17-يناير-2021

في الوقت الذي تتمسك فيه لجنة المعلمين السودانيين ببروفيسور محمد الأمين التوم، كوزير لوزارة التربية والتعليم، أعلنت قوى الحرية والتغيير أيلولة الوزارة للجبهة الثورية.

أبدت لجنة المعلمين السودانيين رفضها القاطع لأي اتجاه للمحاصصة الحزبية في قطاع التعليم

فيما أبدت لجنة المعلمين السودانيين رفضها القاطع لأي اتجاه للمحاصصة الحزبية في قطاع التعليم.

وقال عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين، عمار يوسف لـ"الترا سودان": "إن رفضنا للمحاصصة الحزبية، ينبعُ من تعارضها مع "استقلالية" التعليم الذي تتبناه اللجنة"، مُعتبرًا "استقلالية التعليم" مدخلًا جذريًا لتعليم يعبر عن كل السودانيين باختلافهم وتنوعهم.

اقرأ/ي أيضًا: وقفة احتجاجية قرب مجلس الوزراء والنيابة للمطالبة بإغلاق مراكز احتجاز أمنية

وأضاف يوسف، أن لجنة المعلمين السودانيين لديها مشروع متكامل للتعليم، جاء نتيجة لتجربة طويلة في مقارعة النظام البائد. مُشيرًا إلى أن مشروع اللجنة المطروح يقوم على أساس التغيير الجذري في التعليم باعتباره بوابة التغيير.

وأكد يوسف أن لجنة المعلمين السودانيين، تدعو لإنشاء وزارة  قادرة على القيام بأدوار مهنية ومستقلة، تقف على مسافة واحدة من كل القوى الاجتماعية والسياسية، مشددًا على أن اللجنة سوف تسلك كل الطرق المدنية لتحقيق هذه الرؤية.

وكانت لجنة المعلمين السودانيين في بيان لها خلال اليومين الماضيين قالت: "إن  المساس بمشروع تغيير التعليم يعتبر مساسًا بالثورة، كما يُعتبر ردة عن أهداف ثورة ديسمبر المجيدة".

 ووصف يوسف ما حدث من تداعيات أفضت لاستقالة "القراي"، بأنه  حملة منظمة، الغرض ‏‏منـها كبح مشروع التغيير.

وأضاف أن الذين وقفوا وراء الحملة، أدركوا أن جوهر عملية التغيير يكمُن في التعليم لأنه يفتح منابر الاستنارة المرتبطة بالقيم الإنسانية، وبالتالي زيادة مساحات الوعي.

وكان المدير العام للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي، عمر القراي، قدم استقالة مُسببة لرئيس مجلس الوزراء في السابع من كانون الثاني/يناير الجاري، رفضًا لقرار تجميد العمل بمقترحات إدارة المركز القومي للمناهج والبحث العلمي.

ودرجت لجنة المعلمين السودانيين على القول بأن التعليم يعتبر ضامنًا لاستدامة السلام والديمقراطية، وأن أي استهداف لعملية التغيير التي تجري تعني إغلاق منابر الوعي والاستنارة.

وفي الأحد الماضي توافقت قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية على سبع وزارات آلت  للجبهة الثورية، بينها وزارة التربية والتعليم.

وصرح عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ، بأنهم فرغوا من فرز الترشيحات البالغة (17) حقيبة، آلت سبعة منها للجبهة الثورية.

اقرأ/ي أيضًا: اعتصام العاملين بهيئة إذاعة وتلفزيون الشمالية وتقديم مذكرة مطالب

فيما تتمسك لجنة المعلمين ببقاء محمد الأمين التوم في منصبه باعتباره قادرًا على  إنفاذ الرؤية التي تستهدف ثورة في التعليم، ولأنه يمتلك المؤهلات والقدرات اللازمة لذلك. مُعتبرة أن المدة الزمنية التي قضاها وزيرًا للتربية في ظل جائحة كورونا كانت عائقًا لتسريع ذلك المشروع الطموح.

 لجنة المعلمين السودانيين تعتزم تنظيم مؤتمر صحفي الثلاثاء 19 كانون الثاني/يناير الجاري تطرح فيه رؤيتها الكاملة حول التعليم

وأشار يوسف إلى أن لجنة المعلمين السودانيين تعتزم تنظيم مؤتمر صحفي الثلاثاء 19 كانون الثاني/يناير الجاري تطرح فيه رؤيتها الكاملة حول التعليم، برفض المحاصصة الحزبية، إضافة لتمليك الرأي العام أسباب تمسكهم بوزير التربية والتعليم  محمد الأمين التوم.

فيما أوضح يوسف، أن التوم يُعتبر من القلائل الذين يتبنون سياسات تعليمية بإمكانها إخراج البلاد من وهدتها، إضافة إلى أنه سوف ينحاز لجانب الشعب متى طلب منه ذلك.

وكانت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان، أكدت تقديرها  واحترامها للأجسام والأحزاب الموقعة على اتفاقية السلام.

وتتكون الجبهة الثورية من عدة فصائل، بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان -قطاع الشمال- وحركة العدل والمساواة، وحركة جيش تحرير السودان، وحركة جيش تحرير السودان - المجلس الانتقالي.

وفي التاسع من كانون الثاني/يناير الجاري، التقت لجنة المعلمين السودانيين بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال -الجبهة الثورية- للتفاكر حول سبل إنجاح الفترة الانتقالية واستكمال شعارات ثورة ديسمبر المجيدة الممثلة في الحرية والسلام والعدالة، وللتفاكر والتنسيق حول قضايا الثورة والتغيير بالتركيز على قضايا التربية والتعليم.

وفي بيان مشترك، أعلن الطرفان اتفاقهما على تشجيع القرارات التي تصب في تطوير وتحديث العملية التربوية والتعليمية، وقالا إنهما سيعملان على بناء وتصميم برامج مشتركة تساهم في تطوير التعليم ومواكبته للحداثة من أجل بناء دولة مدنية حديثة.

وقالت الحركة الشعبية قطاع الشمال -الجبهة الثورية- إنها تدعم موقف لجنة المعلمين السودانيين في إحداث تغيير جذري وبنيوي في نظام التربية والتعليم في السودان، والذي يجب أن يقوم على ترسيخ قيم المواطنة بلا تمييز وباحترام الآخر وإزالة الفوارق والفجوات والاختلالات، وذلك من أجل بناء السودان على أسس ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة من خلال صياغة سياسات تربوية تراعي التنوع وتطوير المناهج وفق رؤى علمية متوافق عليها من قبل المختصين، إلى جانب إزالة التشوهات التي تمت في العهد المباد.

اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين: الحصانة لم تُرفع عن منسوبي الدعم السريع المتهمين باغتيال نوري

وإذا كانت رؤية الحركة الشعبية قطاع الشمال، وهي أحدى فصائل الجبهة الثورية، قد أبدت موقفًا متفهمًا لطبيعة وزارة التربية والتعليم، التي تتطلب قدرًا كبيرًا من المهنية والاستقلال، فإنه ولتنفيذ رؤية لجنة المعلمين السودانيين، فإن الأمر يتطلب ذات القدر من الإدراك لبقية الفصائل المُكونة للجبهة الثورية، وإلا فمن المتوقع نشوب صراع حول الوزارة الأهم في البلاد.

رئيس المكتب الإعلامي للجنة تسيير نقابة عمال التعليم: لجنة المعلمين السودانيين هي الحاضنة التي تمثل المعلمين لدى قوى الحرية والتغيير

وقال إلياس باسيل، رئيس المكتب الإعلامي للجنة تسيير نقابة عمال التعليم في السودان، لـ"الترا سودان": "إن لجنة المعلمين السودانيين هي الحاضنة التي تمثل المعلمين لدى قوى الحرية والتغيير ولدى تجمع المهنيين السودانيين".

وأشار باسيل، إلى أنهم كنقابة يمثلون الجميع، إلا أن التوجه العام هو رفض المحاصصات الحزبية في وزارة التربية والتعليم. مؤكدًا على ضرورة استقلالية ومهنية وزارة التربية والتعليم، لافتًا إلى أن الوزير الحالي قادر على خلق التغيير اللازم في قطاع التعليم.

اقرأ/ي أيضًا

مقاومة العُشرة: مسؤول واحد يدير حصص الدقيق بولاية الخرطوم

مصابو الثورة.. التضحية مستمرة