أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن وصول أول شحنة إغاثة غذائية إلى ولاية غرب دارفور.
وشهدت ولاية غرب دارفور هجمات لمجموعات قبلية مسلحة مدعومة من قوات الدعم السريع -بحسب تقارير لمنظمات إنسانية- أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المواطنين في استهداف على أساس إثني للمواطنين في الولاية.
تواجه المنظمات الإنسانية والجهود المحلية صعوبات كبيرة ومخاطر جمة في توصيل المساعدات والخدمات في مناطق الحرب
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي إيدي رو، إن برنامج الأغذية العالمي تمكن "لأول مرة" من إيصال مساعدات غذائية إلى ولاية غرب دارفور، حيث سافرت قافلة من خمس شاحنات تحمل (125) طنًا من السلع الغذائية من شرق تشاد إلى غرب دارفور، حيث تم تسليم مساعدات غذائية تكفي لمدة شهر لحوالي (15400) شخص في قرى "أديكونج" و"شكري" و"الجرابي".
التحدي الأكبر
ووصف رو في تصريحات صحفية أمس الجمعة، بيئة العمل في السودان بأنها "التحدي الأكبر" الذي واجهه في حياته المهنية، وقد عمل المدير القطري بالسودان في برنامج الأغذية العالمي لـ(30) عامًا حد قوله.
#SudanCrisis: WFP delivers first food assistance to West Darfur.
A convoy of five trucks carrying 125 tonnes of food commodities travelled from eastern Chad to West Darfur, where we delivered one month’s worth of food assistance to around 15,400 people.
— World Food Programme (@WFP) August 11, 2023
ويمر المواطنون في المناطق التي تشهد اشتباكات بين القوات المسلحة والدعم السريع بظروف في غاية التعقيد منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل المنصرم، حيث تنعدم المسارات الآمنة لإيصال الإغاثة للعالقين وسط المعارك التي تجري داخل المدن، في ظل انهيار اقتصادي وتوقف العديد من القطاعات الرسمية والأسواق والمصانع التي تتركز في العاصمة الخرطوم التي تشهد أعنف المعارك بين القوتين.
المجاعة في السودان
وكانت منظمة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذرت في تقرير حديث لها من أن شبح المجاعة يهدد حياة الملايين في السودان.
ووصف أحدث تقرير بشأن التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، الوضع في السودان بأنه "حرج"، حيث يواجه (14) مليون شخص "أزمة''، فيما يقف أكثر من ستة ملايين شخص في السودان الآن "على بعد خطوة واحدة" من المجاعة.
وعبر المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي عن أمله في أن يصبح الطريق الذي وصلت عبره المساعدات "ممرًا إنسانيًا منتظمًا للوصول إلى هذه العائلات في غرب دارفور"، ووصف الوضع في عموم دارفور وبالأخص غرب ووسط دارفور بأنه "كارثي".
نزوح ومخاطر
ونزح مئات الآلاف من ولايات إقليم دارفور لا سيما غرب دارفور التي شهدت معارك عنيفة وانتهاكات بحق المدنيين، ودمرت الاشتباكات المرافق الصحية في الإقليم ونهب المسلحون البنوك والأسواق، ولفت إيدي رو في تصريحاته التي نشرها الموقع الرسمي للبرنامج الأممي، إلى أن معظم من بقي في المناطق التي مرت بها قافلة الإغاثة كانوا من النساء والأطفال المعرضين للخطر الشديد والذين لم يفروا لأنهم "خائفون للغاية"، حيث يتشارك هؤلاء السكان ما لديهم من أكل مع الجيران ويبيعون ممتلكاتهم لمجرد شراء الطعام، وأضاف: "معظمهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم".
وقدم برنامج الأغذية العالمي منذ بدء الصراع بين الجيش والدعم السريع مساعدات غذائية وتغذوية طارئة إلى (1.6) مليون شخص في جميع أنحاء السودان. ويشمل ذلك الأشخاص المحاصرين وسط القتال في ولاية الخرطوم وكردفان وإقليم دارفور.
وتواجه المنظمات الإنسانية والجهود المحلية صعوبات كبيرة ومخاطر جمة في توصيل المساعدات والخدمات في مناطق الحرب، حيث لا تتوفر أي ممرات آمنة سوى في مرات نادرة وأثناء الهدن التي يتم الالتزام بها.
ممرات آمنة
وأشار المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي إيدي رو إلى أنهم يخططون لإرسال المزيد من "بعثات التقييم" إلى غرب دارفور من تشاد، والتفاوض بشأن الوصول إلى مناطق نائية أخرى في دارفور.
ودعا رو "جميع أطراف النزاع" إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وتمكين إيصال المساعدات بأمان، قائلًا إن "الملايين في السودان يعانون من الجوع المتزايد ويعيشون على حافة البقاء على قيد الحياة".
ونزح أكثر من أربعة ملايين شخص بسبب القتال الدائر في العاصمة وبعض المدن في كردفان ودارفور، كما ألحق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وتوقعت تقارير أن يواجه حوالي (15) مليون شخص في السودان أزمة غذائية في الفترة من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى شباط/فبراير 2024.