جبل مويا أو موية يقع في ولاية سنار جنوب شرق السودان، وقد اكتسب أهمية كبيرة خلال الفترة الأخيرة بسبب المعارك العنيفة التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة عليه. يُعد موقع جبل مويا استراتيجيًا إذ يقع على طريق يربط بين ولاية النيل الأبيض وولاية سنار وولاية الجزيرة، مما يجعله نقطة حيوية لحركة النقل والاتصال بين ولايات وسط السودان وجنوبه، كما يعد ارتفاعه المتوسط 1522 قدم عن مستوى سطح البحر، وتمتعه بأراضٍ زراعية خصبة تنتج السمسم والدخن من أهم ما يميزه.
يعد جبل موية من المناطق المليئة بالذهب، وقد بدأت عمليات التنقيب فيه منذ عام 1912م
إضافة إلى ذلك يعد جبل موية أيضًا من المناطق المليئة بالذهب، وقد بدأت عمليات التنقيب فيه منذ عام 1912م، مما أضاف بعدًا اقتصاديًا لأهميته الاستراتيجية. ولا تزال المنطقة تشهد عمليات تنقيب غير رسمية بحثًا عن الذهب، خاصة في ظل الأحاديث عن جرف الأمطار للتربة وكشفها عن مشغولات ذهبية قديمة.
لماذا سمي بجبل موية؟ وعلى ماذا يدل الاسم؟
في منطقة جبل موية 4 قرى تقع متجاورة بمحاذاة السلسلة الجبلية من جهة الشمال؛ ويرجح تسميته بجبل موية نسبة للماء الموجود بكثرة في العيون فوق الجبل وبهذه القرى وهي قرية حلة الخوالدة وحلة أولاد أبورزق وحلة عوض الكريم وحلة أبو حواء - كمر الناير. أما الأقوال الواردة الأخرى حول تسمية الجبل فترجح أنه ينسب للملك مويا وهو أحد الملوك الذين حكموا المنطقة في فترة إمبراطورية كوش السودانية كما ترجح الروايات دون تقديم دليل موثق على نسبته لتلك الفترة.
الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لجبل مويا.. ومعلومات لابد من معرفتها
ترجع أهمية جبل مويا الاقتصادية والاستراتيجية والتاريخية لعدة أمور ومعلومات تتعلق بالجبل، ولتوضيحها نوردها بهذه النقاط:
- الأهمية العسكرية التي تعود لموقعه؛ فهو يقع من ضمن سلسلة جبال سنار ويشكل نقط التقاء وصل بين ولاية النيل الأبيض من جهة الغرب والنيل الأزرق من جهة الجنوب وولاية الجزيرة من الشمال. وهو محاط بعدة مواقع عسكرية للجيش.
- بالقرب من جبل موية واحدة من أكبر القواعد الجوية العسكرية هي قاعدة كنانة الجوية.
- الأهمية الاقتصادية بسبب النشاط الزراعي في جبل موية؛ إذ تشتهر زراعة السمسم والدخن وغيرها من الحبوب في المنطقة، مما جعلها تعد واحدة من أكبر مناطق إنتاج السمسم في السودان بعد القضارف والدالي والمزموم.
- يعمل سكان منطقة جبل موية في الصناعات اليدوية والمعدات التي تحتاجها المنطقة من أدوات الزراعة وقطع الأشجار والحصاد.
- رعي الأغنام والمواشي وتربيتها من المهن الأساسية في المنطقة، وتعد من أهم الأنشطة الاقتصادية لسكان المنطقة.
- يعد جبل موية من أشهر المناطق في السودان التي تحتوي على الذهب، والتي بدأ التنقيب فيها منذ عام 1912 على يد هنري ويلكوم المستكشف اليهودي الأميركي، ولكن عمليات التنقيب هذه توقفت بوفاته لتعاود مؤخرًا وتمر بفترات توقف بسبب الحرب.
- يرتبط الجبل مع المناطق المجاورة بطرق معبدة لتسهيل ربطه بها كموقع متوسط كما يحتوي على محطة قطار على خط السكك الحديدية السودانية الذي يربط بين سنار وكوستي.
- الأهمية التاريخية للمنطقة لا تقل جذبًا، فتاريخ الجبل يعود لعهد الممالك القديمة في السودان منذ عهد امبراطورية كوش في السودان.
- طبوغرافية المنطقة تعد عاملًا يضاعف أهميتها؛ فجبل مويا هو كتلة صخرية تضم نتوءات جيولوجية تتصل بتلال جرانيتية وبمجاري أودية نهرية في أسفل السهل، وبالتالي فهي تعد مصدرًا للمياه الجوفية التي تتغذى باستمرار من النيل الأبيض والنيل الأزرق مما يجعلها موردًا محتملًا للمياه العذبة التي ترتفع لتطفو على السطح.
- الآثار في جبل مويا؛ فقد كشفت عمليات التنقيب عن الذهب في جبل مويا عن أنشطة دفن بشري تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد كانت هذه المدافن على مساحات واسعة تغطي ما يقارب 25 فدان مما يجعلها تضم إحدى أكبر المقابر الرعوية في قارة أفريقيا. كما عثر على عدة مصنوعات يدوية مصرية وتمائم وبرديات طبية ومنحوتات آلهة وملاط حجري يرجح استخدامه للأغراض العلاجية.
يُعد جبل مويا معلمًا تاريخيًا وجغرافيًا متميزًا في ولاية سنار في وسط السودان، فهو يقع على بعد 24 كيلو مترًا من ولاية سنار وعلى بعد 71 كيلومترًا غرب مدينة ربك، ويتمتع بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة. الموقع الجغرافي للجبل يجعله نقطة محورية في حركة النقل والاتصال بين مختلف ولايات السودان، بالإضافة إلى احتوائه على موارد طبيعية وزراعية غنية التي تعد ركيزة اقتصادية هامة لسكان المنطقة. إضافةً للأهمية التاريخية؛ باحتضان جبل مويا لآثار تعود لعصور إمبراطورية كوش القديمة، مما يعزز من قيمته الأثرية. كما أن وجود الذهب في المنطقة يضيف بعدًا اقتصاديًا آخر، حيث شهدت المنطقة منذ عقود عمليات تنقيب مكثفة بحثًا عن هذا المعدن الثمين. ولا شك بأن الأهمية الاستراتيجية للجبل تعززت في السنوات الأخيرة بسبب الصراعات العسكرية مما يضيف بعدًا عسكريًا استراتيجيًا إضافيًا. وبهذا، يتضح أن جبل مويا محور اقتصادي، وعسكري، وتاريخي يضفي طابعًا فريدًا على ولاية سنار، ويسهم في تشكيل هوية المنطقة وتاريخها.
