افتتح اليوم الجمعة مسجد الفاشر العتيق بعد ست سنوات من إغلاقه لإعادة تأهيله وصيانته في منتصف العام 2017. واحتشد الآلاف من المصلين والدعاة وأعيان المجتمع للصلاة في مسجد الفاشر العتيق للمرة الأولى منذ ست سنوات، على رأسهم حاكم إقليم دارفور ووالي شمال دارفور ووزراء الحكومتين الإقليمية والولائية.
توقف منذ العام 2017 صوت الأذان في مسجد الفاشر العتيق الذي أسّس في يناير 1933
وتوقف منذ العام 2017 صوت الأذان في مسجد الفاشر العتيق الذي تأسس في كانون الثاني/يناير 1933، وأصبح رمزًا للمدينة العريقة التي كان آخر حكامها السلطان علي دينار، كاسي الكعبة والمؤيد للسلطان العثماني في الحرب العالمية الثانية.
وقال رضوان أبو البشر محمد إنهم ظلوا ينتظرون هذه اللحظة سبع سنين، للصلاة في المسجد العتيق، متمنيًا في حديثه إلى "الترا سودان" أن يعم السلام والمحبة مدينة الفاشر. وأضاف أن المسجد يمثل لهم قبلة يتجهون إليها بكل اختلافاتهم، وصفًا ارتباطهم بالمسجد بالقوي، مع أنّ المسافة بعيدة بينهم والمسجد. وزاد أبو البشر أنهم يتوقون إلى الصلاة فيه خلال رمضان وإقامة صلوات التراويح والتهجد وحضور دروس الفقه.
وعقب إعادة إعماره، أصبح مسجد الفاشر العتيق حلة معمارية بطابقين، ويسع لأكثر من خمسة آلاف مصلٍّ، ويحتوي على قبة ضخمة ومئذنة شاهقة، تشق سماء مدينة الفاشر العريقة.
وأمّ جموع المصلين الدكتور عيسى داوود الداعية والمحاضر بجامعة الفاشر. وأكد –خلال الخطبة– على رسالة المسجد "الوسطية" وعلى أنه سيظل منبرًا وسطًا لجميع الناس دون انحياز إلى طائفة. وشدد داوود في خطبته على محاربة خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية، داعيًا إلى التسامح والسلام وتجاوز مرارات الحرب التي خيمت طويلًا على دارفور.
ويمثل المسجد رمزًا لأهل دارفور ولمدينة الفاشر بصورة خاصة، إذ تخرج فيه آلاف العلماء والفقهاء منذ تأسيسه في 1933، وأقيمت فيه المحاضرات وحلقات العلم، وصار علماؤها من أشهر فقهاء السودان حتى قيل: "الما دارس صفتي في الفاشر ما يفتي" في إشارة إلى إلمام علماء الفاشر بالفقه والعلم الشرعي.