نجم الدين علي حامد الملقب بـ"جون"، مواليد 1997 في مدينة الفاشر، ناشط في المجال العام، ومشارك في مبادرات كثيرة، مثل مبادرة نفير ولاية شمال دارفور، خريج كلية التربية جامعة القرآن الكريم، وعضو الحركة الشعبية لتحرير السودان. من مؤسسي مبادرة دعم الحركة الثقافية والفكرية، ومسؤول الجانب الإعلامي للمبادرة، حيث جمع معظم كتب المبادرة.
محمد علي: الهدف من المبادرة مساعدة الشباب، للتخلص من التشوهات الفكرية التي نتجت جراء الحرب
نموذج السودان الكامل
يمكن تشبيه مجتمع كادوقلي، بالسودان الكامل، من حيث حسن التعامل والبشاشة، لكن الحكومات المتعاقبة على الحكم، فشلت في إدارة التنوع والتعدد، لذلك فشل السودان في التوحد، وعاشت كادوقلي ظروفًا صعبة، جراء استمرار أمد الحرب.
وفي هذا الصدد، يشير عضو مبادرة دعم الحركة الثقافية والفكرية، محمد علي، للعمل من إيصال الرسائل الإيجابية، في الذكرى الثانية للمعرض. مؤكداً وجود قبول من المجتمع، الباحث عن السلام والحرية، والحكومات المدنية التي تعمل على حمايتهم. ويواصل: "مجتمع كادوقلي، منفتح، والهدف من المبادرة مساعدة الشباب، للتخلص من التشوهات الفكرية، التي نتجت جراء الحرب".
ويمضي بقوله: "عن طريق الثقافة، يمكن أن نصنع إنسانًا متسامحًا، يمكنه التخلص من القهر التاريخي، كما إن الهدف من إنشاء المبادرة هو إنشاء مكتبات ثقافية عامة، لنشر الثقافة والوعي، وإطلاع المجتمع على الثقافات المتنوعة، وتعزيز دور الفنانين في عملية التغيير، وإنشاء بيئة خصبة بين المجتمعات".
على قدر حلمك تتسع الأرض
يمر السودان بعد ثورة ديسمبر المجيدة بالكثير من التحولات، ساعيًا لتحقيق شعارات الثورة الذكية وهي شعار ثورة الوعي، من أجل مجتمعات مستعدة للتحول من ساحات المقاومة إلى فضاءات التنمية.
وفي هذا السياق، يقول العضو المؤسس لدعم مبادرة الحركة الثقافية والفكرية، ماهر محمد محمود، إن الرهان على الوعي والمعرفة، من أجل ترسيخ الثقافة وأدواتها، لخلق إنسان معافى قادر أن يقود نفسه، ومجتمعه، إلى آفاق الحرية والسلام والعدالة والازدهار.
وأردف ماهر بالقول: "تقيم مبادرة دعم الحركة الثقافية والفكرية بمدينة كادوقلي، معرض الكتاب السنوي من كل عام، بالتعاون مع كل الأجسام الثقافية الفاعلة ودور النشر".
واستطرد في الحديث: "نعمل من أجل بناء الإنسان الذي يبني الأوطان، وتسليحه بالمعرفة التي تحمي المستقبل، وتحمي الثقافات من الاندثار".
ويمضي قائلاً: "نسعى كشباب لقيادة المجتمعات، التي تعاني من الأزمات السياسية والثقافية والاقتصادية، إلى منابر الحوار والتفاكر السلمي، المستند على ثقافة السلام، والتسامح وقبول الآخر‘ واحترام التنوع".
مؤكدًا سعيهم للتخلص من رواسب الماضي المليء بالظلم والتهميش والاستعلاء، وذلك عن طريق العمل الدؤوب، الذي تشارك فيه قطاعات المجتمع المدني، من أجل رفع المجتمعات وتحويلها لشريكة أصيلة في التغيير. على حد وصفه.
وأوضح ماهر، إن البرنامج المصاحب يحتوي على عروض المسرح، والغناء، والشعر، والرقصات الشعبية، والقراءات النقدية، والرسوم الجدارية، بجانب تأبين الشهيد نجم الدين علي حامد، كواحد من أعلام المبادرة.
في ذكرى جون.. حركة ثقافية مستمرة
قرر الناشطين في جنوب كردفان، إقامة معرض كتاب، وأنشطة ثقافية مصاحبة للمعرض، واعتبار يوم السادس من حزيران/يونيو لتجدد الحرب في المنطقة، لذلك جاءت الأنشطة الثقافية لتحتل مساحة من ذاكرة إنسان كادوقلي، المليئة بالحرب، لترسيخ فكرة المعرض في هذا التاريخ.
وبحسب مصدر تحدث لـ"الترا سودان"، غرق جون في شلال كلبي في جنوب كردفان. وتروي لـ"الترا سودان" تفاصيل الحادثة بقولها: "إن مجموعة من الشباب تلقوا دعوة من وزيرة الثقافة بجنوب كردفان، للشلال الساعة الرابعة لجميع شباب المبادرة، وبعد الوصول لموقع الشلال، انقسم الشباب إلى فريق اتجه للعوم وآخر لتبادل الأحاديث والتقاط الصور".
وأكمل تفاصيل الواقعة، بإن نجم الدين، لم يكن يجيد العوم، في حين كان الشلال غريقًا، ودخل إلى منتصف الشلال، حيث يتواجد حجر بارز، عندما نزل من الحجر للداخل، استغرق ثلاثة دقائق داخل الماء، حينها انتبه أحد الشباب أن جون لا يظهر وسط الشباب العائمين في الماء، وبدأت عمليات البحث عن جون، وقتها استقر جون داخل قاع الشلال.
وقال: "حتى شباب المنطقة الذين يمتلكون مهارات بسيطة في السباحة لم يصلوا لهذا العمق". مضيفةً: "جاء شخص من أهالي الحي، ماهر في السباحة، ودخل للقاع وأشار إلى مكان تواجد جون، ليخرج وهو مفارق للحياة، في فترة زمنية استغرقت حوالي ربع الساعة فقط".
ماهر: نسعى للتخلص من رواسب الماضي المليء بالظلم والتهميش والاستعلاء، وذلك عن طريق العمل الدؤوب الذي تشارك فيه قطاعات المجتمع المدني
وعن ذكرى جون، قال المصدر، سنعرض الكتب، دون وجود جهة معينة، إنما نذهب لدور النشر ونشرح لهم الفكرة، للمشاركة في المعرض دون مقابل.
مع تجدد الأحزان لإنسان كادوقلي وجنوب كردفان، المرهق من استنزاف الحرب، وسيرة الموت، يأتي المعرض الثقافي ليفتح آفاقًا جديدة نحو المستقبل، في إشارة إلى ماهية الثقافة والقراءة، لمحو الألم، ودعم التعايش السلمي، ونشر ثقافة السلام.