أعلن عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني صالح محمود أن العملية السياسية التي ستنتج الحكومة الجديدة ستواجه برفض جماهيري، وقد تحدث مجازر دموية وأعمال عنف ترتقي إلى الجرائم ضد الإنسانية – على حد قوله.
قال الحزب الشيوعي إن تشكيل الحكومة من شأنه أن يولد موجة جديدة من العنف في السودان
واتهم صالح محمود في مؤتمر صحفي عقده الحزب الشيوعي اليوم الأربعاء الحكومات السودانية منذ الاستقلال وحتى اليوم بقتل الشعب السوداني في إقليم دارفور وكردفان والشمال وشرقي السودان. وأضاف أن الفقراء يأكلون من النفايات، بينما تشتري الحكومة الأسلحة والمدرعات لتجوب الشوارع وتلاحق المتظاهرين السلميين.
ولفت عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صالح محمود إلى وجود (13) تنظيمًا مسلحًا يصرفون من الخزينة العامة، فيما لم يشهد السودان في هذه الفترة "الحرجة" سوى عمليات النهب التي طالت مقرات الأمم المتحدة في الفاشر ومقرات "اليوناميد" التي تقدر بمليارات الدولارات – بحسب قوله.
وقال صالح محمود إن الحزب الشيوعي ليس ضد المجتمع الدولي، داعيًا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس إلى الالتزام بالتفويض الممنوح له بالمساعدة على التحول الديمقراطي وعدم فرض الوصاية على السودانيين.
وتوقع صالح محمود مع اقتراب الإعلان عن الحكومة الجديدة موجة جديدة من العنف والتصعيد الجماهيري وأن تحدث مجازر وربما جرائم أخرى، داعيًا السودانيين إلى الخروج والتظاهر ورفض الحكومة الجديدة.
وقال محمود إن من أسماها "قوى الهبوط الناعم" لا تمثل الشعب السوداني، وأنهم أبلغوا فولكر بيرتس بالتوقف عن ممارساته وألا يسمع صوت الهبوط الناعم ولا يتجه إلى إعلان حكومة "لا مستقبل لها" – بحسب تعبيره.
وحمّل صالح محمود المسؤولية لفولكر والآلية الثلاثية والرباعية والحلفاء في الداخل، ولفت إلى أنه عقد لقاءً مع المبعوثين الستة الذين زاروا السودان في شباط/فبراير الماضي، وقال إنهم تحدثوا عن عدم وجود وقت وضرورة تشكيل حكومة مدنية بسرعة حتى تتمكن دولهم من التعامل معها لأنها لا تتعامل مع أنظمة عسكرية حسب قوانين برلماناتهم.
وأبان صالح محمود أن الحكومة الجديدة "المزيفة" تسمح للغربيين بمنافسة الصين وروسيا في موارد السودان لتأتي الشركات الرأسمالية وبيوت التمويل الأجنبية – على حد قوله.
وقال صالح إن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا متشبثة بالسلطة لحماية مصالحها من خلال الجلوس في سلطة المركز. وأردف: "الجماعات المسلحة أو الأطراف المسلحة تخشى من المواجهات العسكرية لأنها تؤثر على الاستثمارات والأموال والمصارف التي يملكونها، والشعب السوداني لن يخضع للابتزاز والتخويف بالحرب بواسطة ملاك جبال الذهب".
وذكر صالح محمود أن القبائل التي تعرضت للانتهاكات في إقليم دارفور بدأت موجة جديدة من التسليح.
وزاد صالح محمود أن الحزب الشيوعي حقق "نتائج كبيرة" في موقع المعارضة بهزيمة الانقلاب ومنعه من تكوين حكومته منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021. وأردف: "أي حكومة تقوم على هذا النهج مصيرها الفشل".
ووصف الحديث عن أن معارضتهم قريبة من المؤتمر الوطني بـ"الابتزاز"، قائلًا إنهم مع الشعب السوداني لتحقيق مطالب الجماهير المضمنة في مواثيق الثورة. وتابع: "المؤتمر الوطني لو فكوهو في الشارع حيدافع عن شنو تاني؟ مافي شخص بصدقهم، وهذا الحديث لا قيمة له".
وقال إن المؤتمر الوطني لا يمكن أن يكون في خط مواز مع الحزب الشيوعي وأنه لا مصلحة لهم في الترتيبات الجارية، واصفًا المؤتمر الوطني بأنه "حزب فاشي لا يؤمن بالديمقراطية" ومسؤول عن ارتكاب جريمة الإبادة مثل هتلر وموسوليني، وقتلوا المجموعات الأفريقية في إقليم دارفور – على حد قوله. وتابع: "المؤتمر الوطني قتل مليون شخص وحرق (15) ألف قرية ونزح بسببه مليونا شخص".