27-يوليو-2024
مشاركة السودان في أولومبياد باريس

مشاركة السودان في أولومبياد باريس

وكأنها رسالة مقتضبة ذات تأثير كبير على نفوس السودانيين  ظهر ممثلو البعثة الأولمبية أثناء حفل الافتتاح في نهر السين في العاصمة الفرنسية مساء الجمعة، وهم على متن قارب قطع النهر وعلم بلادهم يرفرف في الأعلى وألوانه تمتزج مع مياه النهر وأضواء العاصمة الفرنسية.

رفرف علم السودان في قارب حمل أفراد البعثة في نهر السين بالعاصمة باريس أثناء افتتاح الأولمبياد 

مشاركة البعثة السودانية تأتي هذه المرة والبلاد تخوض حربًا بين الجيش والدعم السريع، ربما أدت هذه الظروف إلى صرف أنظار الجماهير السودانية عن متابعة الأولمبياد، ورغم ذلك هناك من يجدها سانحة لنسيان مرارات الجوع والقتل والتشريد في السودان.

ارتدى لاعبو وأفراد البعثة السودانية في حفل افتتاح أولمبياد باريس مساء الجمعة الزي القومي الذي يتكون من الجلباب الأبيض، واعتمروا "العمة" على الرأس واللباس بهذه الطريقة بالنسبة لهم يعني تمثيل جميع السودانيين.

عبور البعثة السودانية المشاركة في الأولومبياد نهر السين بمدينة باريس
عبور البعثة السودانية المشاركة في الأولومبياد نهر السين بمدينة باريس

وكانت اللجنة الأولمبية السودانية أعلنت عدد المشاركين في أولمبياد باريس وهم ثلاثة لاعبين وأربعة مدربين وإداري ومراسل إعلامي من اللجنة، يشاركون في الأولمبياد خلال الفترة من 26 تموز/يوليو الجاري حتى 11 آب/أغسطس القادم.

وطبقًا لرئيس البعثة السودانية المشاركة في أولمبياد باريس خالد عبد الله فإن البعثة تتكون من ثلاثة اتحادات للألعاب الرياضية، وتشمل  اثنين من لاعبي الألعاب المائية "السباحة" ولاعب ألعاب القوى ولاعب في التجديف.

وأضاف: "يُشارك السودان في أولمبياد باريس مع ظروف الحرب، وهناك صعوبات واجهت البعثة ولم تكن التحضيرات سهلة في ذات الوقت لدينا ثقة في المشاركين".

ويعتبر اللاعبان أبوبكر كاكي واسماعيل محمد اسماعيل من أبرز النجوم الذين مثلوا السودان في ألعاب القوى، وحصل كاكي المولود بمدينة المجلد غرب كردفان في العام 1989 على الذهبية في الجزائر وإسبانيا.

ولم يترك السودان أثرًا في بطولات العالم سوى مرة واحدة، عندما شارك بفريق كرة القدم في أولمبياد ميونخ 1972 بألمانيا، وتشكو الاتحادات الرياضية في البلاد من شح التمويل والإهمال الحكومي.

ويشير الخبراء في مجال ألعاب القوى إلى وجود مواهب واعدة في السودان تفتقر للرعاية والتأهيل والاحتراف وغياب الدولة.

كما لا تتوفر الملاعب التي تحتضن ألعاب القوى والأنشطة الرياضية المختلفة، ورغم قلتها في العاصمة الخرطوم، لا يمكن الوصول إليها خلال الحرب بعد أن دُمرت ونُهبت.

على قارب صغير قطع لاعبو البعثة السودانية نهر السين في باريس مساء الجمعة، على أمل فعل شيء مع انشغال السودانيين بالحرب التي حولت حياتهم رأسًا على عقب، ومع ذلك فإن مشاركة بلدهم في هذا المحفل الرياضي العالمي قد يجعلهم يشعرون بالفخر من مشاهدة العلم يرفرف بين أعلام الدول.

لا توجد أسماء بعينها للاعبي البعثة في أولمبياد باريس قد تكون معروفة بالنسبة للسودانيين، خاصة مع غياب الأنشطة الرياضية خلال الحرب، لكنهم يأملون ولادة نجوم جدد خلال هذا المحفل، فهل يفعلها اللاعب السوداني في قلب باريس؟