تواجه مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، والتي تضم أكبر مخيم للنازحين في الإقليم، معارك عسكرية ضارية بين الجيش والدعم السريع، إلى جانب صراع قبلي مسلح يلقي بظلاله على مجمل الأوضاع الإنسانية التي وصلت مرحلة "التدهور الكامل"، حسب إفادات ناشطين تحدثوا لـ"الترا سودان".
النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع يتزامن مع صراع قبلي يفاقم من معاناة سكان المناطق المتضررة
وكان قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وصل إلى ولاية جنوب دارفور قبل أيام بالتزامن مع صراع مسلح بين السلامات والبني هلبا اسفر عن وقوع عشرات الضحايا من الجانبين.
وبينما تعيش الولاية صراعًا قبليًا مسلحًا بين البني هلبا والسلامات في منطقة كبم، تدور معارك حربية عنيفة بين الجيش والدعم السريع الذي يسعى للاستيلاء على حامية الجيش العسكرية بالمدينة التي هي الأكبر من حيث الكثافة السكانية في إقليم دارفور.
ويقول أبوبكر أحمد الناشط في الأعمال الإنسانية بولاية جنوب دارفور، إن الصراع القبلي له أبعاد بالقتال في صفوف الدعم السريع، مشيرًا إلى أن "قوات دقلو تُلقي الآن بكامل أسلحتها بين هذا الصراع المسلح وبين محاولات الاستيلاء على مدينة نيالا عاصمة الولاية لفرض خيارات جديدة على الجيش، إذا ما جرى استئناف المفاوضات".
وأشار أبوبكر في حديث لـ"الترا سودان"، إلى أن قوات الدعم السريع منذ بداية القتال تشن هجمات عسكرية على مدينة نيالا وموجات متتالية على الفرقة (16) مشاة التابعة إلى القوات المسلحة، وما تزال الحامية العسكرية صامدة.
وأوضح أبوبكر أن المعلومات من نيالا تفيد إلى تجدد المعارك العسكرية بشكل عنيف وغير مسبوق ويحاول الدعم السريع محاصرة المدينة من كافة الاتجاهات لقطع الإمداد العسكري عن الجيش.
وكان قائد الفرقة (16) مشاة التابعة للجيش تعرض إلى اغتيال على يد جندي حسب بيان مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة في آب/أغسطس الماضي، وتم تعيين قائد برتبة لواء على الحامية العسكرية.
ولم يعلق مصدر عسكري من الجيش تحدث مع "الترا سودان" على الوضع العسكري في نيالا بولاية جنوب دارفور، وقال إن الجيش قادر على الصمود مهما بلغت هجمات "ميليشيات الدعم السريع"، على حد قوله.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور أدى إلى نزوح خمسة آلاف شخص في تموز/يوليو الماضي، وتصاعد بشكل كبير الأسابيع الماضية.
ويقول أبوبكر أحمد إن مدينة نيالا تحولت إلى "بؤرة ساخنة" للحرب في السودان وسط غياب الحلول السلمية وغموض الوضع السياسي وتراجع الآمال حول اقتراب اتفاق بين الطرفين المتحاربين.
ويضيف: "تتحدث التقارير عن هجرة قسرية مرعبة للسكان من نيالا إلى خارج الولاية والبعض غادر البلاد إلى دول أفريقيا الوسطى وتشاد؛ لم يعد ممكنًا البقاء في المدينة تحت نيران المدافع التي قد تقع على رأس منزلك في أي لحظة".
وأوضح أبوبكر أحمد أن قوات الدعم السريع منذ شهرين استولت على بعض المنازل القريبة من الحامية العسكرية لشن هجمات من هناك، وشردت سكانها ونهبت الممتلكات والمقتنيات التي تخص المواطنين.
