16-فبراير-2020

المخرج السوداني "صهيب قسم البارئ" (Getty)

نفى المخرج السينمائي السوداني "صهيب قسم الباري" أن يكون قد وافق على عرض فيلمه "الحديث عن الأشجار" وأنه تفاجأ بخبر مشاركة فيلمه في "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي" ومقره في القدس برعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية وبالتعاون مع معهد "يدعى فان ليير" على حد تعبيره.

مخرج فيلم "حديث عن الأشجار": "هذه المشاركة تمت دون علمي وموافقتي، وما زلت لا أعرف من الذي أعطى هذه الكيانات الموافقة على عرض الفيلم"

وقال صهيب قسم الباري "أبلغني العديد من الأصدقاء أن بعض المقالات على الصحف وصفحات الويب –تناولت الأمر-"، وأضاف "بعضهم اتهمني - جنبًا إلى جانب صناع الأفلام الآخرين- بالانتهازية والتمرغ في الوحل وغيرها من المصطلحات المشابهة. وأبدى قسم الباري أسفه على تسرع جهات صحفية باتهامه بالموافقة على المشاركة في المهرجان دون أن تتقصى وتتحقق من الأمر أو تتواصل معه.

اقرأ/ي أيضًا: الأيقونات الثوريّة.. جدليّة الرمز وصاحبه

 وزاد مخرج فيلم "حديث عن الأشجار"، في التدوينة التي خطها على حسابه الرسمي بفيسبوك: "هذه المشاركة تمت دون علمي وموافقتي، وما زلت لا أعرف من الذي أعطى هذه الكيانات الموافقة على عرض الفيلم".

وأضاف صهيب قسم الباري، أنه والمشاركون في فيلمه -إبراهيم شداد، سليمان محمد إبراهيم، ومنار الحلو، الطيب المهدي وهناء سليمان- يرفضون مشاركة فيلمهم في هذا الحدث، وخاصة أنه يأتي برعاية نظام الفصل العنصري الذي تقوده حكومة الجناح اليميني التي تنفذ الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان كل يوم ضد الشعب الفلسطيني على أرضه المحتلة.

وقال صهيب قسم الباري، "نبني موقفنا على تضامننا السياسي والإنساني مع صراع جميع الشعوب المظلومة في كل مكان في العالم في أن يكون لها الحق في الحرية وتقرير المصير".

 

 

ووصف صهيب قسم الباري الحكومة الاسرائيلية وحلفاؤها بأنهم مشغولون اليوم بنسج القصص التي تحاول إرضاء ذواتهم والتي تعكس تهيؤاتهم بـ"صفقة القرن" وتنكر على الفلسطينيين حقهم حتى في الحديث عن مصيرهم".

شدد قسم الباري على خزي الفنانين الذين يستخدمون فنهم أداة لإخفاء البؤس وتعزيز ادعاءات الظالم بأن كل شيء على ما يرام، في الوقت الذي يقتل فيه الناس ويتم تعذيب حتى الأطفال في السجون

وأضاف صهيب قسم الباري، "نعلم والعالم كله يعرف مستوى الظلم الذي يمر به الفلسطينيون"، متسائلًا "كيف يمكننا أن نشارك مع من يظلمهم في كتم أصواتهم ونتحاور معه في غيابهم؟". 

وشدد صهيب قسم الباري على خزي الفنانين الذين يستخدمون فنهم أداة لإخفاء البؤس وتعزيز ادعاءات الظالم بأن كل شيء على ما يرام، في الوقت الذي يقتل فيه الناس ويتم تعذيب حتى الأطفال في السجون. ولا يسمح لهم بالحديث عن أشجارهم.

ووصف مخرج "الحديث عن الأشجار" من شهد ما حدث في السودان من أساليب مماثلة تستخدمها الدكتاتورية الدامية التي كانت تحاول من خلالها استخدام الفنانين والفنون عدة مرات كأدوات لخلق وهم الحرية وتنويم الناس عن الفظائع التي كانت ترتكبها في جميع أنحاء السودان. ورفض كل ذلك سيرفض ممارسات دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين كما رفض مثلها ضد إخوته في الإنسانية الوطن.

اقرأ/ي أيضًا: خارج حدود السينما.. داخل حدود السياسة

وفيلم "الحديث عن الأشجار" للمخرج السوداني صهيب قسم الباري المستوحى اسمه من قصيدة بريخت "أي زمن هذا الذي يكاد فيه الحديث عن الأشجار أن يصير جريمة لأنه يعني الصمت عن جرائم أخرى" هو فيلم تسجيلي طويل من إنتاج العام 2019، يحكي قصة أربعة مخرجين سودانيين ظلوا أصدقاء لمدة تقارب خمسة وأربعين عامًا، هم الطيب مهدي ومنار الحلو وإبراهيم شداد وسليمان محمد إبراهيم، ليكسرا التقاعد الإجباري بعد عودتهم من هجرة استمرت قرابة ثلاثين عامًا بقرار إعادة إحياء دار عرض سينمائي في مدينة أم درمان.

فاز فيلم "حديث عن الأشجار" بجوائز من مهرجان برلين السينمائي ومهرجان إسطنبول السينمائي وجائزتين من مهرجان الجونة السينمائي، وما يزال يحصد الجوائز.

 

 

اقرأ/ي أيضًا

فتحي باردوس.. براءة "الأبيض والأسود" تلوح بالوداع

الفيلم السوداني "حديث عن الأشجار" يمنح العرب جائزة مهرجان برلين