04-يونيو-2023
الحرب في الخرطوم

الاشتباكات العنيفة مستمرة في العاصمة الخرطوم منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل (Getty)

ينتظر ميسرو التفاوض في جدة -وهم دبلوماسيون أمريكيون وسعوديون- ردًا من الجيش والدعم السريع حول ضرورة الالتزام بالهدنة الكاملة حال موافقتهما على الوساطة لوضع حد للنزاع المسلح في السودان.

وكان بيان مشترك من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية أكد على أن وفدي الجيش والدعم السريع ما يزالان في مدينة جدة، وإذا قررا استئناف التفاوض ينبغي عليهما الالتزام باتفاق 11 أيار/مايو الشهر الماضي، والالتزام الكامل والصارم بالهدنة.

ألقى الجيش من جانبه باللوم على الدعم السريع في خرق الهدنة وتهديد حياة آلاف المدنيين في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات

وتقول الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية اللتان تقودان تيسير المحادثات لإقرار هدنة ناجحة بين الجيش والدعم السريع، إن وقف إطلاق النار يجب أن "ينفذ كاملًا"، ولا يمكن تنفيذ عمليات عسكرية أو اتخاذ خطوات لتمييز عسكري من الطرفين أثناء الهدنة.

بينما ألقى الجيش من جانبه باللوم على الدعم السريع في خرق الهدنة وتهديد حياة آلاف المدنيين في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات التي يستعر فيها القتال خاصة غربي البلاد 

بالمقابل تقول قوات الدعم السريع إن الجيش يستخدم الطيران لقصف المناطق السكنية في العاصمة، بينما ينفي متحدث الجيش ذلك ويقول إن القوات المسلحة تلتزم بالحد الأقصى لحماية المدنيين.

ويقول الخبير السياسي مصعب عبدالله إنه طالما قرر وفدا التفاوض البقاء في جدة هذا يعني رغبتهما في التفاوض، لكنهما ينتظران تحسن الوضع العسكري لكليهما على الأرض لذلك اشتدت المعارك العسكرية، خاصة في العاصمة السودانية الساعات الماضية، وزاد الطرفان من استخدام القوة العسكرية.

وقال مصعب عبدالله إن الطرفين يرغبان في التفاوض بناء على الوضع الميداني الذي يتقاربان فيه دون تمييز طرف على الثاني، لذلك قد ينتظرا معارك الساعات القادمة لقبول التفاوض والانخراط في اجتماعات لوقف إطلاق النار. 

وأضاف: "حتى التيار الرافض للتفاوض أصبح على قناعة باستحالة الحسم العسكري مع عمق الأزمة الإنسانية وتهديد حياة ملايين المدنيين العالقين في العاصمة".

ومع وصول الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى أكثر من (50) يومًا، فإن الأزمة الإنسانية تتدهور ولم تفلح فرق الإغاثة في الوصول إلى عديد من الأحياء في العاصمة الخرطوم. 

https://t.me/ultrasudan

ويقول كرم عبدالله العامل في منظمة إنسانية دولية في حديث لـ"الترا سودان"، إن هدنة 11 و20 أيار/مايو الماضي سمحت بنقل الإغاثة إلى بعض مناطق العاصمة، لكن منذ ثلاثة أيام اشتدت المعارك وتدهورت الأوضاع الإنسانية.

يقول عبدالله إن هناك صفوف طويلة للمواطنين لشراء الخبز بعد أن تحسنت هذه الخدمة قبل (10) أيام، كما أن فرق صيانة شبكة الاتصالات لم تتمكن من إصلاح الضرر في بعض التقنيات البنكية، بالتالي هناك انقطاع جزئي لخدمات الدفع الإلكتروني التي يعتمد عليها السودانيون هذه الأيام لصعوبة الانتقال.

وكان متحدث العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف أكد في تصريحات لقناة الحدث اليوم الأحد أن هناك اتصالات لإقرار هدنة جديدة وناجحة بناء على الاتصالات بين الجيش والدعم السريع.

ويشترط الدبلوماسيون الأمريكيون والسعوديون على الجيش والدعم السريع التنفيذ الكامل لأي هدنة جديدة حال موافقتهما على استئناف التفاوض في جدة.

قال أحمد عثمان الباحث في مجال الديمقراطية والسلام في حديث لـ"الترا سودان" إن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ترغبان في تطوير الهدنة الناجحة إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وإزاء شبه الانهيار الذي يلازم هدنة 28 أيار/مايو فإن الميسرين لا يرغبان في "تكرار هدنة فاشلة".

وأضاف: "بالنسبة للميسرين: هدنة كاملة أو لا هدنة. لذلك خلال هذا الأسبوع من المتوقع استئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في جدة".

وأردف عثمان بالقول: "إذا لم يوقعا على الهدنة وفق الاشتراطات الجديدة فإن الجيش والدعم السريع سيخوضان قتالًا متطاولًا في السودان، وهذا ما يسعى المجتمع الدولي إلى تجنبه وقطع الطريق أمامه".

بعد أكثر من (50) يومًا على القتال بين الجيش والدعم السريع، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من (850) من المدنيين

وبعد أكثر من (50) يومًا على القتال بين الجيش والدعم السريع، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من (850) من المدنيين وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص ونزوح (1.4) مليون شخص داخليًا وخارجيًا.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن مستوى الاستجابة لمناشدات الإغاثة دون المستوى المطلوب، وتخشى على حياة (24) مليون شخص - أي حوالي نصف سكان السودان.