27-يوليو-2023
أطفال يأكلون من إناء

قالت "اليونيسيف" إن أكثر من 1.7 مليون طفل نزحوا جراء الحرب (Getty)

يواجه (19) مليون شخص خطر انعدام الغذاء في السودان بسبب النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع، في وقت تشكو فيه وكالات الأمم المتحدة من عدم وجود ضمانات أمنية لنقل المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع المسلح.

قال مسؤول في برنامج الغذاء العالمي لـ"الترا سودان إنه لا بد من ضمانات أمنية وممرات آمنة وتنسيق محكم مع طرفي النزاع لإيصال المساعدات الإنسانية

وقال المسؤول في برنامج الغذاء العالمي بالأمم المتحدة بمكتب ولاية الجزيرة في حديث إلى "الترا سودان" إن برنامج الغداء العالمي أوصل قوافل الإغاثة إلى بعض أحياء العاصمة الخرطوم خاصةً في مناطق "أمبدة" في أم درمان، لكن لتشمل المساعدات جميع الأحياء لا بد من وجود ضمانات أمنية وممرات آمنة وتنسيق محكم مع طرفي النزاع – وفقًا لهذا المسؤول الأممي.

وقال المسؤول الأممي طالبًا عدم ذكر اسمه إن برنامج الغذاء العالمي يوزع المساعدات الإنسانية مع الشركاء الآخرين في ولاية الجزيرة. وأكمل أن التوزيع شمل أربع محليات في مدينة "ود مدني" التي تستضيف أكثر من مليون شخص جاؤوا من الخرطوم.

وزارت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي مكين منطقة اللاجئين السودانيين في دولة تشاد قبل أسبوعين، وقالت إن على المجتمع الدولي أن يوفر (13) مليون دولار شهريًا للإغاثة، وألمحت إلى وجود صعوبات في تمويل العمليات الإنسانية.

https://t.me/ultrasudan

وتضاعفت أسعار السلع الاستهلاكية في السودان أربع مرات منذ بداية الصراع المسلح في نيسان/أبريل الماضي بسبب القتال في العاصمة الخرطوم ما أدى إلى توقف الحياة الاقتصادية وعدم حصول العاملين في القطاع الحكومي على الأجور منذ ثلاثة أشهر.

وقال علي الحاج وهو خبير في المجال الإنساني وعمل مستشارًا للعديد من المنظمات الدولية – قال إن مشكلة الإغاثة في السودان تكمن في نقص التمويل الدولي وعدم قدرة المجتمع الدولي على الضغط فيما يتعلق بالممرات الآمنة.

وأوضح الحاج في حديثه إلى "الترا سودان" أن تعلل مسؤولة في الأمم المتحدة بالضمانات الأمنية لعدم توزيع المساعدات الإنسانية يعني أن الأمم المتحدة عاجزة عن فعل شيء في السودان، وأصبحت "تجأر بالشكوى".

ويرى الحاج أن السودانيين لا يتوقفون كثيرًا عند محطة المساعدات الإنسانية وأنهم لا يحبون الانتظار أو إحساس التسول، لكن مع ذلك فإن الوضع الإنساني والاقتصادي "يفوق طاقة تحملهم" ولا يمكن لشخص يجلس في منزله في مدينة بعيدة عن الحرب ولا يحصل على راتبه لثلاثة أشهر بينما لا يملك مصدرًا آخر للدخل – يقول الحاج.

مطبخ في أحد أحياء الخرطوم
لجأ متطوعون إلى تنظيم مطابخ في أحياء الخرطوم لتخفيف معاناة المواطنين من الحرب (Getty)

وقال الحاج في حديثه إلى "الترا سودان" إن التدخلات في الولايات التي تأوي النازحين يجب أن تشمل بناء مشاريع مستدامة لتطوير سبل كسب العيش، لافتًا إلى أهمية أن يطور المجتمع الدولي من أدواته الاقتصادية في هذا الصدد.

ويرى الحاج أن المشكلة التي تواجه السودانيين حاليًا هي عدم وجود استعداد دولي لضخ أموال في شرايين الاقتصاد لإقامة مشاريع "مستدامة وتنموية". وعزى ذلك إلى أن الدول لا تتدخل بهذه الطريقة في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، لعدم وجود مؤسسات حكومية "فاعلة وموثوق فيها" – على حد قوله.