20-مايو-2024
طيران حربي

أكد المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريلو أن الولايات المتحدة الأميركية ستدعم أي مبادرة محلية أو دولية لوقف القتال في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور للسماح للمدنيين باستئناف حياتهم.

وتجدد القصف المدفعي على بعض أحياء مدينة الفاشر اليوم الإثنين وفق ما ذكر شهود عيان أكدوا وجود خطورة على حياة المدنيين جراء القذائف التي سقطت في مناطق مأهولة بالسكان.

مقتل سبعة في سوق الفاشر الكبير جراء قصف للدعم السريع

ونقل شهود عيان لـ"الترا سودان" أن الدعم السريع قامت بقصف أحياء "أم مكركا" وسوق "أم دفسو" ومحيط رئاسة شرطة الفاشر، والأحياء الشمالية الواقعة قرب قيادة الفرقة السادسة مشاة.

وقال أحمد أبوبكر في حديث لـ"الترا سودان" إن القصف المدفعي للدعم السريع طال مناطق مخيم "أبو شوك" للنازحين، وهناك معلومات عن سقوط قتلى وسط المدنيين في المخيم ُيرجح أن عددهم أكثر من خمسة مدنيين.

لجان المقاومة بمدينة الفاشر أكدت مقتل سبعة وإصابة آخرين جراء القصف المدفعي على السوق الكبير بمدينة الفاشر. وأسفر القصف على أم مكركا عن إصابات بالغة وسط المدنيين.

ولم تتمكن الأطراف المتحاربة في الفاشر من الوصول إلى اتفاق هدنة لثلاثة أيام ووقف العمليات العسكرية للسماح للمدنيين بمغادرة المناطق الساخنة وفق مقترح دفع به عضو مجلس السيادة السابق ورئيس حركة المجلس الانتقالي "حركة مسلحة" الهادي إدريس.

بينما حلق الطيران الحربي في سماء الفاشر اليوم الإثنين ونفذ ضربات ضد أهداف للدعم السريع حسب شهود عيان وفي مناطق تمركز هذه القوات. وقال أبوبكر إن الطيران الحربي كثف من غاراته اليوم الإثنين في مناطق تمركز الدعم السريع، مشيرًا إلى أن التدوين المدفعي "عنيف جدًا وغير مسبوق".

وتعرض المستشفى السعودي المتخصص في النساء والتوليد بالفاشر إلى أضرار جراء سقوط قذائف أطلقتها قوات الدعم السريع الساعات الماضية حسب الصحفي معمر إبراهيم. وقال الصحفي معمر إبراهيم لـ"الترا سودان" إن سبعة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا جراء القصف المدفعي للدعم السريع على مخيم أبوشوك اليوم الاثنين، مشيرًا إلى أن الأعمال الحربية تقتصر منذ أيام على التدوين المدفعي المتبادل. وأكد معمر إبراهيم تحليق الطيران الحربي التابع للجيش ظهر اليوم في مدينة الفاشر وتوجيه ضربات جوية ضد أهداف الدعم السريع شرق المدينة.

في الأثناء أعلن المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريلو أن الولايات المتحدة الأميركية ستدعم أي مبادرة محلية أو دولية لوقف القتال في الفاشر، محذرًا من استمرار المعارك العسكرية وخطورتها على حياة المدنيين.

وقال بيريلو حسب منشورات على منصة "إكس"، إن الأطراف العسكرية يجب أن تتوقف عن القتال في الفاشر وتعريض حياة الملايين إلى الجوع والموت.

وعاشت الفاشر هدوءًا طيلة يوم الأحد، وتمكن المواطنون من الذهاب إلى الأسواق والمستشفيات والمراكز الصحية قبل أن تستفحل الأمور اليوم الإثنين بشكل كبير حسب شهادات مواطنين.

وتأتي معارك الفاشر وسط مخاوف من أن تقود إلى تعقيد الوضع الإنساني، فيما تحذر وزارة الخزانة الأميركية التي فرضت عقوبات على اثنين من قادة الدعم السريع الأسبوع الماضي، إن الدعم السريع تعرض حياة مليون مدني سوداني إلى الخطر.

وشملت العقوبات القائد الثالث في الدعم السريع ومدير العمليات عثمان حامد الشهير بعثمان عمليات، وطالت أيضًا علي يعقوب قائد الدعم السريع في ولاية وسط دارفور بسبب مشاركتهما في التخطيط للهجوم على الفاشر.

ولم تعلق الدعم السريع على العقوبات الأميركية التي جاءت على خلفية الهجوم المستمر لهذه القوات على مدينة الفاشر منذ آذار/مارس الماضي بشكل شبه يومي، وأثرت على الوضع الإنساني بخفض عدد القوافل التجارية التي تصل المدينة.

ويقول الباحث السياسي أحمد مختار لـ"الترا سودان" إن إصرار الدعم السريع على الاستمرار في هجمات الفاشر يشير إلى وجود روافع دولية تقدم له الحماية في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي.

ويوضح مختار أن الدعم السريع تجاهلت دعوات أممية ودولية وعربية بالكف عن هجمات الفاشر منذ نيسان/أبريل الماضي، وتستمر في العمليات العسكرية حتى اليوم، ما يعني أن هذه القوات مسنودة من دول بعينها تقدم لها الحماية داخل المؤسسات الدولية.