نعى كتاب وأدباء وسياسيون سودانيون الخبير القانوني والشاعر والكاتب السوداني الدكتور كمال الجزولي الذي توفي في العاصمة المصرية القاهرة مساء أمس الأحد.
نعى كتاب وأدباء وسياسيون سودانيون القانوني والشاعر والكاتب السوداني كمال الجزولي الذي وافته المنية في القاهرة
لكمال الجزولي العديد من الإسهامات الشعرية المطبوعة، منها: "أم درمان تأتى في قطار الثامنة"، و"طبلان وإحدى وعشرون طلقة لـ 19 يوليو"، و"عزيف الريح خلف بوابة صدئة". كما له مؤلفات عديدة من بينهما: "الشيوعيون السودانيون والديموقراطية"، و"الحقيقة في دارفور"، و"النزاع بين حكومة السودان والمحكمة الجنائية الدولية"، بالإضافة إلى مئات البحوث والدراسات والمقالات في الأدب والقانون والتاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، منشورة في عدد من الدوريات المتخصصة والمجلات والصحف الورقية والإلكترونية داخل السودان وخارجه.
ولد كمال الجزولي في نيسان/أبريل 1947 في أم درمان. وهو إلى جانب أنه أحد ألمع الخبراء القانونيين في السودان ناشط حقوقي وعضو مؤسس بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان، كما أنه عضو مؤسس بالمرصد السوداني لحقوق الإنسان.
نعت نقابة الصحفيين السودانيين كمال الجزولي، وقالت في بيان لها إنها إذ تنعاه "إنما تنعى ذهنًا متقدًا حاضرًا وفارسًا تعرفه صفحات الجرائد، ومدافعًا شرسًا عن الصحفيين والصحفيات خَبِرته قاعات المحاكم وعرفت صولاته وجولاته فيها، وخَبِرته السجون منافحًا ومناهضًا للدكتاتوريات".
وأشار بيان النقابة إلى دعم الجزولي للنقابة وتقديمه ورقة "العدالة الانتقالية" ضمن ندوة قضايا العدالة الانتقالية في آذار/مارس الماضي، لافتًا إلى أنه "حقل يُعد فيه [الجزولي] من الخبراء القلائل بالبلاد".
أما البروفيسور عبدالله علي إبراهيم فقد كتب ناعيًا كمال الجزولي تحت عنوان: "كمال الجزولي: ماتت شمس". وعرض على مكالمة جمعتهما قبيل وفاة الأخير، قال عبدالله علي إبراهيم إن كمال الجزولي كان خلالها "في صحوه وحسه الفكاهي".
وقال عمر عشاري عن كمال الجزولي إنه "إنسان ثقافته لا تمل، وافر الحكايا، مفعم بالتاريخ والتفاصيل ومحبة السودان". وتحسر عشاري على أن الجزولي سيدفن في مصر وليس السودان "البلد الذي أحبه كمال الجزولي، وكان بارًا به، ولا أظنه كان في أسوأ كوابيسه يظن أن يقبر بعيدًا من الأرض التي أحبها وناضل من أجل خيرها وتقدمها".
الدكتور محمد جلال هاشم وصف كمال الجزولي بالشقيق الأكبر، وقال عنه إنه كاتب وشاعر وسياسي وقانوني. وأعرب عن حزنه على وفاة الجزولي في منشور مقتضب على صفحته على "فيسبوك".
وفي وداع كمال الجزولي، كتب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير منشورًا مطولًا على صفحته الرسمية على "فيسبوك". وقال عنه إنه كان "مثقفًا حرًا قبل أن يكون فاعلًا سياسيًا، لكنه لم يباعد المسافة بين المَوقِعَيْن.. وردم الفجوة بين الرأي والموقف وبين الثقافة والسياسة". وعرض الدقير على رفقتهما بسجن "دَبَكْ" أيام انتفاضة أبريل المجيدة، ولاحقًا في سجون النظام البائد في "كوبر" و"سواكن" و"بورتسودان".
وقال أحد قراء الجزولي إنه تعرف عليه من خلال "رزنامته الأسبوعية" منذ ثلاثة أعوام. ووصف الفقيد بأنه "أحد أركان الصحافة والثقافة والسياسة والأدب والفكر" في البلاد.
أما الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبدالمحمود أبّو فقد نعى الفقيد كمال الجزولي، قائلًا إنه "كان من بيئة أنصارية واختار طريقًا آخر وفق قناعاته، لكنه ظل يفتخر بجذوره الأنصارية وجدانًا ومظهرًا، وظلت علاقاته الاجتماعية منسجمة مع جذوره". وأضاف أبّو في نعيه: "كان الراحل وطنيًا صادقًا، دافع عن الحقوق والحريات للجميع، وكان ضمن المحامين الذين دافعوا عن قيادات هيئة شؤون الأنصار الذين قدموا لمحاكمات في عهد نظام الإنقاذ".
كان كمال الجزولي كاتبًا راتبًا في الصحف اليومية، واشتهر برزنامته الأسبوعية. وله مقالات في العديد من المواقع الإلكترونية في شتى ضروب الفكر والسياسة والثقافة والقانون.