مرة أخرى أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء استمرار القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وما جاورها، وفي كافة أنحاء البلاد، مؤكدًا الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار لمنع وقوع المزيد من الفظائع، وحماية البنية التحتية الحيوية وتخفيف معاناة المدنيين.
حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس من أن الكابوس الإنساني في مدينة الفاشر يتفاقم على رأس كل ساعة
وبحسب منصة أخبار الأمم المتحدة، أشار نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في المؤتمر الصحفي اليومي إلى أن القرار رقم (2736) الذي تبناه مجلس الأمن الخميس الماضي يدعو إلى الوقف الفوري للقتال ووقف التصعيد في الفاشر ومحيطها، وقال إن وقف التصعيد قد يشكل الخطوة الأولى نحو إيجاد حل مستدام للصراع.
وأفاد في حديثه أن شدة الصراع تعيق إيصال المساعدات داعيًا إلى وقف القتال للسماح -من بين أمور أخرى- بدخول المساعدات، حد قوله.
وعن دور الأمم المتحدة في إقليم دارفور، قال فرحان إن الأمم المتحدة ليس لديها موظفو إغاثة دوليون حاليًا في الفاشر، مفيدًا بوجود موظفين أمميين في مدينة بورتسودان وأجزاء مختلفة من السودان، حيثما أمكن ذلك.
وفي سياق متصل، حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس من أن الكابوس الإنساني في مدينة الفاشر، يتفاقم على رأس كل ساعة، وفي منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي -قرأه نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة- أعرب غريفيثس عن أمله في أن يخفف قرار مجلس الأمن الصادر يوم أمس الخميس من معاناة المدنيين في الفاشر.
وشدد برنامج الأغذية العالمي في السودان على ضرورة توصيل الغذاء إلى المحتاجين قبل أن تحول الأمطار دون الوصول إلى المناطق النائية. وذكرت الوكالة الأممية أن قافلة تحمل مساعدات لنحو (160) ألف شخص عبرت إلى دارفور هذا الأسبوع قادمة من تشاد. وهي القافلة الثالثة التي تدخل البلاد عبر معبر الطينة الحدودي خلال الشهرين الماضيين، وهذه المساعدة موجهة إلى وسط وشرق وغرب دارفور.
وجدير بالذكر أنه وسط التحذيرات الأممية شديدة اللهجة والتي تنذر بحدث مجاعة وشيكة في السودان، تستبعد الحكومة السودانية هذا الاحتمال، بحيث أكد وزير المالية والتخطيط جبريل إبراهيم، أن السودان لديه ما يكفي من الحبوب الغذائية، مشيرًا إلى أن التقارير التي تتحدث عن وجود مجاعة غير صحيحة، وقال إن الأزمة تكمن في كيفية إيصال الغذاء إلى المدنيين في عدة مناطق بسبب الحرب.
وفي السياق، عمليات توزيع المواد الغذائية جارية لأكثر من (50) ألف شخص في جنوب دارفور، وما يقدر بنحو (200) ألف شخص في ولاية الجزيرة، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وأوضح البرنامج أن هذه هي أولى عمليات توزيع المساعدات في ولاية الجزيرة منذ كانون الأول/ ديسمبر عندما امتد الصراع إلى مدينة ود مدني، عاصمة الولاية التي تعد بمثابة سلة غذاء للسودان.
وكان السودان قد انزلق في الحرب منذ منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي، وبحسب إحصائيات لمنظمة الهجرة الدولية فر ما يقارب الـ (10) ملايين من منازلهم بسبب الصراع، في أزمة غير مسبوقة، صنفتها المنظمة على أنها أسوأ أزمة نزوح في العالم.