كشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، عن عملية قصف بالبراميل المتفجرة قام بها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور.
آدم رجال: القصف أسفر عن إصابة أربعة أطفال بجروح خطيرة
وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال، إن الطيران الحربي قصف مساء الأحد الموافق 4 آب/أغسطس 2024، مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، حيث قام بإسقاط قذيفتين من البراميل المتفجرة داخل المخيم.
وأفاد رجال بأن القصف أسفر عن إصابة أربعة أطفال بجروح خطيرة، بالإضافة إلى تدمير أكثر من (20) منزلًا حول مواقع الحدث وسط النازحين.
ولفت الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين بأن إحدى القذائف البرميلية لم تنفجر، ولكن دمرت في نفس الوقت أربعة منازل، مما أدى إلى حالة من الخوف والهلع وسط النازحين في المخيم، خوفاً من الانفجار المتوقع للقذيفة التي لم تنفجر بعد.
وقال في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، إن "استهداف النازحين العزل داخل المخيمات بالقنابل والمتفجرات يعد جريمة حرب، وعمل متعمد وجبان لا يوجد له أي مبرر"، بحسب تعبيره.
وأدانت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين الحادثة التي وصفتها بـ"الجريمة النكراء ضد النازحين في المخيمات"، مناشدة بتفعيل حظر السلاح والطيران في إقليم دارفور.
غرفة طوارئ زمزم أكدت قصف الطيران الحربي للمخيم، وأوضحت غرفة الطوارئ أن الغارة كانت في تمام الساعة (11) بالتوقيت المحلي. وقالت إن الغارات الجوية أثارت حفيظة المواطنين.
ونددت الغرفة بالغارات الجوية، وقالت إن مخيم زمزم يقطن فيه نازحون أبرياء عزل لا علاقة لهم بما يجري في البلاد. وناشدت في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، السلطات الحكومية والعسكرية بالعمل على إزالة قذيفتين لم تنفجرا وإبعادهما من المخيم.
من جانبها أدانت قوات الدعم السريع الغارة الجوية التي وصفتها بـ"البشعة". وقالت في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن عمليات القصف الممنهجة التي تعرض لها معسكر زمزم تمثل تحديًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني. ودعت المجتمع الدولي والمهتمين بالشأن الإنساني، لوضع حدّ لما أسمتها بـ"جرائم الطيران الحربي"، وإدانة السلوك الذي وصفته بـ"البربري".
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي كان قد أعلن حالة المجاعة في معسكر زمزم للنازحين الذي يقع بالقرب من مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أشهر. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت عن عن احتجاز هذه القوات لشاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى المعسكر، وعلى خلفية ذلك اتهمت السلطات السودانية قوات الدعم السريع بالتسبب في المجاعة المعلنة.
وتمر شمال دارفور وعاصمتها الفاشر بأوضاع إنسانيةً قاسية جراء استمرار المعارك بين القوات المسلحة والقوات المشتركة من جهة ضد قوات الدعم السريع التي تهاجم المدينة منذ أيار/مايو الماضي.
وكان المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم الخاطر صرح لـ"الترا سودان" أن القصف المدفعي أدى إلى مقتل (300) من المدنيين وإصابة (2500) شخص. فيما تتهم تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الدعم السريع بالوقوف وراء القصف المدفعي واستهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين.
ونزح ما لايقل عن (200) ألف شخص من الفاشر جراء العمليات العسكرية واشتداد القصف المدفعي على الأحياء السكنية كما تقلصت الأنشطة التجارية وارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بشكل ملحوظ.