أعلن المتحدث باسم لجنة انسحاب أطباء مستشفى الحوادث ببورتسودان في ولاية البحر الأحمر الدكتور محمد الطيب عن تمسكهم بالانسحاب الكامل للطاقم الطبي من الحوادث. وقال إن الخطوة التصعيدية جاءت بعد اعتداء قوات نظامية على ثلاثة أطباء بالمستشفى.
لجنة الانسحاب لـ"الترا سودان": الخطوة التصعيدية جاءت بعد اعتداء قوات نظامية على ثلاثة أطباء بمستشفى الحوادث في بورتسودان
وكشف الطيب في حديثه لـ"الترا سودان" عن تفاصيل ما حدث داخل حوادث مستشفى بورتسودان قائلًا: "جاءت مريضة برفقة فرد من القوات النظامية ولاحظت أن المريضة لا تستطيع السير على قدميها وعند سؤالي عن السبب ذكرت أن لديها ألمًا في البطن". وأوضح الطيب أنه باشر عمله بقياس الضغط للمريضة وطلب منها تحريك يدها ورجلها إلى أعلى لتحديد المشكلة فاعترض المرافق على ذلك، وبدأت مشادات كلامية بينهما. وأضاف أنه غادر الغرفة وترك المريضة مع طبيب آخر. وتابع: "بعد لحظات غادر زميلي ليخبر القوات النظامية الحارسة للحوادث بأن هناك مرافق يعيق عملهم، وبعد حديث بين قوات الحراسة والمرافق تفاجأنا بوجود مجموعة مسلحة داخل المستشفى قامت بضرب الأطباء وخنقهم".
وفيما يتعلق بحالتهم الصحية، كشف الطيب عن وجود إصابة في الرأس بآلة حادة لطبيب نقل إلى مستشفى آخر وأجريت له عملية جراحية، مضيفًا أن هناك طبيبان حالتهما "مستقرة".
وكشف الطيب عن فتح عدد من البلاغات في قسم شرطة الأوسط ببورتسودان. وأردف: "حتى الآن لم يتم القبض على المعتدين".
وأشار المتحدث باسم لجنة انسحاب الأطباء إلى استمرارهم في التصعيد حتى تحقيق المطالب المتمثلة في إغلاق الباب الرئيسي وتحديد عدد المرافقين إلى جانب تفتيش السيارات ومحاسبة قوات الحراسة وتغييرهم وإلقاء القبض على المعتدين ومحاسبتهم.
وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء ولاية البحر الأحمر قد أعلنت في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان" عن الانسحاب الكامل لكل الأطباء من مستشفى حوادث بورتسودان حتى الاستجابة لمطالبهم.
وقال البيان إن سلامة الكادر الطبي بالمستشفيات تُعد "أولية قصوى" ولا يمكن بأي حال من الأحوال استمرار العمل تحت "تهديدات الاعتداء".
ووفقًا للبيان، فإن بعض أفراد المجموعة المعتدية على الأطباء بالحوادث كان يرتدي الزي العسكري.
فيما قال القيادي برابطة الأطباء الاشتراكيين "راش" الدكتور بندر نوري إن حالات الاعتداء على الأطباء ظلت تتكرر باستمرار بسبب "انهيار النظام الصحي وعدم توفر أبسط معينات العمل".
وشن نوري هجومًا شرسًا على القوات النظامية، واصفًا عملها بأنه "فوق القانون"، ولافتًا إلى أنهم يتمتعون بسلطات "مطلقة" وعدّ ذلك من إفرازات الوثيقة الدستورية "المعيبة" حسب وصفه.
قيادي برابطة الأطباء الاشتراكيين: قانون حماية الكوادر الصحية الذي صدر بواسطة الحكومة الانتقالية السابقة ظل "حبرًا على ورق"
وفيما يتعلق بتكرار الاعتداء على المستشفيات، قال نوري إن قانون حماية الكوادر الصحية الذي صدر بواسطة الحكومة الانتقالية السابقة ظلت بنوده "حبرًا على ورق" لعدم توفر آليات واضحة لتنفيذه.
وبصوت شديد اللهجة أدان القيادي في رابطة الأطباء الاشتراكيين "راش" الاعتداءات المتكررة على الأطباء، محمّلًا السلطات "كامل المسؤولية".