سقطت مسيرتان في مدينة الدامر بولاية نهر النيل منتصف ليل الثلاثاء دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، بينما تصدت الدفاعات الأرضية التابعة للجيش وسمع المواطنون دوي المدافع فور ظهورهما في المجال الجوي للولاية.
سقطت مسيرتان قرب مبنى الحكومة في الدامر منتصف الليل
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن إحدى المسيرات سقطت قرب مبنى الحكومة المحلية في الدامر، فيما سقطت الثانية في موقع مهجور قرب المبنى دون وقوع خسائر.
وقال شهاب، وهو من سكان الدامر، لـ"الترا سودان": "حوالي الساعة 12 منتصف الليل بالتوقيت المحلي سمعنا صافرات الإنذار من مقرات الجيش وتبع ذلك إطلاق المدافع صوب مسيرة كانت تحلق فوق سماء الدامر على مسافة قريبة، سرعان ما سقطت قرب أمانة حكومة الولاية". وأضاف: "سقطت الثانية في مكان مهجور".
وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الدامر سقوط مسيرات، لكن جارتها من الناحية الشمالية، مدينة عطبرة، عاشت حادثة هي الأولى والأكثر دموية عندما سقطت مسيرة في صالة مناسبات اجتماعية أثناء إفطار جماعي لكتيبة البراء بن مالك المتحالفة مع الجيش في الحرب ضد الدعم السريع. ووقعت الحادثة مطلع نيسان/أبريل الماضي، ولقي 15 شخصًا مصرعهم في الحال.
وتقع ولاية نهر النيل على الحدود مع العاصمة الخرطوم التي تشهد معارك عسكرية منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع، حيث خلفت الحرب مقتل أكثر من 18 ألف شخص وإصابة نحو 33 ألف شخص وفقًا لإحصائيات دولية وأممية.
وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، سقطت أربع مسيرات قرب منطقة كنانة بولاية النيل الأبيض التي تضم قاعدة جوية للجيش السوداني. وقال المواطنون إن المسيرات وقعت في المنطقة دون خسائر تذكر، وتعرض اثنان من المواطنين لإصابات طفيفة.
سجال المسيرات في السودان بدأ في حرب منتصف نيسان/أبريل 2023، ولم يختبر السودانيون مثل هذه الأسلحة خلال السنوات السابقة التي شهدت معارك عسكرية وحربًا أهلية في إقليم دارفور وجنوب السودان قبل نيل استقلاله في 2011. وشهدت نحو خمس مدن تحت سيطرة الجيش سقوط مسيرات انتحارية، وبدأت الحوادث من مدينة عطبرة مطلع نيسان/أبريل الماضي، كما وقعت طائرات مماثلة في القضارف وشندي ومروي ووادي سيدنا في أم درمان.
لا يتعدى سعر المسيرة في السوق العالمي نحو 500 دولار أميركي، وهي طائرات غير فعالة. وصنع طلاب سودانيون في الجامعات طائرات بلا طيار صغيرة الأحجام استخدمت للأغراض المدنية.
بالمقابل، صُنعت المسيرات ذات الاستخدام العسكري الفارق في حرب السودان. ومن أشهر المعارك الحربية عندما استرد الجيش أحياء أم درمان وسط ومباني الإذاعة والتلفزيون منتصف آذار/مارس الماضي، واستخدم المسيرات التي أحدثت الفارق بشكل كبير ضد قوات الدعم السريع.