قال مصدر عسكري إن الجيش ما يزال منتشرًا في محيط معسكراته بمدينة "زالنجي" بولاية وسط دارفور، نافيًا مزاعم قوات الدعم السريع بالسيطرة على كامل المدينة.
وتدور الاشتباكات في مدينة "زالنجي" بولاية وسط دارفور غربي السودان مع هدنات متقطعة بين الحين والآخر، فيما ينتشر الطرفان العسكريان في محيط المناطق الخاضعة لسيطرة قواتهما، مع فرار عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج المدينة بحثًا عن الأمان ولا سيما إلى مدينة "الضعين" بشرق دارفور البعيدة نسبيًا عن القتال.
مصدر عسكري لـ"الترا سودان": الجيش ما يزال في مقراته العسكرية بمدينة "زالنجي" بوسط دارفور والمدينة لم تسقط في يد الدعم السريع
وقال المصدر العسكري لـ"الترا سودان" إن الجيش ما يزال في مقراته العسكرية بمدينة "زالنجي" وأن المدينة لم تسقط في يد قوات الدعم السريع حسب ما زعمت في الساعات الماضية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تقصف الأحياء السكنية عشوائيًا لإجبار السكان على النزوح، والتقدم نحو تلك المناطق السكنية للسيطرة على المدينة.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس في بيان صحفي أمس الخميس – قال إن قوات الدعم السريع استهدفت السكان المدنيين في محلية "سربا" شمال الجنينة بغرب دارفور "عشوائيًا"، وأعرب عن قلقه من حوادث مماثلة في أحياء مدن "نيالا" بجنوب دارفور و"زالنجي" بوسط دارفور. وأشار البيان إلى "منع المدنيين من المغادرة إلى المناطق الآمنة"، وقال إن البعثة توثق جميع هذه التجاوزات "البشعة" التي قال إنها قد تشكل "جرائم حرب" بموجب القانون الدولي.
ومن جانبها، تنفي قوات الدعم السريع استهدافها للمدنيين، وتقول إنها تعمل وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف حسب متحدثين عن هذه القوات.
وقال النشاط عادل أحمد وهو أحد الفاعلين الإنسانيين بمدينة "زالنجي" بوسط دارفور في حديث إلى "الترا سودان" – قال إن مدينة "زالنجي" تتعرض لأسوأ عملية عسكرية منذ بداية الصراع المسلح في نيسان/أبريل الماضي.
وأوضح عادل أن البقاء في المدينة "لم يعد خيارًا"، لافتًا إلى أن الجميع يعمل على مغادرة "زالنجي" صوب مدينة "الضعين" أو المحليات الآمنة، فيما وصل بعض الفارين إلى "الفاشر" بشمال دارفور باعتبارها آمنة نسبيًا مع وجود مناطق واسعة تحت سيطرة الجيش والقوات المشتركة من الحركات المسلحة – على حد قوله.
وقال عادل إن قوات الدعم السريع تسيطر على "مساحات كبيرة" من مدينة "زالنجي" بولاية وسط دارفور، لكن الجيش ما يزال في الحاميات العسكرية وبعض المناطق المحيطة بها – بحسب إفادته لـ"الترا سودان".
ويرى عادل أحمد أن قوات الدعم السريع تسعى للسيطرة على وسط دارفور وشرق دارفور لأسباب لوجستية متعلقة بالإمداد – وفقًا لتحليله.
ويقول إن مدينة "زالنجي" تعاني من الانهيار الإنساني ولم يعد ممكنًا استعادة الخدمات الحيوية الأساسية ولا يمكن دخول المنظمات بسبب الوضع الأمني كما لا توجد ممرات آمنة، فيما يسلك المواطنون طرقًا محفوفة بالمخاطر عند مغادرتهم المدينة – وفقًا للناشط في المجال الإنساني عادل أحمد.