01-فبراير-2024
عبدالفتاح البرهان وضباط من الجيش السوداني

عبدالفتاح البرهان يتفقد قوات اللواء 44 بحلفا الجديدة (الإعلام العسكري)

أجرى قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جولة في بعض المدن الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة شرق وجنوب البلاد.

صمت يسود الساحة وتراجع للحراك الدبلوماسي لوقف الحرب فهل ثمة معركة فاصلة قادمة

وابتدر البرهان جولته إلى مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا الأيام الماضية، والتقى بالضباط والجنود في قاعدة عسكرية -اللواء  44 مشاة- ومن هناك غادر إلى مدينة خشم القربة الواقعة جنوب غرب ولاية كسلا، على بعد (200) كيلو متر. تحدث البرهان عن مواجهة السودان وقواته المسلحة قوى خارجية تعمل على تفكيك البلاد، وأغلق الباب أمام أي تفاوض خارج السودان، وقال إن على القوى السياسية التي تقدمت بطلب للقاء الجيش أن تأتي إلى الداخل وتلتقي أطياف الشعب السوداني.

وضمن هذه الجولة أيضًا، زار البرهان مدينة سنار الواقعة جنوبي مدينة ودمدني الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، وتوعد بحسم "المجموعات المتمردة"، وأكد على القتال حتى آخر رمق بواسطة القوات المسلحة والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام.

بدت تصريحات البرهان خلال هذه الجولة أكثر "راديكالية"، ورفض الحلول السلمية قبل أن يكمل الجيش مهامه في استعادة المواقع الحيوية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.

ومنذ هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة في 15 كانون الأول/ديسمبر 2023، توقفت المعارك العسكرية عند حدود تلك السيطرة، ولم تتمكن هذه القوات من التقدم نحو ولايتي سنار والقضارف الواقعتان جنوبًا وشرقًا.

وقال البرهان إن السودان يواجه عدوانًا كبيرًا دون أي مساعدة من أي طرف، في إشارة إلى الأطراف الدولية، وقال مخاطبًا الجنود والضباط في خشم القربة: "أنتم من ستحررون هذه البلاد من التمرد".

يدخل الجيش شهره التاسع من الحرب ضد قوات الدعم السريع بعد معارك عنيفة خاضتها القوات المسلحة في جبهات قتال متعددة بالعاصمة الخرطوم أحرز تقدمًا في بعض الجبهات، خاصة في أم درمان والخرطوم بحري، كما تظهر التصريحات الصادرة من جنرالات الجيش رغبة في استعادة مواقع جديدة لقلب الطاولة على الدعم السريع.

وخلال الشهر الماضي تمكن الجيش من التقدم من تخوم مدينة الفاو الواقعة على الحدود مع ولاية الجزيرة، وقام بإبعاد قوات الدعم السريع التي هاجمت بعض القرى الواقعة في حدود مدينة الفاو بولاية القضارف. وشكلت هذه المعركة "حافزًا معنويًا" للجيش لتنفيذ خطط قد تكون مقدمة لهجوم بري واسع على ولاية الجزيرة.

أما قوات الدعم السريع لم تفلح منذ عشرة أيام في الدخول إلى الحامية العسكرية بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، وبدت المهمة بالنسبة لها صعبة في ظل صمود الجيش في تلك القاعدة العسكرية التي يعتزم الدعم السريع تحويلها إلى مركز إمداد بين إقليم دارفور وكردفان إذا ما تمكن من السيطرة عليها.

بالنسبة للجيش إذا تمكن من التقدم نحو ولاية الجزيرة واستعادة مدينة ودمدني، فإن هذا الخيار قد يمنح القوات المسلحة وضعية مريحة في المفاوضات التي قد تستأنف خلال هذا الشهر حسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

ربما أدت عملية توسع الدعم السريع نحو الولايات إلى إضعاف مركزيته القتالية في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني، وقد تشكل هذه العوامل فرصة سانحة للجيش للتقدم نحو ولاية الجزيرة. بالمقابل لا يمكن التعويل على هذه العوامل بشكل مستمر في ظل تنوع الأسلحة الثقيلة التي يفاجئ بها الجنرال دقلو ساحة المعارك.

بدأت قوات الدعم السريع عملية تسليح واسعة منذ سبع سنوات، ولا يمكن الاعتماد على خطط غير فعالة إذا ما أرادت القوات المسلحة استعادة مدن رئيسية والبقاء في موقع يسمح لها بالتفاوض.

صمت يسود الساحة خلال الأيام الماضية، حتى الحراك الدبلوماسي لوقف الحرب تراجع أمام رغبة الطرفين في المضي نحو القتال فما الذي سيحدث؟ هل ثمة معركة فاصلة قادمة مسرحها ولاية الجزيرة؟