أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لتفريق آلاف المتظاهرين، قرب صينية الأزهري بمدينة أم درمان مساء اليوم الاثنين، قبيل ساعات قليلة من وصول رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لافتتاح مركز لبيع السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة، وذلك بضاحية المهندسين، القريبة من موقع الاحتجاجات.
بدأت مؤسسات عسكرية افتتاح سلسلة من مراكز البيع المخفض
وكانت لجان مقاومة أمدرمان قد أعلنت "التصعيد الثوري" بالتزامن مع زيارة البرهان لضاحية المهندسين اليوم الاثنين، وأغلق المتظاهرون الشوارع بالصخور والكتل الصلبة.
وقال شاهد عيان لـ"الترا سودان"، إن المتظاهرين أغلقوا جميع الشوارع المحيطة بصينية الأزهري وحتى الطرق التي تربطها بضاحية المهندسين، احتجاجًا على زيارة البرهان للمنطقة.
وبدأت مؤسسات عسكرية إنشاء سلسلة من مراكز بيع السلع الاستهلاكية في بعض أحياء العاصمة الخرطوم، وتقول الجهات المنفذة إن الغرض من هذه المشاريع خفض تكلفة المعيشة المرتفعة في السودان.
وشهدت الشوارع المحيطة بموقع الاحتجاجات سيما في صينية الزعيم الأزهري، عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين، وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوت الرصاص الحي.
ومنذ ثمانية أشهر يتظاهر الآلاف ضد الحكم العسكري، ويقولون إن المكون العسكري استولى على السلطة بالقوة وأطاح بالحكومة المدنية التي كانت تحاول ترميم ديمقراطية ناشئة، بعد ثلاثة عقود من حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
وذكر خالد (27 عامًا) وهو متظاهر شارك في احتجاجات أمدرمان، في حديث لـ"الترا سودان"، أن التظاهرات تأتي رفضًا لزيارة البرهان، مشيرًا إلى أن الانقلاب العسكري وضع حدًا لحياة (98) متظاهرًا خلال ثمانية أشهر، وقال: "لا يمكن أن نعود إلى منازلنا ونسمح له بالاستمرار في السلطة".
بينما استمرت الاحتجاجات في ذات الوقت، بضاحية بري شرق العاصمة الخرطوم، ونقل شهود وصول مواكب من بعض أحياء الخرطوم للمشاركة في "غنجة بري".
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان"، إن قوات مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع على مظاهرة حاشدة قرب شارع رئيسي يؤدي إلى القيادة العامة.
وأطلقت مدرعة زرقاء الغاز المسيل للدموع بكثافة، واضطر المحتجون للعودة إلى الشوارع الداخلية.