10-يوليو-2024
لاجئون إثيوبيون في القضارف شرقي السودان

يتركز تواجد اللاجئين الإثيوبيين والإريتريين في ولايات شرق السودان (أرشيفية/غيتي)

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الصراع في السودان يهدد حياة اللاجئين الإثيوبيين والإريتريين الذين يتركز وجودهم شرقي البلاد، لا سيما مع هجمات الدعم السريع بالقرب من حدود السودان مع هذه الدول.

يقيم مئات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين والإريتريين شرقي السودان، حيث يفرون من صراعات مماثلة في بلدانهم، لا سيما اللاجئون من إقليم تيغراي الإثيوبي والذين تضاعفت أعدادهم بشكل كبير عقب اندلاع الحرب الأهلية الإثيوبية في إقليم تيغراي أواخر عام 2020.

هيومن رايتس ووتش: أكثر من مليون لاجئ كانوا يعيشون في السودان عندما بدأ الصراع، وكثير منهم في الشرق، يتم تجاهلهم

هيومن رايتس ووتش قالت في بيان لها اليوم، اطلع عليه "الترا سودان"، إن أكثر من مليون لاجئ كانوا يعيشون في السودان عندما بدأ الصراع، وكثير منهم في الشرق، يتم تجاهلهم. وأضافت: "هؤلاء الأشخاص فروا من القمع الشديد في إريتريا أو الصراع المليء بالفظائع في منطقة تيغراي بإثيوبيا، على أمل العثور على الأمان في السودان. الآن، قد تكون حياتهم في خطر مرة أخرى".

تمدد قوات الدعم السريع في الشرق منذ بداية الشهر الجاري أثار القلق حيال ما يمكن أن يتعرض له هؤلاء اللاجئون، حيث يحاول اللاجئون من إثيوبيا بشكل خاص جذب الانتباه إلى وضعهم الحرج منذ بدء الصراع السوداني. وتقول المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، إن بعض هؤلاء اللاجئين يخشون أن يكونوا هدفًا للأطراف المتحاربة بعد اتهامهم بمساعدة الأعداء. يأتي ذلك في ظل تقارير عن اعتقال بعضهم أو احتجازهم، مع غياب استراتيجية واضحة لحماية أو إجلاء أي من هؤلاء اللاجئين.

وتنتشر التقارير عن استعانة طرفي الصراع بمرتزقة من إثيوبيا وإريتريا في صفوفهم، مع غياب معلومات دقيقة تؤكد هذه التقارير، خاصة مع انتشار خطابات الكراهية ورهاب الأجانب بالتزامن مع الحرب الجارية في السودان.

وتقول هيومن رايتس ووتش إن الإريتريين لا يمكنهم العودة إلى ديارهم بسبب القمع المستمر، حيث من المحتمل أن يُعاقبوا بشدة إذا وطئت أقدامهم إريتريا. يشتهر النظام الحاكم في دولة إريتريا التي تحد البلاد من الشرق بالقمع الشديد لجميع من يلقى عليه القبض وهو يحاول الفرار من البلاد أو العودة إليها بعد المغادرة، ويغيب النظام أعداد لا يمكن تحديدها من المعارضين في سجونه لسنوات عديدة، حيث يقضي بعضهم بقية حياته في المعتقلات.

اللاجئون الإثيوبيون أيضًا سيواجهون العنف أو الاضطهاد إذا عادوا وفقًا لما ذهبت إليه هيومن رايتس ووتش والتي قالت إن العديد منهم من إثنية التيغراي الذين فروا من حملة تطهير عرقي وحشية، والذين ارتكبوا هذه الحملة ما زالوا يسيطرون على المنطقة.

وأضافت: "قد يتمكن بعض اللاجئين الإثيوبيين من العودة، لكنهم سيحتاجون إلى تعاون السلطات السودانية، والسلطات الإثيوبية، ووكالات الأمم المتحدة لتحقيق ذلك"، مطالبة على التركيز على العودة الطوعية ومساعدة اللاجئين وتوفير مسارات آمنة ومنظمة للعودة، مستدركة في الوقت ذاته، أنه لا ينبغي إجبار أو إكراه أي شخص على العودة إلى أي مكان يواجه فيه مخاطر جدية.

طالبت المنظمة الإنسانية المجتمع الدولي بتكثيف جهوده والنظر في جميع وسائل الدعم الممكنة، بما في ذلك النقد والنقل، لضمان نقل اللاجئين بعيدًا عن الأذى.

واختتمت بيانها بالقول: "في دوامة العنف الشديد الذي اجتاح السودان ووضع الكثير من السودانيين في خطر، يستحق اللاجئون في السودان من إثيوبيا وإريتريا الدعم أيضًا".