتماعية بدول حوض النيل، العلاقة مع إثيوبيا كنواة لكونفدرالية القرن الأفريقي، العلاقة مع مصر بين التبعية والاستقلالية: منذ الخديوية وحتى الآن، النيل كمكوِّن ثقافي ووجداني ارتبط بطقوس الميلاد والزواج وغيرها من الطقوس في الذاكرة الشعبية السودانية، الحكايات الشعبية المرتبطة بالنيل أو الكائنات النيلية، الموسيقى والأغاني التي تدور حول النيل والفيضانات، الآثار والنيل ،النيل والمسرح. بالإضافة لعرض كتب متعلقة بالنيل، أفلام وثائقية، فيديو، فتوغرافيا، تشكيل، وغيرها من الفنون ذات الصلة بالنهر. أو كل ما يتعلق بنهر النيل.

وحمّلت الجماعة الخسائر التي تكبدها السودان جرّاء تشييد السد العالي إلى الطبقة الحاكمة آنذاك، كونها جعلت المفاوضات بخصوص السد مفاوضات اتصفت بالتعتيم وحرمت شعوب السودان من المشاركة في القرارات التاريخية المتعلقة بواحدٍ من أهم مواردهم المائية، على حد ما ذكر نص الدعوة.

وألمحت الجماعة إلى الغموض الذي يكتنف المفاوضات الجارية حاليًا ما بين الدول الثلاث (السودان- إثيوبيا- مصر).

وقالت الجماعة: "لا يزال موقف السودان التفاوضي غامضًا للعامة، ربما لتعقيد الأمور الفنية المتعلقة بتشييد السدود وعدم وجود دراسات مبذولة بالفوائد والخسارات التي تعود على السودان جراء تشغيل السد؛ رغم ملامح الندية التي تبدت لأول مرة في هذا الصراع المكتوم والمتفجر والتي ربما تقول إن السودان يبحث عن مصلحته هذه المرة دون انحياز سياسي".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يفترض عثمان عجبين أنّنا لم نُغنِّ بعد؟

وأشارت الجماعة إلى أن هذا التعتيم قد يفضي مرةً أخرى للتفريط في موارد السودان.

يواجه النيل أكبر أنهار الدنيا مخاطر وتهديدات عديدة 

يذكر أن نهر النيل، أكبر نهر في العالم، يعاني من تهديدات عديدة، رصدها أكاديميون ومختصون تنبأوا وحذروا فيها من موت نهر النيل لعددٍ من الأسباب، من ضمنها صراع السدود، بالإضافة إلى عددٍ من التغيرات الديموغرافية والبيئية بسبب التغير المناخي وإساءة استخدام النهر.

اقرأ/ي أيضًا

الفنون في زمن كورونا

"فيكتور كيري واني".. ذاكرة الصحافة الوطنية في جنوب السودان وموسوعتها الحية