08-أكتوبر-2024
أطفال سودانيون

(أرشيفية)

أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن الحرب المستمرة في السودان تؤثر بشكل كبير على الأطفال في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك شمال دارفور، حيث تصاعدت وتيرة القتال بشكل حاد. وأشارت التقارير - وفقًا للمنظمة - إلى مقتل ما لا يقل عن 150 طفلًا في دارفور منذ نيسان/أبريل الماضي، وإصابة عدد أكبر منهم بجروح، جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

مسؤول أممي: القتال في دارفور ضارٍ ويؤثر على الأطفال في كل ركن من الإقليم

وتصاعدت العمليات العسكرية في ولاية شمال دارفور بشكل حاد على خلفية محاولات قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة الولاية والإقليم ككل. تحاصر هذه القوات مدينة الفاشر منذ أشهر، وتقصف المدينة التي تحتضن أكثر من مليون نسمة بشكل شبه يومي، ما يسفر عن ضحايا وسط المدنيين.

تسببت الحرب السودانية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في عالم اليوم، حيث يتواجد أكبر عدد أطفال نازحين في العالم بالسودان. توقفت المؤسسات التعليمية جراء الاقتتال المستمر منذ نيسان/أبريل 2024، فيما تتحدث تقارير عن تجنيد أطفال للمشاركة في القتال.

ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت، أكد في تصريحات اليوم، الثلاثاء 8 تشرين الأول/أكتوبر 2024، أن المنظمة تسعى لمواجهة هذه الأزمات عبر توفير المساعدات الضرورية للأطفال المتضررين، وأنهم على تواصل مستمر مع طرفي النزاع في السودان. وقال يت إن القتال في دارفور ضارٍ ويؤثر على الأطفال في كل ركن من الإقليم.

الحرب في السودا أدت تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في إقليم دارفور الذي يعاني من تاريخ طويل من النزاعات المسلحة. مع استمرار الصراع وتفاقم الأزمات الإنسانية، يتزايد الضغط الدولي لإيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم ويحمي المدنيين، وخصوصًا الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.

وتقول منظمة يونيسيف إن الحرب في السودان أدت إلى تعريض الأطفال السودانيين لمخاطر عدة، من بينها تفشي الأمراض مثل الكوليرا والملاريا، إلى جانب المجاعة وسوء التغذية. كما منعت حوالي 80% من الأطفال من الالتحاق بالمدارس، ما يخلق أزمة تعليمية تُعد الأكبر على مستوى العالم.

القصف العشوائي الذي تمارسه قوات الدعم السريع بشكل مستمر، والغارات الجوية في المناطق السكنية التي يقوم بها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني يسفر عن مقتل أطفال ضمن الضحايا. تسببت غارة جوية للجيش السوداني في مدينة الكومة بولاية شمال دارفور الجمعة الماضية، في مقتل 13 طفلًا وإصابة آخرين ضمن الضحايا من المدنيين، وفق ما أعلنت يونيسيف.

وفي الوقت ذاته، تتزايد المخاوف على مستقبل أطفال السودان مع توقف العملية التعليمية، لا سيما في مناطق سيطرة الدعم السريع، وترسم محاولات الحكومة السودانية لاستئناف العملية التعليمية في المدن الآمنة، ملامح تقسيم السودان.