28-مارس-2024
مركز نزوح في مدرسة بالنيل الأبيض

تحولت المدارس إلى مراكز نزوح في ولاية النيل الأبيض وغيرها من المناطق الآمنة (الترا سودان)

بعد تصاعد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية النيل الأبيض، أصبحت من ولاية النيل الأبيض التي تقع تحت سيطرة الجيش، تمتلئ بالوافدين من ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة ومحلية القطينة، في ظل غياب تام للخدمات الحكومية والرعاية لهؤلاء النازحين من قبل السلطات بالولاية.

ارتفاع الإيجارات

يقول أحمد علي موسى، أحد الوافدين من ولاية الخرطوم إلى مدينة الدويم في ولاية النيل الأبيض، إنهم بدأوا بالإقامة في منزلٍ مؤقت، وبسبب ارتفاع تكاليف الإيجارات في المحلية، اضطروا للانتقال إلى مراكز إيواء مثل مركز مدرسة عثمان بن عفان في الدويم.

مشرف مركز مدرسة عثمان بن عفان لـ"الترا سودان": المساعدات التي تصل من المنظمات ضعيفة في ظل حاجة ماسة لها

وأشار علي موسى، في حديثه لـ"الترا سودان"، إلى أنهم عند دخولهم للمدرسة لم يكن هناك أي فصل شاغر، مما دفعهم للبقاء في فناء المدرسة مستعينين بالخيام للحماية من البرد والحر والمطر، وبعد خمسة أشهر، نجحوا في الحصول على فصل بعد رحيل عدد من الأسر إلى ولاية أخرى.

وأوضح المشرف على مركز مدرسة عثمان بن عفان للإيواء، أن المركز يضم مدرستين: مدرسة عثمان بن عفان (132 وافدًا) ومدرسة أبو جابرة الثانوية للبنات (117 وافدًا)، وأن هناك وافدين جدد لم يكن هناك فصولٌ شاغرة لاستيعابهم، مشيرًا إلى أن المساعدات الإنسانية من المنظمات تصلهم بشكل متقطع، ولكن المساعدات ضعيفة في ظل حاجة ماسة لها.

أزمة المياه

وبالنسبة للخدمات الأساسية، يقول علي، إن هناك أزمة حادة في إمدادات المياه في مراكز الإيواء، مما دفعهم إلى نقل المياه من الأحياء المجاورة. ويطالب هذا المواطن بتوفير مياه الشرب ومأوى للأسر المقيمة حاليًا في المركز، مشيرًا إلى وجود مرضى يعانون من أمراض مزمنة.

من جانبها، تشكو جيهان خليل، التي تقيم في أحد المراكز بالدويم، من عدم وجود حمامات في المدرسة، وتصف السور الذي يحيط بالمدرسة بأنه غير مناسب للعيش، مشيرة إلى صعوبة الحصول على الدواء لأختها المريضة بالسكري بسبب ندرة الدواء وارتفاع أسعاره.

وأضافت أنها استلمت مساعدات من الهلال الأحمر السوداني تتضمن جوال دقيق وبعض الزيت والعدس، ولكن بعض الضروريات غير متوفرة ولا يوجد مصدر للدخل للنازحين.

نازحون في ولاية النيل الأبيض
تقيم أعداد كبيرة من النازحين بولاية النيل الأبيض في مراكز إيواء بالمدارس لارتفاع أسعار الإيجارات

أما محمد عجبنا، المقيم في مركز إيواء أبوبكر الصديق بالدويم، والوافد من ولاية الخرطوم، فيقول إن المدرسة غير مهيأة للسكن، ويواجهون أزمة في إمدادات المياه، وأن السلطات المحلية اضطرتهم لاتخاذ بعض الإجراءات للإقامة في المدرسة.

تهريب المرضى

ويصف حمزة يس، مشرف مدرسة محمد أحمد بنين، الوضع داخل مراكز الإيواء بأنه كارثي، خاصة في فصلي الشتاء والخريف، مشيرًا إلى أن الجهود الشعبية نجحت في صيانة التيار الكهربائي، وأنهم يعملون على صيانة مجرى المياه في المستقبل.

وفي حديثه مع "الترا سودان"، يقول يس إنهم بفضل الجهود الشعبية تمكنوا من صيانة التيار الكهربائي في المدرسة. وأضاف أنهم يواجهون صعوبات من بينها أزمة المياه، مما اضطرهم إلى نقلها من المنازل المجاورة. ولكن هذا المشرف بشر في حديثه لـ"الترا سودان"، بأنهم يعملون على صيانة مجرى المياه، وسيتم الانتهاء من العمل في المقبل الأيام.

وأضاف يس، أنه كان أمرًا ضروريًا تهريب أحد أقاربه المصاب بمرض السكري إلى جمهورية مصر، بسبب ندرة الأدوية لمرضى السكر وخشية فقدان حياتها.

يعاني النازحون من أوضاع مأساوية في مراكز الإيواء بالمدن الآمنة

ويعاني النازحون من أوضاع مأساوية في مراكز الإيواء بالمدن الآمنة التي تحتضن ما يزيد من ستة ملايين فروا من مانزلهم تاركين خلفهم ممتلكاتهم ومصادر دخلهم.

ومنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، غادر أكثر من (8.4) ملايين شخص منازلهم، حيث عبر حوالي المليونين الحدود إلى دول الجوار بحثًا عن الأمن، فيما نزح البقية داخل البلاد.