سجلت أسعار خراف الأضاحي في مدينتي بورتسودان بولاية البحر الأحمر ومدينة عطبرة بولاية نهر النيل، الواقعتين تحت سيطرة الجيش ما بين (220) ألف و(180) ألف جنيه على مواقع التواصل، حيث يستغل متداولون هذه المواقع لبيعها بأسعار مخفضة.
مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، أصبح الإعلان عن الأسعار ومواقع البيع رائجًا في هذه الشبكات
ومع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، أصبح الإعلان عن الأسعار ومواقع البيع رائجًا في هذه الشبكات، ومدعومة بالصور التي توضح أحجام الخراف وأشكالها. وفي الوقت ذاته، تضمن هذه الشبكات توزيعًا أفضل وأسرع للأضاحي، بمعزل عن المنصرفات العالية في الأسواق، بجانب التكاليف الأخرى.
وللعام الثاني على التوالي سيضطر ملايين النازحين إلى البقاء في الولايات للاحتفال بعيد الأضحى وهم يواجهون وضعاً اقتصادياً يصفه متطوعون في الغرف الإنسانية بالمزرية.
في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل الواقعة على بعد (400) كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم، عرض تجار على مواقع التواصل الأضاحي بأسعار تتراوح بين (250) و(220) ألف جنيه. وتأثرت الأسعار بارتفاع سعر الصرف والأزمة الاقتصادية وتقلص المراعي بسبب الحرب، ولكن البيع على مواقع التواصل يضمن للتجار المحليين الاحتفاظ بأسعار أقل من السوق الرسمية في زرائب المدينة.
وتتراوح الأسعار في الزرائب والأسواق الرسمية في العديد من الولايات بين (300) و(400) ألف جنيه للخروف المتوسط، وتصل إلى (500) في الحد الأعلى. أما أسعار العجول فتراوحت بين (600) و(700) ألف جنيه سوداني. ولكن تضمن مواقع التواصل منافسة أفضل لصغار التجار والشباب الذين يستغلون موسم الأعياد للبدء في استثمارات صغيرة تتضمن بيع المواشي بأسعار تنافسية عقب تربيتها في المنازل دون التعرض لتكاليف الترحيل والمعيشة التي يدفعها كبار التجار الذين يجلبون الخراف من البوادي والفرقان متحملين تكاليف ورسوم عالية تفرضها السلطات بين الولايات.
ويقول محمد سليمان من مدينة عطبرة لـ"الترا سودان" إن أسعار الأضاحي فلكية، ولا يمكن شراء خروف بسعر (250) ألف للغالبية الذين لا يعملون ولا يملكون مداخيل مالية. مشيراً إلى أن بعض المتطوعين يعملون على جمع الأموال لتوزيع الأضاحي في عطبرة ومدن الولاية نتيجة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه غالبية النازحين، بما في ذلك مواطني الولاية.
وتعد مناطق كردفان والجزيرة ودارفور من المواقع التي المعروفة بإنتاج الثروة الحيوانية في السودان، وتقع غالبيتها في نطاق المعارك العسكرية وطرق غير آمنة تمنع وصول الماشية إلى موانئ التصدير أو الأسواق المحلية.
أما في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر اقتصر البيع في الأسواق الواقعة وسط المدينة، ولا تزال حركة البيع أقل من المتوسط، وفق ما يقول المواطن أحمد البشرى، عازياً ذلك إلى رغبة المواطنين في انتظار اليومين الأخيرين قبل العيد لاعتقادهم أن الأسعار قد تنخفض.
ويقول البشرى لـ"الترا سودان" إن الأسعار تبدأ من (200) ألف جنيه وتصل إلى (250) ألف جنيه، ولم تكن الأرقام مفاجئة نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة في الأشهر الأخيرة.
وأضاف: "ربما لن يتمكن العديد من المواطنين من شراء الأضاحي هذا العام لكن بشكل أو بآخر يحصلون على المساعدات من الأفراد أو المنظمات الطوعية أو المجتمعات التكافلية".
وأضاف: "المشكلة أن الحكومة تركت الناس يواجهون وضعًا معيشيًا من الصعب تدبيره منذ اندلاع الحرب، فليس المطلوب منها شراء الأضاحي للناس لكن عليها أن تتوقف من فرض الرسوم على تجار الماشية في المعابر البرية".
وقال أحمد البشرى إن تكلفة النقل والرسوم الحكومية وشح الوقود انعكست على أسعار الأضاحي هذا العام، لأن الأسعار العام الماضي كانت في حدود (100) ألف جنيه للأحجام الكبيرة و(50 ) ألف جنيه للأحجام الصغيرة.