11-يونيو-2024
خراف عيد الأضحى

أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء السوداني، أن عطلة عيد الأضحى في السودان ستبدأ يوم الأحد المقبل الموافق 16 حزيران/يونيو 2024. ويأتي العيد هذا العام في ظل الظروف المأساوية التي تشهدها البلاد جراء الحرب المندلعة منذ عام ونيف.

حددت الأمانة العامة لمجلس الوزراء مواعيد عطلة عيد الأضحى المبارك

وقالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إن العطلة ستستمر حتى العشرين من الشهر الجاري، على أن يعاود العاملون بالدولة أعمالهم الأحد الذي يليه، الموافق 23 حزيران/يونيو 2024.

موعد عيد الأضحى

وسيقع عيد الأضحى لهذا العام في السادس عشر من حزيران/يونيو 2024، والذي يوافق العاشر من ذي الحجة في التقويم الهجري الذي يحدد مواعيد عيد الأضحى.

عيد الأضحى الذي يعد العيد الأكبر والأهم بالنسبة للسودانيين تأتي مواعيده هذا العام وعشرة ملايين مشردون داخل وخارج البلاد جراء الحرب التي دمرت البنية التحتية وسلبت السودانيين الأفراح الراتبة.

الأمانة العامة لمجلس الوزراء قالت إن محافظ بنك السودان المركزي سيصدر منشورًا ينظم عمل المصارف خلال عطلة عيد الأضحى، ما يعني أن العطلة الرسمية من مجلس الوزراء ربما لن تشمل المصرفيين، وذلك في ظل الاعتماد المتزايد للسودانيين على التطبيقات البنكية والمصارف للتعاملات النقدية.

 أسعار الأضاحي

ومثلما تؤثر الحرب على جميع مناحي الحياة في السودان، لم تنجُ أسعار الأضاحي من الارتفاع الكبير بسبب التضخم الاقتصادي الذي انعكس على أسعار السلع بصورة كبيرة.

ويتراوح سعر خروف الأضحية في السودان بين (300) ألف جنيه سوداني إلى (400) ألف جنيه. هذا المبلغ يعادل حوالي (150) إلى (200) دولار أميركي بحسب سعر الصرف في الأسواق الموازية التي تهيمن على تداول العملة في السودان.

سعر الأضحية ارتفع مع اقتراب موعد عيد الأضحى في السودان

سعر الأضحية ارتفع مع اقتراب موعد عيد الأضحى في السودان. قبل شهرين، كان متوسط سعر الخروف لا يتجاوز (200) ألف جنيه سوداني. بالنسبة للتاجر في زريبة كسلا لبيع الخراف محمد دين أدروب، فإن الارتفاع منطقي نسبة للموسم الذي ينتظره أصحاب الخراف على أحر من الجمر بسبب الأزمة الاقتصادية المرتبطة بالحرب، بجانب ارتفاع أسعار جميع السلع الاستهلاكية واحتياجات الأسر، لا سيما لعيد الأضحى، والذي يسمى "العيد الكبير" في السودان.

المتعامل في سوق كسلا أقصى شرقي السودان، سليمان همد يقول إن الأسعار عادة ما ترتفع قبل أيام من العيد، ولكن المحترفين في شراء الأضاحي يعلمون أن الأسعار تبدأ في النزول من يوم الزفة والأيام الأولى في عيد الأضحى، حيث يحاول التجار التخلص من الذي تبقى بطرفهم من الخراف المجهزة والمسمنة للأضاحي.

في القضارف وبورتسودان أسعار الأضحية ترتفع قليلًا على ولاية كسلا، ولكن تظل في نفس المدى المتراوح بين (300) و(400) ألف جنيه. الولايات التي لا تشهد اشتباكات مباشرة ليست آمنة من آثار الحرب المتمثلة في ارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية الكارثية التي تعم السودان.

مبادرات لفرحة العيد

على مواقع التواصل يتبادل المدونون الفتاوى عن أن الأضحية هي سنة مؤكدة وليست فرضًا، وذلك وفق المذهب المالكي الذي يتبعه أهل السودان. ومن تخفيف الشرع أن لا إثم على من لا يضحي حتى مع الاستطاعة. قال الإمام مالك رضي الله عنه: (الأضحية مسنونة غير مفروضة).

تأتي هذه الفتاوى للتخفيف على العالقين وسط الاشتباكات وأولئك الذين فقدوا كل شيء بسبب الحرب والنزوح. بالسودان أكبر أزمة نزوح في العالم اليوم، وخسر الملايين جميع ثرواتهم وممتلكاتهم في الحرب التي لا يلوح في الأفق أي أمل في توقفها.

ويطلق مدونون وناشطون مبادرات لإرسال تكاليف الأضحية للذين هم في أشد الحاجة للغوث، وعلى رأسهم العالقون في العاصمة الخرطوم والولايات الساخنة، والنازحون في بقية ولايات السودان التي لم تصلها الحرب بعد.

من هذه المجموعات التي تنشط في المبادرات التي قد تستعيد فرحة العيد للسودان المنكوب، منظمة حاضرين التي تنشط في الأعمال الإنسانية. أطلقت حاضرين مشروع "أضحيتكم معانا"، والذي يستهدف المطابخ المركزية بأحياء ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى معسكرات اللاجئين السودانيين بمنطقة أدري التشادية.

الأضحى الثاني

في السودان أصبح الناس يؤرخون للحرب بالأعياد والمناسبات التي سلبتها منها؛ فهذا هو الأضحى الثاني تحت الحرب والقصف والنزوح للملايين الذين تزداد معاناتهم يوميًا في واقع لا يبالي بعذابات هؤلاء المنسيين المغيبة معاناتهم عن أعين العالم.

ربما يكون عيد الأضحى الثاني في ظل الحرب مناسبة جيدة للتفكر في المعاني النبيلة والسامية التي ترسخها مناسبة الفداء الأعظم

ربما يكون عيد الأضحى الثاني في ظل الحرب مناسبة جيدة للتفكر في المعاني النبيلة والسامية التي ترسخها مناسبة الفداء الأعظم. في طيات الفداء تكمن قيم روحية عميقة تتجاوز حدود الزمان والمكان، ولكنها أكثر خصوصية بالنسبة للسودانيين هذا العام؛ فمن يفدي السودانيين من ويلات الحرب التي تطاول أمدها؟ تساؤلات لم تجد إجابة بعد سوى عند المرابطين في الثغور لحماية أهاليهم وأنفسهم من الهجمات الغاشمة والمجازر المروعة التي تتكشف في السودان كل يوم.