الترا سودان | فريق التحرير
قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان ورئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس إنه بينما تستمر حدة الاستقطاب السياسي في التزايد، هناك العديد من بوادر الأمل في التوصل إلى حل، مستدلًا بتعدد المبادرات الوطنية مع نقاط التقارب المتعددة بينها - على حد قوله.
فولكر بيرتس: يجب ألّا يلعب القادة العسكريون أدوارًا سياسية ويجب ألّا تكون للقادة السياسيين جيوش خاصة
وأكد فولكر بيرتس في مقالٍ له نشر بصفحة البعثة على "فيسبوك" بعنوان: "السودان: الحاجة الحتمية للحوار السياسي" - أكد ضرورة مواجهة "قضايا رئيسية" تتجاوز الجدل الحالي حول الترتيبات الدستورية الانتقالية.
وأشار بيرتس إلى قضايا قال إنها ظلت موجودة منذ استقلال البلاد في عام 1956 وكانت "أسبابًا جذرية" لعدم الاستقرار في السودان. وذكر أن من هذه الأسئلة ما يتعلق بتقاسم الموارد والثروات بما في ذلك الأراضي. وأضاف أن الكثير منها يتعلق بإدماج أو إقصاء مختلف الأقاليم والمواطنين والمجتمعات، لافتًا إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على دارفور والشرق وكردفان والنيل الأزرق. وزاد: "هناك أسئلة أخرى قصيرة المدى تتعلق بهيكل وطبيعة الدولة التي يريدها السودانيون، والمسار الانتقالي المطلوب لتحقيق ذلك".
وبرأي فولكر بيرتس، يتطلب هذا المسار الانتقالي "اتفاقًا واضحًا" على مهام المرحلة الانتقالية وتوزيعًا "واضحًا" للأدوار والمسؤوليات بين مختلف الجهات الفاعلة، كما يتطلب "خطة واضحة لتضميد جراح الماضي" - على حد تعبيره. وتابع قائلًا: "المساءلة والعدالة الانتقالية هما مفتاح مستقبل الاستقرار في السودان". وقال إن الحاجة إلى المساواة بـ"معناها الأوسع" ورفض أي نوع من التمييز بين السودانيين مسألة "جوهرية".
وجدد رئيس "اليونيتامس" ترحيبه بالتزامات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو "المتكررة" بشأن انسحاب الجيش من السياسة. وشدّد على أنه "لا ينبغي أن يكون هناك مكان لانقلابات عسكرية مستقبلية في السودان" وعلى أن الديمقراطية والمشاركة هما "السبيلان الوحيدان لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين لهذا البلد".
وأكد بيرتس أهمية أن تبدأ عملية دمج جميع القوات والحركات المسلحة في فترة انتقالية جديدة "أكثر استدامة"، لافتًا إلى حاجة السودان إلى "جيش قوي وموحد ومهني". وزاد بيرتس: "يجب ألّا يلعب القادة العسكريون أدوارًا سياسية ويجب ألّا تكون للقادة السياسيين جيوش خاصة".
أكد بيرتس أهمية أن تبدأ عملية دمج جميع القوات والحركات المسلحة في فترة انتقالية جديدة "أكثر استدامة"
كما أكد مواصلتهم العمل مع الشركاء في الآلية الثلاثية وبقية المجتمع الدولي للتوصل إلى "اتفاق سياسي مقبول للأغلبية". وأوضح أن الاتفاق سيهدف إلى تحقيق "أوسع توافق ممكن" في الآراء بين من أسماهم "المعنيين السودانيين". ومضى قائلًا: "يشجعنا أن نرى أن القوى المدنية قد وجدت طرقًا لتلتف حول وثائق مشتركة وأن تجمعًا أوسع يتحد حول مشروع إطار دستوري". وأردف: "لا تحتاج الآلية الثلاثية إلى التوسط بين المدنيين، لكنها مستعدة تمامًا للعب الدور الذي يتوقعه منّا الكثير من القادة المدنيين والعسكريين"، موضحًا أنه دور الوساطة أو التيسير من أجل التوصل إلى "اتفاق نهائي بين المؤسسة العسكرية وأوسع كتلة ممكنة من المدنيين".
وذكر أنهم يدركون مدى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعاناة الناجمة عنه، ويتطلعون إلى التوصل إلى حل سياسي يسمح باستعادة الدعم والمساعدات الاقتصادية إلى السودان وحشد المزيد من الموارد من أجل تحقيق هذا الغرض. وقال إن هذا الأمر أصبح "أكثر إلحاحًا" الآن مقارنةً بأي وقت مضى. وأوضح أن أي حل قابل للتطبيق لن يكون ممكنًا إلا إذا كان "صنيعة السودانيين وملكهم" وأن عليهم العثور عليه معًا. وأردف أن أي إجراء "أحادي الجانب" من قبل أي جهة سيُعد مخالفًا لتطلعات جميع السودانيين في العودة إلى المسار الانتقالي نحو الديمقراطية.
ودعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس جميع السودانيين إلى الاستفادة من "الفرصة التاريخية العظيمة" التي أتاحتها ثورة ديسمبر 2018، لافتًا إلى تمكن الثورة من جلب ثقل مجموعات "قاعدية واسعة" للتأثير على النخب السياسية. وبيّن ما يمكنهم -في الأمم المتحدة- تقديمه من خبرة فنية وأشكال أخرى للدعم لمقترحات حول كيفية معالجة هذه الأسئلة.
فولكر بيرتس: لن نكون محايدين فيما يتعلق بقيَمنا وبالهدف الإستراتيجي المحدد في تفويضنا من مجلس الأمن
ومع استمرارهم في البقاء "غير منحازين لأي طرف" أوضح بيرتس أنهم لن يكونوا محايدين فيما يتعلق بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي وفيما يتعلق بالهدف الإستراتيجي المحدد في التفويض الممنوح له من قبل مجلس الأمن الذي قال إنه "مساعدة السودان في انتقال بقيادة مدنية نحو الديمقراطية والسلام".