30-ديسمبر-2022
محمد عيسى عليو نائب حاكم إقليم دارفور

محمد عيسى عليو نائب حاكم إقليم دارفور

اتهم نائب حاكم إقليم دارفور الدكتور محمد عيسى عليو جهات قال إن تسميتها يهدد أمن السودان كله، اتهمها بالوقوف وراء أحداث العنف المتكررة في دارفور، مبيّنًا أنها ليست لديها مصلحة في أمن دارفور واستقرارها.

وقال عليو في حوار مع "الترا سودان": "هذه الجهات تعرفنا ونعرفها، ومن الصعوبة تسميتها وتحديدها لأن الانعكاسات الأمنية لهذا الأمر ستكون أكبر من الذي حدث".

اتهم نائب حاكم إقليم دارفور القوات النظامية بالبطء في التحرك لاحتواء أحداث العنف في الإقليم

وردًا على سؤال "الترا سودان" عن واجبهم تجاه الكشف عن هذه الجهات وعدم التستر عليها، يقول عليو إنهم لم يسكتوا، بل تحدثوا مع "الجهات العليا" في البلد، مشيرًا إلى معالجة المواقف السابقة في غرب دارفور. وتابع عليو: "قلنا في فندق السودان الكبير أثناء احتفاء بشفاء والي غرب دارفور إن القوات النظامية تقع عليها مسؤولية كبيرة وأنها مسؤولة عما يحدث في دارفور".

واتهم عليو القوات النظامية بالبطء في التحرك لاحتواء أحداث العنف في دارفور، مشيرًا إلى ما ذكره حاكم الإقليم في وقت سابق بأن القوات الأمنية إما "متواطئة أو متباطئة" في قضية دارفور، لافتًا إلى حدوث تنقلات في قيادة هذه الأجهزة عقب هذه التصريحات.

وأوضح عليو أنهم نجحوا في الأيام الماضية في تحقيق استقرار، لكنهم تفاجأوا بحادثة "بليل" التي أشار إلى أنها بدأت بعملية نهب ممن وصفهم بـ"المتفلتين" وعقب القبض عليهم حدث "تعدي"، لافتًا إلى أن الرد كان "محزنًا" بحرق القرى ونزوح الناس، في وقت تعمل فيه حكومة الإقليم من أجل إعادة النازحين – على حد قوله.

https://t.me/ultrasudan

وأكد عليو أن ما حدث هو ذات "السيناريو القديم" الذي جرت عليه أحداث العنف السابقة في "كرينك" بغرب دارفور، مشددًا على دور الجهات التي لم يسمها. وأضاف: "هناك جهات تقف وراء هذه الأحداث، وليس لدي أدنى شك في ذلك". وتابع قائلًا: "الاستقرار الذي حدث يُغبن آخرين"، مشيرًا إلى أن هناك أطراف اغتنت بسبب الحروب التي تجري في دارفور. وزاد: "بعد أن تعافينا وأصبحنا نفكر في الخدمات والتنمية ووصل بعض المستثمرين من الخليجيين وزاروا جبل مرة والفاشر وغيرها، مباشرةً حدثت الأحداث المؤسفة". "هذا يفسر الأمر، هناك من ليست لديه مصلحة في استقرار دارفور وتنميتها؛ يريدونها جيفة ليأكلوا من مائدتها" – يوضح عليو.

عليو: لدينا بؤر ساخنة في أربع ولايات من الإقليم، وهي شرق دارفور وجنوب ووسط وشمال دارفور

ويؤكد نائب حاكم إقليم دارفور محمد عيسى عليو أنهم أوصلوا هذا الصوت إلى "الجهات العليا في البلد" عبر الحاكم. وتابع: "هم يعلمون تمامًا هذه الجهات التي تقف وراء الأحداث". وزاد: "هذه الجهات موجودة ولديها عناصر وجيوب في الإقليم، وهناك جهات إقليمية ودولية حول دارفور وجيوبها موجودة كذلك في دارفور، وأصبحت دارفور سوق لكل الأجندات الدولية والإقليمية والمحلية".

وأقرّ عليو بوجود مشكلات حقيقية في دارفور. وقال: "لدينا بؤر ساخنة في أربع ولايات من الإقليم، وهي شرق دارفور وجنوب ووسط وشمال دارفور". وتابع: "هناك غضب وإحساس بالظلم وفي غرب دارفور لدينا مشكلة حقيقية وواضحة جدًا، وذهب الفريق محمد حمدان إلى الجنينة ومكث فيها شهرين".

وقال عليو: "هناك عناصر عربية وأخرى (مسلاتية) لا تقبل ببعضها البعض، وأحيانًا نجد العذر للناس لأن الدمار الذي حدث في غرب دارفور شنيع"، مبيّنًا أن هناك انشطارًا حدث في المجتمع، وموضحًا أن المشكلة لم تحل ولكن "هناك لمسات وضعها حميدتي ساهمت في توقف النزاع" – على حد تعبيره.

وحول النزاع في الجنينة، يقول عليو: "هناك غبن حقيقي يجب أن يناقش، والعناصر العربية نفسها هي ضحية لسياسات نظام انتهى، وغالبية سكان دارفور أبرياء"، مبيّنًا أن من يعملون على تأجيج المشاكل بالتعاون مع المركز أقل من (10%).

ويؤكد نائب حاكم إقليم دارفور أن الحديث عن الطرف الثالث في هذه الأحداث "ليس شماعة". وضرب مثلًا بقانون الحكم الإقليمي الذي كان يجب أن يجاز، حسب قوله. وتابع: "لكن نحن أصبحنا ألعوبة بين مجلس الوزراء والمجلس السيادي، والأمر لا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة أيام". وأضاف: "أنا محتار؛ منذ 25 أكتوبر حتى الآن، نتابع يوميًا مع المؤسسات المعنية، وكل واحدة منها تقول إن الأمر بيد الأخرى، وزارة العدل والمجلس السيادي ومجلس الوزراء وديوان الحكم الاتحادي". وزاد: "يلعبون بنا، ليس هناك أي مبرر، وهذا أمر غير طبيعي". وأشار إلى ما قاله محمد حمدان دقلو في "معايدة رمضان" الماضي بأن الأوان قد آن ليخرج القانون وأنهم سيجيزونه في أول جلسة. وأردف: "الآن مر عامان ولم يجاز القانون، والطرف الثالث يلعب دورًا في هذا الأمر".

بحسب نائب حاكم دارفور، لا المخلوع البشير ولا البرهان ولا "حميدتي" جزء من "الدولة العميقة"

وبحسب عليو، لا المخلوع البشير ولا البرهان ولا "حميدتي" جزء من "الدولة العميقة". وقال: "هذا موضوع كبير جدًا، هؤلاء هم ناس الليل الذين يقدرون ويفكرون ويعطون ذلك للآخرين لتنفيذ خططهم".

وأشار نائب حاكم إقليم دارفور إلى أن "القوى الخفية" هي من تعطل إجازة القانون الإقليمي الذي يعطي الإقليم حق التواصل مع الدول المجاورة وعقد اتفاقيات للتنمية. وزاد أن ذلك بسبب أن هذه الجهات مستفيدة من وضع إقليم دارفور الحالي، مؤكدًا أن الإقليم غني بموارده داخل الأرض وخارجها ومساحته شاسعة ولديه جوار مع خمس دولة.