22-مايو-2024
شباب سودانيون يتحلقون حول هاتف بيد أحدهم

تطبيق "تيك توك" في السودان

تعتبر منصة "تيك توك" الصينية المنشأ، أحد أبرز المنصات الرقمية التي انطلقت بسرعة بالغة لتصبح أحد أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية لدى المستخدمين في العديد من دول العالم، بما فيها السودان الذي قدم عددًا من المؤثرين في هذه المنصة.

تتباين الآراء حول المحتوى الذي يقدمه هؤلاء المؤثرون، بحيث يرى البعض أن المنصة في السودان يتم استخدامها بشكل جيد، فيما يعبر آخرون عن سخطهم إزاء المحتوى الرائج على هذه المنصة

وتتباين الآراء حول المحتوى الذي يقدمه هؤلاء المؤثرين، بحيث يرى البعض أن المنصة في السودان يتم استخدامها بشكل جيد، فيما يعبر آخرون عن سخطهم إزاء المحتوى الرائج على هذه المنصة في الأوساط السودانية.

وجدير بالذكر أن تطبيق "تيك توك" أنشئ في العام 2016، وهو أحد منصات التواصل الاجتماعي التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكان التطبيق الصيني المنشأ يحمل اسم (Musical.ly)، وفي العام 2018 أطلق عليه اسم "تيك توك" بعد أن أصبح تابعًا لشركة "بايت دانس" الصينية.

و"تيك توك" هو تطبيق مخصص لمشاركة مقاطع الفيديو، حيث يمكن المستخدمين من إنشاء ومشاركة مقاطع فيديو عن مواضيع متنوعة. وبالرغم من انتشار التطبيق على الهواتف النقالة إلا أنه يمتلك منصة خاصة به على "غوغل". وهو يوفر وسيلة سهلة، ممتعة، وجذابة لتسجيل مقاطع الفيديو ومشاركتها على المنصة، بحيث يحتوي على مجموعة من "الفلاتر" والخلفيات الموسيقية والمؤثرات الصوتية والبصرية لتحسين جودة المحتوى المشارك.

واستطاع التطبيق أن يقتحم المجتمع السوداني بسرعة خاطفة، وبعد أن كان "تيك توك"يجذب فئة المراهقين فقط، أصبح استخدامه شائعًا لدى مختلف فئات المجتمع، بل واقتحم أيضًا عالم الأعمال، حيث تعتمد الكثير من المشاريع الناشئة عليه بشكل كبير.

محتوى فارغ

أكدت نسيبة عبدالله إحدى المستخدمات لمنصة "تيك توك" في حديث مع "الترا سودان" أن المحتوى السوداني الذي تشاهده على المنصة يبدو فارغًا من أي قيمة حقيقة يمكن أن تضيف شيئًا للمجتمع السوداني، وأفادت أن المحتوى يبدو متطابقًا إلى شكل كبير في أفكاره الرئيسية.

وتضيف أن السودانيين أصبحوا يركزون بشكل كبير على  "تيك توك" تحديدًا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، نسبة للأوضاع الاقتصادية الطاحنة بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد منذ منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي، والتي أفقدت معظم السودانيين وظائفهم ومصادر رزقهم، مما دفع معظم السودانيين إلى البحث عن التكسب من مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها تطبيق "تيك توك".

وتقول الناشطة المجتمعية لبنى يوسف في حديث لـ "الترا سودان"، إن متابعة تطبيق "تيك توك" بالنسبة إليها يعتبر مضيعة للوقت، وأنه مليئ بالمحتوى الذي وصفته بالفارغ والغير هادف، مشيرة لخطورة مثل هذه التطبيقات على الأطفال، كونها تسبب لهم تشتت في الانتباه، حد قولها.

وتضيف أن المجتمع السوداني يستخدم هذا التطبيق بشكل سلبي، وأن 20% فقط من المحتوى المقدم يصنف أنه هادفًا ويحمل قيمة حقيقية، كالإعلانات التي يقدمها البعض عن علاماتهم التجارية، أو الحسابات التي تهتم بتبادل مختلف المعلومات التي تهم الإنسان وتقوم بتنمية مهاراته وقدراته.

المال والأعمال

برزت في منصة "تيك توك" مؤخرًا في السودان، العديد من المشاريع الصغيرة التي تعتمد بشكل أساسي في تسويق منتجاتها على منصة "تيك توك"، وخاصة في المنتجات التي تستهدف العملاء الذين تتراوح أعمارهم بين (17) و(25) عامًا، بحيث تعتبر هذه الفئة هي الأكثر تواجدًا في التطبيق.

وفي السودان تعتمد المشاريع الناشئة التي تقوم عليها الفتيات على الوسائط بشكل كبير، بما فيها منصة "تيك توك" التي تعتبر مناسبة جدًا لعرض المنتجات والأزياء من خلال الفيديوهات القصيرة التي تقدمها.

وفي السياق، مع اندلاع الحرب في السودان برزت الكثير من المتاجر والعلامات التجارية الصغيرة المتخصصة في بيع المنتجات السودانية، الأمر الذي جعل المجتمعات العربية تتعرف بشكل كبير على المنتجات والأزياء السودانية، والثقافات المتنوعة التي تلازمها.

وتؤكد هناء علي لـ "الترا سودان" أن المحتوى السوداني المقدم في منصة "تيك توك" شهد تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، بحيث أصبح متابعون من دول أخرى يتداولون مقاطع بأصوات مؤثرين سودانيين، وتعتبر أن المحتوى يسير على التوازي مع متطلبات المنصة الرقمية "تيك توك"، بما يضيف قيمة مادية للمستخدمين.

على الأسر أن تفرض رقابة على أبنائهم ومراقبة المحتوى الذي يقدمونه على المنصات الرقمية وتقويم سلوكهم، بحيث يعتبر ذلك هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن من فلترة الرسائل المقدمة من خلال المحتوى المعروض على المنصة

سلاح  ذو حدين

منصة "تيك توك" تعتبر سلاحًا ذو حدين كغيرها من منصات التواصل الرقمي، هكذا قال الناشط المجتمعي ياسرعزالدين لـ "الترا سودان"، مؤكدًا على ضرورة التعامل معها بحكمة حتى يتسنى للمجتمع أن يستفيد منها ويتقي سلبياتها التي شاعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بحسب تعبيره.

ويضيف عزالدين أن على الأسر أن تفرض رقابة على أبنائهم ومراقبة المحتوى الذي يقدمونه على المنصات الرقمية وتقويم سلوكهم، بحيث يعتبر ذلك هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن من فلترة الرسائل المقدمة من خلال المحتوى المعروض على المنصة، وأبدا الناشط المجتمعي إعجابه ببعض الحسابات التي تقدم محتوى هادف يعكس السودان بصورة جيدة، ويفتح نافذة للعالم على البلد ذو الثقافات المتعددة الذي مزقته الحروب.

وتباينت الأراء حول المحتوى السوداني على منصة "تيك توك" الرقمية بين مؤيد ومعارض، حيث أظهر العديد من الأشخاص تحفظهم حول المحتوى المقدم،  فيما يرى البعض أنه محتوى جيد استطاع أن يقدم السودان إلى المجتمعات الأخرى.