يبدو أن حلم زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج قد يتأجل لسنوات أخرى بالنسبة لعلي، والذي خسر كامل مدخراته في الحرب الطاحنة التي تدور في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي.
يمر موسم الحج على السودان، وهو يعاني من حرب ضروس تدخل الآن عامها الثاني، ما أدى إلى ضائقة اقتصادية تسببت في انخفاض في عدد الحجاج
يقول علي الطيب لـ"الترا سودان" إنه خسر كامل مقتنيات منزله جراء الحرب بما فيها سيارته التي تركها عندما قرر الفرار من جحيم الحرب مبكرًا للغاية، ظانًا أنه سيعود لمنزله عقب نهاية الاشتباكات التي أكد الجيش السوداني وقتها أنها لم تستمر طويلًا.
ويضيف أنه كان يخطط أن يؤدي مناسك الحج هذا العام، ولكن أنفق جميع مدخراته في رحلات النزوح واللجوء، وانتهى به الأمر لاجئًا بمصر، بحيث يصعب عليه مغادرتها في الوقت الحالي بسبب إجراءات اللجوء، آملًا في أن يقف على جبل عرفات في العام المقبل.
استقبال حافل
واستقبلت شركة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا مطلع حزيران/يونيو الجاري أولى بعثات حجاج السودان القادمة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وبلغ عددهم (305) حاج من أصل حوالي (8) آلاف حاج من السودان هذا العام.
ويمر موسم الحج على السودان، وهو يعاني من حرب ضروس تدخل الآن عامها الثاني، ما أدى إلى ضائقة اقتصادية تسببت في انخفاض في عدد الحجاج القادمين من السودان.
ونقلًا عن وكالة الأنباء السعودية، أقيم حفل استقبال خاص لحجاج السودان تخلله توزيع الورود والهدايا التذكارية، وعبر خلاله الحجاج عن سعادتهم الغامرة بالوصول بسلام إلى مكة المكرمة، أقدس بقاع الأرض من أجل إتمام مناسك الحج.
وأجزل أمين الحج والعمرة السوداني الدكتور محمد عثمان الخليفة شكره وامتنانه للمملكة العربية السعودية على الاستقبال الذي وصفه بـ "الحافل والمتميز".
وكان قد أعلن رئيس مركز جدة الموحد لشؤون الحجاج السودانيين يوسف إسماعيل سليمان في الـ 9 من حزيران/يونيو الجاري عن اكتمال وصول جميع الحجاج السودانيين القادمين من السودان للأراضي المقدسة لأداء فريضة حج العام جوًا وبحرًا، وتم توزيعهم حسب زمن الوصول ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.
انخفاض كبير
وبحسب تصريحات صحفية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، أسامة حسن، أن هنالك انخفاض كبير في أعداد الحجاج السودانيين لهذا العام بنسبة تقدر بـ 60%، بحيث بلغ عدد الحجاج من السودان العام الماضي (12800) حاج، مقارنة بالعام الحالي والذي سجل (8000) حاج فقط، وجدير بالذكر أن حصة السودان للحج التي حددتها وزارة الحج والعمرة السعودية بلغت (32) ألف فرصة.
ويعود هذا الانخفاض إلى ارتفاع تكلفة الحج والذي يقدر بمبلغ أربعة آلاف دولار، وفرض رسوم جديدة لخدمات كانت تقدم بشكل مجاني، كالحصول على التأشيرة، بجانب انهيار الجنيه السوداني مقابل العملات العالمية.
يعاني الكثير من الراغبين في الحج خاصة من فئة كبار السن صعوبات بالغة في الوصول إلى المنافذ المحدودة التي يمكن من خلالها السفر إلى الحج
وفي السياق، يعاني الكثير من الراغبين في الحج خاصة من فئة كبار السن صعوبات بالغة في الوصول إلى المنافذ المحدودة التي يمكن من خلالها السفر إلى الحج، وانحصرت هذا العام بسبب الحرب المستعرة في مطار بورتسودان وميناء سواكن على البحر الأحمر في شرق البلاد.
ويواجه الكثيرين ممن فروا من منازلهم إثر اندلاع الاشتباكات من استخراج الأوراق الثبوتية مرة أخرى، والتي تستغرق منهم وقتًا، الأمر الذي حال دون أن يلتحقوا ببعثات الحجاج السودانيين إلى مكة هذا العام، لتصل البعثات وفي قلبها العديد من الشواغر، في بلد كان يستخدم نظام القرعة في اختيار الحجاج.
وفي العام 2022، أوضح المجلس الأعلي للحج والعمرة أن عدد المتقدمين لأداء فريضة الحج عبر النظام الإلكتروني بلغ (17893) شخص بزيادة تقدر بـ (5749) شخص، بنسبة %47 عن الحصة المقررة للحجاج في الولايات.