ذكرت وسائل إعلام أفريقية أن مئات المهاجرين غير النظاميين عالقون بين ليبيا وتونس، بينهم (12) سودانيًا بعد أن أبعدتهم تونس إلى الحدود مع ليبيا.
وتواجه تونس أزمة تكدس اللاجئين من دول أفريقية ينوون الدخول إلى أوروبا عبر هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا بالإبحار عبر المتوسط سرًا.
باحث في قضايا الهجرة: الحرب قد تزيد أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا وتونس إلى عشرات الآلاف في الأشهر القادمة
وتقول الحكومة التونسية إنها لا تريد أن تكون محطة لتكدس اللاجئين، وخلال عام قامت بترحيل المئات إلى بلدانهم، فيما يقول الاتحاد الأوروبي إنه قد يقدم مساعدات تقنية إلى تونس لمكافحة الهجرات غير النظامية.
وعلق حذيفة كمال الباحث في قضايا الهجرة على أزمة اللاجئين السودانيين في الحدود بين ليبيا وتونس بالقول إن "الحرب قد تزيد أعداد اللاجئين السودانيين في ليبيا وتونس إلى عشرات الآلاف في الأشهر القادمة".
وقال كمال لـ"الترا سودان" إن مئات الآلاف من السودانيين الذين فروا من القتال بين الجيش والدعم السريع إلى دول الجوار قد يجدون صعوبة في الوضع المعيشي في تلك البلدان، وسيقررون في الغالب الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، خاصة مع وجود نماذج تمكنت من الوصول.
ودفعت الحرب نحو ربع مليون سوداني للجوء إلى مصر، وأغلبهم يواجهون مشكلة انعدام فرص العمل هناك وصعوبة تدبير نفقات الإعاشة والسكن.
قال المعز (25 عامًا) لـ"الترا سودان": "أنهيت الدراسة الجامعية قبل عام ووصلت إلى مصر بعد الحرب رفقة عائلتي؛ لا يوجد هنا ما تفعله ولا يمكن أن تتقدم للحصول على عمل. لا بديل سوى التفكير في الهجرة إلى أوروبا بأي ثمن".
ومع ارتفاع رغبة السودانيين في التوجه إلى مصر هربًا من النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع، وضعف البنية التحتية بالولايات السودانية، زادت أسعار المساكن في العاصمة المصرية بشكل ملحوظ، وقفز إيجار شقة سكنية من (200) دولار إلى (400) دولار في الأحياء الشعبية.
وذكرت نعمة وهي موظفة في شركة سودانية في العاصمة الخرطوم لـ"الترا سودان" أن الوضع في مصر قد يجنبك الحرب والقتل والدمار، لكن لا يمكن أن تتجنب حاجتك إلى العمل وضمان الدخل المالي، وقد تستغرق وقتًا في التفكير ولن تجد الحل لأن جميع الأبواب مسدودة.
وتقول هذه السيدة إن الحل قد يكون في الهجرة إلى أوروبا إذا لم تتوقف الحرب في السودان.
يرى حذيفة كمال أن العالم لا يريد تقديم يد العون للفارين من جحيم الحرب، لكن إذا لم تساعد الشعوب على بناء الديمقراطيات والتنمية في أوطانهم سيطرقون أبوابك بحثًا عنها.