22-أكتوبر-2023
لقاء البرهان وكباشي

التقى البرهان وكباشي في بورتسودان عقب خروج الأخير من القيادة العامة (فيسبوك)

تلقى الجيش والدعم السريع دعوة من الوساطة السعودية الأميركية لاستئناف التفاوض في منبر جدة الخميس القادم، وذلك في عملية تهدف لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات إلى ملايين المدنيين في مناطق النزاع المسلح بالسودان.

وكان نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي الذي غادر القيادة العامة في الساعات الأولى من صباح السبت، أفاد في تصريحات من مدينة بورتسودان التي وصلها السبت أن الجيش تلقى دعوة لاستئناف المفاوضات الخميس القادم.

باحث: رغم سيطرة الدعم السريع على الأحياء السكنية لكن ذلك لا يعتبر تميزًا عسكريًا ولا ترجح كفته في المفاوضات

وكان الكباشي صرح في قاعدة وادي سيدنا العسكرية قبيل مغادرته العاصمة الخرطوم أن الجيش سيتمكن قريبًا من حسم الأمور لصالحه، وقال إن ما حدث لم يجعل الجيش متراجعًا بل حافظ على مناطقه العسكرية وظل متماسكًا.

وذكر مصدر من القوى المدنية التي تعمل على مناهضة الحرب في حديث لـ"الترا سودان" أن منبر جدة سيكون مختلفًا هذه المرة، وربما تضع الوساطة الأميركية - السعودية إجراءات لم تكن موجودة خلال الجولة الأخيرة التي انتهت في تموز/يوليو الماضي وجمدت منذ ذلك الوقت.

وأشار المصدر إلى أن الميسرين الأميركيين والسعوديين ربما لن يكونوا وحدهم في جولة المفاوضات المرتقبة، وسينضم إليهم ممثلون من هيئة التنمية الحكومية في أفريقيا "الإيقاد" وممثل من مؤتمر دول الجوار برعاية القاهرة ضمن استراتيجية للميسرين لتوحيد الجهود نحو وقف إطلاق النار في السودان.

وقال إن مغادرة الكباشي للقيادة العامة أو المناطق العسكرية في قلب النزاع المسلح تحول جديد للمفاوضات بترفيع تمثيل وفد الجيش، ومن المرجح أن يقود الكباشي وفد الجيش إلى منبر جدة.

وأضاف: "في عملية توقيع الاتفاق يحتاج الميسرون السعوديون والأميركيون إلى مسؤولين عسكريين لديهم القدرة على تحمل المسؤولية السياسية والعسكرية، وفي ذات الوقت ربما خرج الكباشي لهذا الأمر خصيصًا".

وتدخل الحرب في السودان في الشهر السابع مخلفة أكثر من تسعة آلاف قتيل من المدنيين وإصابة أكثر من (12) ألف شخص ونزوح أكثر من خمسة ملايين، كما دمرت منشآت اقتصادية وصناعية وحيوية ومحطات الطاقة الكهربائية في الأحياء.

ويرى الباحث في الشؤون الأفريقية عادل إبراهيم في حديث لـ"الترا سودان" أن جولة المفاوضات تأتي في ظل انحسار المعارك العسكرية في جبهات القتال، كما أن قوات الدعم السريع لم تتمكن منذ ثلاثة أشهر من إحراز تقدم ميداني على الرغم من محاولات حثيثة لهذا القوات للسيطرة على المدرعات جنوب الخرطوم وحامية نيالا بولاية جنوب دارفور طيلة الأشهر الماضية.

وقال إن الوضع العسكري وسيطرة الجيش على المواقع العسكرية يضعه في موقف أفضل خلال المفاوضات باعتبار أن سيطرة الدعم السريع على الأحياء لا تعني تقدمًا ميدانيًا لأنه سيضطر إلى مغادرتها إذا وقع الطرفان على وقف إطلاق النار باعتبارها مناطق مدنية.

بانر الترا سودان