احتوت السلطات السودانية صباح أمس الثلاثاء محاولة انقلابية فاشلة. وكتب عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، داعيًا الجماهير للخروج للشارع دفاعًا عن الثورة ومكتسابتها. ليعود بعد أقل من ساعة ليطمئن الجماهير باستقرار الأوضاع الأمنية، قائلًا: "الأمور تحت السيطرة".

فيما أذاع وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي للحكومة حمزة بلول، بيانًا جماهيريًا عبر التلفزيون القومي، طمأن فيه المواطنين باستقرار الحالة الأمنية. وقال في تصريحاتٍ خاصة لـ"الترا سودان"، إن المحاولة الانقلابية يقودها فلول النظام البائد، مؤكدًا اتخاذ الحكومة لخطوات جادة عقب اكتمال التحريات.

ناشطة: العقلية الذكورية تميل لصناعة السلاح وترتيب الحروب، وتقع المرأة ضحية لها

وفي الأثناء يسود هدوء حذر بشوارع الخرطوم من قوى الثورة والمواطنين. في حين ينتظر الجميع من الحكومة الخروج للكشف عن ملابسات المحاولة الانقلابية الفاشلة، عبر بيانات ولقاءات رسمية مع مسؤولي الحكومة الانتقالية لكشف الحقائق كاملة أمام الشعب السوداني.

للنساء كلمة 

بالرغم من أن المحاولة الانقلابية لم تحو اسمًا نسائيًا، إلا إن حالة من الذعر سادت بأوساط النساء السودانيات، وكان الحديث عن المحاولة الانقلابية محورًا بين ربات المنازل اللاتي سارعن للاطمئنان على ذويهم.

اقرأ/ي أيضًا: "الترا سودان" يكشف تفاصيل اقتحام ضباط لمباني التلفزيون لِبث بيان الانقلاب

وتشير الناشطة من جبال النوبة صفاء توتو، إلى العقلية الذكورية المائلة لصناعة الأسلحة وإدارة ترتيبات الحروب، وتقع  المرأة ضحية النزاعات والحرب، لما يترتب على الحرب والانقلابات من آثار اجتماعية واقتصادية. وأفادت بأن قلة من النساء ينخرطن بمثل هذه القضايا. على حد قولها.

وترى توتو أن المرأة في حال وضعت على رأس منصب قيادي، لا تميل لخيار استخدام الأسلحة إلا دفاعًا ضد عدوان خارجي. مؤكدة أن المرأة تعد عنصرًا أساسيًا في المساهمة بحل الخلافات والنزاعات.  

مكتسبات تاريخية

وعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة نهار أمس الثلاثاء، أشار فيها رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، إلى أن المحاولة الانقلابية تستهدف الثورة وتعمل على تقويض الانتقال الديمقراطي المدني ومكتسبات الشعب السوداني وغلق الباب أمام حركة التاريخ.

وخلال ما يقارب العامين، حققت المرأة السودانية مكتسبات تضاف إلى سجلها النضالي، من تغيير لعدد من القوانين المقيدة لحرية المرأة، وشاركت بنسبة مقدرة في جميع مراحل الثورة وبناء عملية الانتقال السلمي بالبلاد. فكيف تنظر نساء السودان للمحاولة الانقلابية الأخيرة، وما سبقها من محاولات وأثرها على قضايا النساء؟

في الإجابة على هذه الأسئلة، تؤكد القيادية في الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري انتصار العقلي، أن المرأة السودانية نالت مكتسباتها التاريخية نتيجة عمل تراكمي يمتد لرائدات الحركة النسوية.

ودعت العقلي النساء للوقوف سدًا منيعًا ضد محاولات الانقلاب وتقويض الانتقال الديمقراطي، مشيرة إلى أن المحافظة على مكتسبات الثورة السودانية سيحقق للمرأة وطنًا ديمقراطيًا حرًا وسلام آمن. بحسب ما ذهبت بالقول انتصار العقلي.

اتهام الفلول  

وبحسب مصادر رسمية ووكالات أنباء، فإن المتورطين في المحاولة الانقلابية كانوا عسكريين بالقوات المسلحة بالتعاون مع مدنيين، دون ذكر أسماء جميع المشاركين بمحاولة الانقلاب.

وفي السياق، تقول عضو المكتب التنفيذي في منبر نساء الحرية والتغيير رحمة عتيق، إن الانقلابات العسكرية لا تخلو من غطاء سياسي، في وقتٍ لا تخلو فيه الأحزاب السياسية من النساء. 

اقرأ/ي أيضًا: محاولة انقلابية فاشلة.. هل تنجح لاحقًا؟

واتهمت عتيق فلول الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، وأردفت أن الغطاء السياسي وراء الانقلاب سرعان ما ينكشف للجماهير، معيدة للأذهان انقلاب 1989. 

ودعت للاستفادة من التجارب السابقة للانتقال، ودعم عمل لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال العامة.

يقظة وحذر 

وفي ذات السياق، عزت عضو مبادرة "لا لقهر النساء" إحسان فقيري، محاولة الانقلاب لتباطؤ إزالة تمكين فلول النظام السابق من مؤسسات الدولة. 

إحسان فقيري:محاولة الانقلاب بروفة لجس نبض الشارع

ووصفت محاولة الانقلاب الفاشل بـ"البروفة" لجس نبض الشارع. مشيرة إلى حوادث الانفلات الأمني الأخيرة.

ودعت فقيرى قوى الثورة الحية للانتباه واليقظة، والإسراع بهيكلة المؤسسات النظامية، مع الأخذ في الاعتبار تغير الوصف الوظيفي خلال الـ(30) عامًا الماضية.

وأكدت الحكومة عبر الناطق الرسمي اتخاذها لقرارات سترى النور قريبًا، وفي الأثناء يعيش الشارع السوداني رجالًا ونساءً حالة من الحذر والترقب، لما ستكشف الأيام القادمة.

اقرأ/ي أيضًا

وزير الإعلام لـ"الترا سودان": سنتخذ خطوات جادة عقب اكتمال التحريات

صور| مواكب واحتجاجات رفضًا للمحاولة الانقلابية