دعا الخبير في مجالات الإدارة والسياسات العامة، الدكتور بكري الجاك، إلى تطوير اتفاق جوبا لسلام السودان، وذلك بترحيل بعض البنود إلى الدستور الدائم وتعديل البنود الأخرى، مع الإبقاء على الاتفاق لأنه جاء بدعم من المجتمع الدولي، مقرًا في الوقت ذاته بوجود حركات غير معنية بالتحول الديمقراطي وتريد الحفاظ على مكاسبها بينما تزعم تمثيل المجموعات السكانية في مناطق النزاع.
د. بكري الجاك: تعديل اتفاق جوبا وترحيل بعض البنود إلى الدستور يحقق تقدمًا للاتفاق
وقال الجاك في ندوة استضافتها حركة بلدنا مساء الاثنين، إن تعديل الاتفاق وترحيل بعض البنود إلى الدستور يحقق تقدمًا للاتفاق، مبينًا أن القوى المدنية موحدة حول عملية التغيير الجذري لكنها تختلف حول التصورات لتحقيق ذلك.
وفي سياق متصل، دعا قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي، إلى تقديم اعتذار صادق وشفاف حول تجربة العامين الماضيين، لافتًا إلى أن هذا الإئتلاف أخطأ حينما وضع ثقته في العسكريين دون الحصول على ضمانات كافية.
وكشف عن ورقة أعدها حول كيفية توحيد قوى الثورة وإنهاء الانقلاب العسكري، مشيرًا إلى أن بعض القضايا تحل مع الدستور الدائم ولا يجب أن تتحملها الحكومة الانتقالية.
وأشار الجاك إلى أن الحديث عن التغيير الجذري متباين بين قوى تحاول من خلال التفاوض إجراء تحول ديمقراطي تدريجي بإخراج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية، وبين قوى تحاول تحقيق هذا الأمر بضربة واحدة.
وأوضح الجاك أن المواكب السلمية "تخلخل الانقلاب" وتصنع الشروط الموضوعية للعملية السياسية، لكنها ليست كافية لإسقاط الانقلاب، مضيفًا: "إلا إذا كانت المواكب تنتظر انقلابًا جديدًا لجنرال قد لا يسلم السلطة إلى المدنيين"، بحسب تعبيره.
وقال إن المواكب تؤدي إلى زعزعة "السلطة الانقلابية"، والدليل على ذلك تعثرها في تشكيل حكومة منذ ثمانية أشهر لأن المواكب السلمية تسببت في عدم قدرة "معسكر الانقلابيين" على تسمية حكومة.
وتابع الجاك: "السؤال كيف يمكنك صنع تغيير جذري لمؤسسة بيدها الاقتصاد والسلاح؟ وهذا السؤال موجه لقوى الحرية والتغيير التي وقعت الاتفاق مع العسكريين".
واستدرك قائلًا: "يجب أن نشكك في الحديث عن عملية تفاوضية تؤدي إلى خروج تدريجي للمؤسسة العسكرية من العملية السياسية لعدم توفر الضمانات".
كشف د. بكري الجاك عن شراء جهات أمنية وعسكرية لنحو سبعة ملايين حساب على فيسبوك عقب الانقلاب العسكري
ورأى الجاك أن "الاعتذار العميق والصادق" من قوى الحرية والتغيير سيؤدي إلى بناء الثقة بين القوى المدنية المعنية بالتحول الديمقراطي، ونصح في ذات الوقت بالاستعداد للاستماع إلى وجهة نظر الآخرين حال إقدامهم على الاعتذار الصادق.
وكشف د. بكري الجاك عن شراء جهات أمنية وعسكرية لنحو سبعة ملايين حساب على فيسبوك عقب الانقلاب العسكري، وذلك لضرب الثورة وافتعال الخلافات بين الفاعلين في الحراك السلمي - على حد قوله.