حذر المدير التنفيذي لمحلية المناقل حافظ عبدالله الجاك، من كارثة بيئية وشيكة قال إنها متوقعة بسبب المياه الغزيرة التي غمرت محلية المناقل، وناشد الجاك في تصريح لـ"الترا سودان"، المنظمات الوطنية والأجنبية أن تمد يد العون، خاصة في الإيواء، من خيم وناموسيات وعلاجات، وأضاف: "نتوقع أن تزيد نسبة الملاريا وترتفع في ظل المياه الراكدة وتوالد الحشرات، وهناك خيرون أتوا بأدوية لكن هناك (162) قرية تحتاج إلى كميات أكبر من العلاجات".
وكشف الجاك عن حجم الأضرار، وزاد بأن حجم المياه واندفاعها لا يستوعبه العقل، وتابع: "كنا نظن بأن هنالك جهة ما تقف وراء الأمر، لكن بعد أن جاء الاختصاصيون من مهندسي الري عبر الطائرات، وجدوا أن المياه تغمر مناطق واسعة من الجزيرة والنيل الأبيض وسنار، ونفوا نفيًا قاطعًا أن تكون بفعل فاعل".
حذر المدير التنفيذي لمحلية المناقل حافظ عبدالله الجاك من كارثة بيئية وشيكة وقال إن المياه غمرت (162) موقعًا بالمحلية
وأضاف الجاك بأن المياه ما تزال تجري منذ أكثر من أسبوعين، وأن حجم المياه التي دخلت المناقل لا يوصف، وأن كل المزارع والقرى والكنابي مغمورة بالمياه تمامًا، وزاد: "حتى الآن المياه غمرت (162) موقعًا، من قرية وكمبو وحي، وانهار (4519) منزلًا، ولدينا (6467) انهيارًا جزئيًا، و(3768) من المنازل آيلة للسقوط.
وقال: "في مشروع المناقل، غمرت المياه (60) ألف فدان في امتداد مشروع الجزيرة، والإحصائية في زيادة باستمرار". وأوضح أن مياه المصارف اختلطت بمياه السيول والأمطار، الأمر الذي زاد من معاناة الناس.
المدير التنفيذي لمحلية #المناقل في #ولاية_الجزيرة حافظ عبدالله الجاك يوضّح لـ"التراس سودان" الإجراءات الحكومية لاحتواء أزمة السيول والفيضانات في المنطقة وحجم الأضرار. #السودان_خريف2022 pic.twitter.com/Hwon4r91Xg
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) August 29, 2022
وكشف الجاك عن قرار أصدره والي الجزيرة، يقضي بأن يتم البحث عن سكن بديل لسكان مجاري المياه، وأنه بالضرورة يجب أن يتخلوا عن سكنهم القديم حتى لا تتكرر الحوادث مرة أخرى، موضحًا أنهم سيحددون مواقع لتكون خارج دائرة الخطر، بعد نهاية الخريف، كاشفًا عن تحد سيواجههم في استجابة المواطن وتركه موقعه الحالي، لأن البعض يقول بأن البلد بلده وبلد أجداده ولا يريد مغادرتها - على حد قول المدير التنفيذي لمحلية المناقل.
وقال الجاك إن لديهم خطة عاجلة وأخرى آجلة، وتابع: "نحن الآن نعمل في الخطة العاجلة؛ أن نوطن الناس في أماكن آمنة، وبعدها تأتي خطتنا في ترحيلهم لموقع آخر".
وتابع: "لدينا ستة مواقع لم يخرج منها شيء سوى الناس بملابسهم: "ود حلاوي وود الهجا، ودار السلام الرزيقات". هذه ثلاثة مناطق في مكان واحد، وأصبحت غير صالحة للسكن، وكان بها جسور عبرتها المياه وأصبح مستوى المياه أعلى من مستوى الجسر، ورحلناهم للمدارس، وكذلك هناك قرى وكنابي في الريف أيضًا أصبحت غير صالحة للسكن، هؤلاء سيعوضون في مناطق أخرى".
توقع المدير التنفيذي لمحلية المناقل أن تحدث كارثة بيئية بسبب كميات المياه
وتوقع الجاك أن تحدث كارثة بيئية بسبب كميات المياه، موضحًأ أنهم رفعوا الأمر لأعلى الجهات، وأن وزارتي الصحة الاتحادية والولائية زارتهم في المحلية، كاشفًا عن خطة لعمل رش بالطائرات وبمكنات الرش البخاري، وكذلك معالجات لبرك المياه، لكن الجاك يؤكد بأن كل هذه الإجراءات ستنفذ بعد انحسار المياه، وتابع: "حتى الآن المياه لدينا لم تنحسر في كثير من المناطق، ومناطق أخرى ما تزال المياه تجري نحوها وتهددها، وبعد انحسار المياه، سنعمل على محاربة توالد وتكاثر الحشرات والبعوض".
وختم الجاك بأنهم رفعوا الأمر لأعلى جهة في البلد، ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان، الذي وجه بتكوين لجنة لعمل دراسة لهذه الحالة حتى لا تتكرر - حد قوله.