23-مايو-2023
شهدت العاصمة عودة حذرة للحركة في أول يوم للهدنة بين الجيش والدعم السريع (Getty\AFP)

شهدت العاصمة عودة حذرة للحركة في أول يوم للهدنة بين الجيش والدعم السريع (Getty\AFP)

كان اليوم الثلاثاء ضمن الأيام النادرة التي تميزت بالهدوء إلى حد كبير في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى يستعر فيها القتال بين الجيش والدعم السريع منذ (37) يومًا. 

الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ مساء الاثنين، وتحديدًا في تمام الساعة (9:45) مساء بتوقيت السودان، جاءت ضمن اتفاق 20 أيار/مايو في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والذي أتى بواسطة ميسرين سعوديين وأمريكيين يحاولون إنهاء القتال ضمن خطط متدرجة وصولًا إلى المشاورات السياسية.

في الخرطوم بحري لم تكن الأوضاع مثل الأيام السابقة وتوقفت أصوات المدافع وقصف الطيران

وقال أيمن الذي يقطن حي جبرة جنوب العاصمة الخرطوم حيث تتركز عمليات حربية منذ أسابيع بين الجيش والدعم السريع، في حديث لـ"الترا سودان"، إن الهدنة في يومها الأول "أسكتت أصوات المدافع وضربات الطيران الحربي"، وأردف: "منذ وقت طويل يكاد يقترب من الشهر لم نشهد مثل هذا الصمت وغياب أصوات البنادق والمدافع؛ سيكون من الجيد أن يواصل الطرفان بنفس الالتزام".

في الخرطوم بحري لم تكن الأوضاع مثل الأيام السابقة، وتوقفت أصوات المدافع وقصف الطيران في أول يوم للهدنة الموقعة بين الجيش والدعم السريع.

قال شاهد عيان يقطن قريبًا من المحطة الوسطى بالخرطوم بحري لـ"الترا سودان": إن المدنيين سمعوا أصوات رصاص متقطعة ظهر اليوم، لكن لم يتم رصد المدافع وكذلك الضربات الجوية.

قال هذا الشاهد إن الوضع جاء مختلفًا بعض الشيء اليوم الثلاثاء بخروج بعض السكان لشراء الاحتياجات الأساسية. مشيرًا إلى أنه قياسا بالأيام الماضية فإن الهدنة حققت هدوءًا كبيرًا.

حركة للمواصلات في اليوم الأول للهدنة في الخرطوم (Getty\AFP)
حركة للمواصلات في اليوم الأول للهدنة في الخرطوم (Getty\AFP)

وفي منطقة شرق النيل شمال الخرطوم، قال حسان (35 عامًا) إن المنطقة لم تشهد اشتباكات اليوم، كما لم يتم رصد الطيران الحربي الذي درج على توجيه الضربات لقوات الدعم السريع خلال الأيام السابقة.

وقال إن العديد من الحافلات شوهدت وهي تغادر عبر هذه المنطقة إلى ولاية الجزيرة، حيث يفضل المدنيون الذهاب إلى هناك هربًا من المعارك العسكرية والأزمة الإنسانية.

https://t.me/ultrasudan

وإذا ما نجحت الهدنة في يومها الأول؛ يأمل السودانيون المناهضون للحرب أن تحقق تقدمًا خلال الأيام القادمة وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وينص الاتفاق الموقع بين الجيش والدعم السريع على تجديد وقف إطلاق النار القصير بموافقة الطرفين ضمن خطة أمريكية سعودية للوصول إلى الإيقاف الدائم لإطلاق النار.

وقال مصدر من اللجنة التسييرية لنقابة المحامين التي أعلنت عملها ضمن منظمات المجتمع المدني على رصد الانتهاكات خلال الهدنة السارية - إن الأوضاع الإنسانية ستحاول الاستفادة من تحسن مسار الهدنة الساعات القادمة.

هدوء حذر في الخرطوم في اليوم الأول للهدنية (Getty\AFP)
هدوء حذر في الخرطوم في اليوم الأول للهدنية (Getty\AFP)

وأضاف في حديث لـ"الترا سودان"، أن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية شددتا خلال مباحثات وقف إطلاق النار القصير على "ضرورة تجنب ارتكاب خروقات خلال هذه الهدنة".

وحول تقييم اليوم الأول من الهدنة أجاب بالقول: "هذا تقدم كبير أن يلتزم الطرفان بالهدنة في يومها الأول بنسبة كبيرة جدًا، ولم تردنا أنباء عن حدوث خروقات. لكن إجمالًا الوضع أفضل في غالبية المناطق بالعاصمة السودانية بما في ذلك المدن خارج العاصمة".

أما في مدينة أم درمان ذكر معمر الذي يقطن على مقربة من مبنى الإذاعة والتلفزيون، أن المنطقة شهدت اشتباكات مسلحة ليلة أمس، لكن خلال فترات الصباح والظهيرة اليوم الثلاثاء، لم ترصد حركة الطيران أو أصوات المدافع. 

شهد محيط الإذاعة والتلفزيون اليومين الماضيين عمليات عسكرية مكثفة بين الجيش والدعم السريع

وتابع: "كان اليوم أفضل بكثير، وتحركنا إلى بعض المناطق القريبة لتأمين الاحتياجات. الجنود منتشرون لكن لا توجد اشتباكات مسلحة".

وشهد محيط الإذاعة والتلفزيون اليومين الماضيين عمليات عسكرية مكثفة بين الجيش والدعم السريع في نزاع مسلح يدخل شهره الثاني مخلفًا نزوح مليون شخص ومقتل المئات من المدنيين وإصابة الآلاف بجروح.